لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

كلام مهم للغاية.. لماذا يستحيل توقع حالة الطقس على المدى الطويل بشكل صحيح؟



يمكن اعتبار التنبؤ بظروف الطقس المتطرفة مع عناوين الأخبار المروعة، هو المجال الذي تخوض فيه الصحف الصفراء التي يمتلك بعضها سجلا حافلا في نفي مسألة التغير المناخي.

فعند التطرق إلى جملة من أخبار الطقس في العديد من هذه الصحف، نشعر كما لو أننا نعيش في عصر يتميز بظروف طقس متطرفة.

وعلى سبيل المثال، يمكنك أن تقرأ في صحيفة "ديلي إكسبريس" أن درجات الحرارة في القطب الشمالي تصل إلى ثلاث درجات تحت الصفر الليلة، وستشهد المنطقة عاصفة استوائية غريبة الأسبوع المقبل.

من جهة أخرى، تشير صحيفة "الديلي ميل" إلى أن "أحد الأيام سيكون الأشد حرارة في شهر أكتوبر/تشرين الأول خلال السنوات السبع الماضية، حيث ستصل درجة حرارته إلى 25 درجة مئوية، على الرغم أن من المتوقع أن تشهد المنطقة انخفاضا نسبيا في الحرارة وهطول أمطار خلال الأيام الثلاثة التي تسبق ذلك اليوم".

تقول الكاتبة سانجانا فارغيز في تقريرها الذي نشره موقع "وايرد" الأميركي في نسخته البريطانية، إن مثل تلك التوقعات -التي تعلن أن الموسم القادم سيكون الأسوأ على الإطلاق- تعتبر زائفة ومبالغا فيها.

فعلى الرغم من أن الظروف المناخية تصبح أكثر تطرفا بمرور السنين، فإنه لا يزال من الصعب للغاية بالنسبة للمتنبئين المحنكين بأحوال الطقس أن يتوقعوا بدقة ما يخبئه لنا هذا الشتاء، نظرا لأن هذه المسألة تعد معقدة.

وأشارت الكاتبة إلى أننا حتى نتمكن من فهم السبب الذي يجعلنا نثق في العلماء الذين يدرسون تغير المناخ على المدى الطويل، أو خبراء الأرصاد الجوية حينما يقولون لنا إن السماء ستمطر غدا، ولا نعرف بمن نثق منهما، فإن أول ما يجب علينا توضيحه هو العلاقة بين المناخ والطقس.

التغيرات الصغيرة في منطقة واحدة في الغلاف الجوي يمكن أن تتسبب في تأثيرات كبرى في مكان آخر (الأوروبية)

الطقس والمناخ
في هذا الصدد، يقول كولين كوتر الذي يعمل في التحليل العددي والحوسبة بكلية لندن الإمبراطورية، "عندما نتطرق إلى الحديث عن الطقس، فنحن نتحدث أساسا عن المناخ على المستوى المتوسط".

ويوضح ذلك أنه على الرغم من تغير الطقس طوال الوقت، فإننا نستطيع اعتبار هذه التغيرات بمثابة بعض الاختلافات في حدود المستوى المتوسط الذي يحدده المناخ.

في الحقيقة، يسبب هذا الفرق ظهور بعض الانقسامات والاختلافات. لذلك، يمكنك إلقاء نظرة على توقعات الطقس التي تقدمها شبكة "بي بي سي" لعطلة نهاية الأسبوع حيث تجدها مفيدة، ليُصبح من الصعب بعد فترة زمنية معينة تحديد الطقس الذي سيسود.

ونظرا لأننا لا ندرك تماما حالة غلافنا الجوي في الوقت الراهن، لذا لا يمكننا أبدا الحصول على توقعات مثالية.

وأوردت الكاتبة أن هذا الأمر يعود إلى ما يُعرف باسم تأثير الفراشة الذي صاغه إدوارد لورنتز خلال الثمانينيات، ويعني بشكل أساسي أن التغيرات الصغيرة في منطقة واحدة في الغلاف الجوي يمكن أن تتسبب في تأثيرات كبرى في مكان آخر، لذلك يمكن أن تؤدي التغيرات الطفيفة في ضغط الرياح في الغلاف الجوي إلى تغيرات هائلة في ارتفاع الأمواج.

من جهته، قال آدم سكايف رئيس غرفة التوقعات البعيدة المدى في مكتب الأرصاد الجوية إن هذا "لا يعني أننا يجب أن نتخلى تماما عن التنبؤ بحالة الطقس".

وأضاف "لاحتساب تأثير الفراشة، يجب علينا أن نجري عشرات التنبؤات"، وبعد إجرائها، يتم احتساب متوسّطها ​​(باستخدام نماذج الحوسبة المتقدمة) وتقديم صورة عن السيناريوهات الأكثر احتمالا.

وفي الواقع، يعد هذا هو السبب وراء تمكّن خبراء الطقس من إخبارنا بأن فصل الشتاء سيكون باردا، على الرغم من أنهم لا يستطيعون تحديد درجة الحرارة إلا قبل بضعة أيام.

وأشارت الكاتبة إلى أن مكتب الأرصاد الجوية توقف عن إصدار التنبؤات الموسمية، ويعود ذلك إلى صعوبة التنبؤ بمستوى التفاصيل المحلية المتعلقة بظروف الطقس في المستقبل.

وفي الوقت الراهن، أصبح مكتب الأرصاد الجوية يصدر تنبؤات تصل إلى حوالي الشهر، وتخص المملكة المتحدة بصفة عامة عوضا عن التركيز على مناطق محددة.

وعموما، غالبا ما تكون توقعات الطقس على المدى الطويل مفيدة للشركات التي تتأثر ظروف عملها بالتغيرات الصغيرة، حيث إن لدى الشركات القدرة على استخدام تلك التنبؤات الجوية لصالحها، الأمر الذي غالبا ما يفتقر إليه الأفراد.

وبينت الكاتبة أن ما يثير الاستغراب هو أن الصحف التي تركز على استخدام عناوين مبالغ فيها بالنسبة للأحوال الجوية، غالبا ما تنفي مسألة تغير المناخ.

ومن خلال الاستمرار في رفض هذه الادعاءات السخيفة، فإننا نخاطر بتقويض الأسس التي تجعلنا نصدق أنماط التنبؤ بالطقس التي سيكون لها تداعيات سلبية على المدى الطويل.

الرابط المختصر: