لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

«كذبة أبريل».. مواقف محرجة وحالات طلاق



تطلق كذبة أبريل في أول يوم من شهر أبريل من كل عام، وتتسبب بجدل بين من يعتبر ان هذا اليوم هو يوم للمزاح، وبين من يراه يوماً لإثارة المشاكل المرفوضة والتي تخالف التعاليم الدينية.
وربما اعتاد البعض إطلاق المزاح والنكات، إلا ان حالات منها شهدت تطوراً ادى الى خصام وفي بعض الأحيان وصل الى أبواب المحاكم.
كثيرة هي المواقف التي صادفت العديد من المواطنين في كل مرة، منها ما ذكرته حوراء يوسف التي واجهت أحد المواقف في يوم كذبة ابريل، إذ أخبرتها إحدى صديقاتها بأنها مريضة وترقد في أحد المستشفيات، وأبلغتها برقم الغرفة، فما كان منها إلا أن توجهت للمستشفى وهي تحمل معها باقة من الورد، وكانت المفاجأة أن صديقتها تكذب والغرفة يرقد شخص آخر مكانها، ما أدى الى شعورها بالإحراج أمام عائلة الشخص المريض.
وأكدت حوراء أن الكذب غير مقبول ابدًا إلا أنه لا ضير من إطلاق الطرفات مرة واحدة في العام ولكن بحدود معقولة على سبيل الطرفة والضحك بين الأصدقاء، فالكذبة التي قد تسبب الازعاج للآخرين أو تعود عليهم بالضرر مرفوضة.
من جانبها، قالت زينب زاير إن كذبة أبريل تمثل متنفسًا بغض النظر عن أصل تسمية هذا اليوم أو العرف السائد بفكرة كذبة ابريل، إلا أنها تعتبر متنفسًا لكن الأهم ألا تتحول لكذبة مؤذية، مضيفة: «وقعت لأكثر من مرة في فخ كذبة أبريل، ففي كل مرة أنسى ذلك».
ويرى محمود الأدرج أن كذبة أبريل بدعة، وقد ظهرت في فرنسا وكانت الفكرة منها إظهار المواساة بين الناس، معتبرا أن كل الكذب أسود، وتنتج وراءه العديد من المشكلات، فضلاً من أنها قد تسبب اختلافات بين الأشخاص.
أما محمد مهدي فقد اعتبر كذبة أبريل شيئًا طريفًا يتم تداوله بين الأصدقاء بقصد الضحك، وقد اعتاد عليه الغرب، إذ يقومون بإطلاق الشائعات والأكاذيب، ويطلق على من يصدقها ضحية شهر أبريل، مشيرا إلى أنه إلى جانب المواقف المضحكة هناك العديد من الكذبات التي تسببت بالألم والإزعاج لضحاياها.
وحول الموضوع نفسه، قالت (س.ج) إنها ترفض فكرة كذبة ابريل، على اعتبارها عادة مجتمعية سلبية غير مقبولة ودخيلة على مجتمعنا العربي، وقد أثبتت المواقف السابقة أنها تسببت بالعديد من المشاكل وأدت لتفشي عادة الكذب بين الناس وتقبلها على الرغم من انها محرمة.
وأشارت إلى أن أحد أقربائها خدع زوجته في هذا اليوم وأخبرها بأنه ينوي الطلاق منها، إلا انه اعترف بأنه يكذب في نهاية اليوم، ولكن للأسف تحولت المزحة لحقيقة، بعد أن شعرت الزوجة بغضب شديد نتيجة تكرار مزاح الزوج، وقررت ألا تكمل حياتها معه بعد أن تزعزعت ثقتها به.
أما (ز.ع) فقد عبَّرت عن رفضها الشديد لكذبة ابريل لتسببها بالكثير من المشاكل منها النفسية والصحية، وقالت «لنفترض أن الشخص الذي سيتم اصطياده بكذبة أبريل يكون مصابا بمرض ما، وقد يتعرض للصدمة حين يتلقى خبرًا سيئًا، الأمر الذي قد يؤثر على صحته».
حيث أقرت من واقع تجربة قديمة أن كذبة ابريل ذات وجهين وأحيانًا تكون على قدر من الظرافة والمرح للتنفيس عن ما بداخل الانسان وفي أحيانًا أخرى تكون مقيتة وصادمة قد لا يتحملها الإنسان من هول المفاجأة.
أما (ك.م) فهو يستمتع بأن يقع أصدقاؤه ضحايا لكذبة أبريل، وقد قام ذات مرة حين التقى بصديقه في أحد المقاهي بعتابه، وسؤاله «أين كنت لقد صعق والدك بالكهرباء وأنت تجلس، انهض واذهب لوالدك بسرعة».
وأضاف: «حين انهار صديقي ولم يستطع النهوض أخبرته بأن ما قلته مزحة وإنها كذبة نيسان، وبعد هذا الموقف توقفت عن المزاح كذبًا».
وحول هذا الموضوع، قال عميد كلية الأداب بجامعة المملكة رضا أمين إن الكذب يبقى كذبًا سواء أسند او أضيف الى شهر أبريل لإعطائه طابع المرح أو في أي وقت من الأوقات، ويبقى دائمًا أبتر لا ساق له.
وأضاف: «هذه الحيلة يقوم بها البعض خاصة في وسائل الإعلام وفي المجتمعات الغربية بشكل خاص وتعتبر ظاهرة دخيلة علينا وتختلف عن قيمنا وثقافتنا حتى وإن استخدمت من باب المزاح، والمسلم لا يحمل هذه الثقافة ولا ينبغي أن يستظل بظلالها وإن خرج شيء من الشرق أو الغرب علينا أن لا نتبعه فهناك الكثير من الأمور المبتدعة والتي لا تتسق مع قيمنا وعاداتنا وثقافتنا».
ودعا أمين لأن يكون شعار أبريل استذكار الصدق والتأكيد على مكانته السامية، وتعليم أبنائها على الصدق، فالصدق ينجيك وإن خفته، والكذب يرديك وإن امنته.
وأكد أن أقبح أنواع الكذب هو الذي يمارس عبر وسائل الإعلام، والتي يجب أن تتحلى بالصدق في جميع مراحل جمع المعلومات والأخبار ليتم تقديم إعلام ناضج يقود إلى التنمية الشاملة وتطوير ونماء هذه المجتمعات.
 

الرابط المختصر: