الانسحاب.. مؤشر للإصابة بأزمة نفسية

 من الصعب معرفة ما إن كان الشخص الذي أمامنا لديه أزمة نفسية أم لا، حتى وإن كان هذا الشخص مقربا منا. فهذه الأزمات تظهر تدريجيا، مما يجعل الانتباه إلى حدوث تغيرات لدى الشخص المصاب أمرا صعبا. كما أن العديدين يشعرون بالخجل من الكشف عن مشاكلهم النفسية، فهم سيفعلون ما بوسعهم لإخفائها حتى عن أقرب الناس إليهم. وهذا بحسب موقع "WebMD".

وفي الآتي بعض العلامات التي قد تظهر على الشخص عند إصابته بأزمة نفسية، لكن يجب الوضع بعين الاعتبار أن هذه العلامات لا تعني بالضرورة أن الشخص مصاب بمشكلة نفسية ما، ولكنه يدل على ضرورة البحث عن المزيد من المعلومات للتأكد من ذلك:
– الانسحاب: إحدى أكثر العلامات الشائعة على المعاناة النفسية هي الانسحاب الواضح من النشاطات التي كان الشخص يهتم بها في السابق. فذلك قد يكون ناجما عن فقدان الطاقة التحفيزية الذي يعد علامة على الاكتئاب أو يكون ناجما الخوف والتجنب، وهما يعدان شائعان لدى مصابي القلق. كما قد يعكس الانسحاب وجود تحديات تجعل الشخص يريد الاختفاء.

– عدم القدرة على أداء الالتزامات في العمل، فقد تلاحظ أن الشخص قد أصبح لا يذهب للعمل كثيرا أو لا ينهي أعماله في الأوقات المناسبة أو لا يذهب للمواعيد التي تخص أعماله، كما وقد تلاحظ أن العمل لم يعد في قائمة أولوياته كالسابق.
– نقص العناية بالذات، فعندما يواجه الشخص أزمة نفسية، فإن العناية الأساسية بالذات غالبا ما تتضرر، فهو قد يتوقف عن العناية بنظافته وأسنانه وأناقة ملابسه؛ حيث قد يرتدي الملابس نفسها يوميا. فضلا عن ذلك، فهو قد يتوقف عن اختيار الأغذية الصحية وعن ممارسة الرياضة.
– تغير النظرة للحياة، فقد تلاحظ تغيرات على نظرة الشخص للعالم؛ حيث قد يصبح أكثر تشاؤما ويرى الجانب السيئ في الآخرين ويكون غير واثق من نفسه كالمعتاد، حيث تختلف نظرته لنفسه.
– اليأس، فأحد التغيرات التي يجب الانتباه إليها هي عندما يرى الشخص عدم وجود أمل وأن الأمور ستبقى سيئة كما هي ولن تتحسن. فالأمل يلعب دورا كبيرا في تحسين الحالة النفسية وفقدانه يقلل من احتمالية طلب المساعدة من الأطباء أو حتى الأصدقاء. كما أن اليأس يعد علامة مشتركة لدى من لديهم أفكار انتحارية.
في هذه الحالات، عليك بمحاولة الاقتراب من الشخص وإخباره بقلقك عليه. اختر وقتا مناسبا لك وله لفتح الموضوع، وأخبره بملاحظاتك بأسلوب غير نقدي. فالهدف من ذلك هو إشعاره بأنك مستعد لمساعدته إن لزم الأمر وإن وافق هو على ذلك.
عادة ما يكون الدخول بهذه المواضيع ليس أمرا سهلا، فتوقع أن يصدك هذا الشخص، إلا أنه من الممكن أيضا أن يشكرك على اهتمامك ويخبرك بمشكلته. عندها، بإمكانك أن تنصحه بأسلوب جيد اللجوء إلى استشارة الطبيب أو الاختصاصي النفسي.