لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

في سابقة تاريخية.. سحلية أسترالية تبيض وتلد



نعرف بالطبع أن الزواحف تضع البيض، أليس كذلك؟ لا، ليس كذلك بالضبط. فبعض أنواع الزواحف تحتفظ ببيوضها المخصبة داخل أجسادها إلى أن يخرج منها صغارها أحياء، في عملية تشبه الولادة كثيرا، أُطلق عليها ظاهرة البيوضية الولودية (Ovoviviparity).

وتنتشر هذه الظاهرة في بعض أنواع الأفاعي والسحالي والحَرَابي، ولعل الحكمة من ذلك هي تأمين النسل وحمايته إلى أقصى حد ممكن. هذا الأمر وإن كان غريبا ومُدهشا لمعظمنا، إلا أنه معروف لعلماء الزواحف. لكن ما حدث قريبا أدهش هؤلاء أنفسهم وغيَّرَ تماما من تصوُّراتهم.

ما زال الخلق يدهشنا
ففي سابقة تاريخية فريدة، شهد باحثون من جامعة سيدني على وضع سحلية أسترالية تُدعى السقنقور الثلاثي الأصابع (three-toed skink) -وهي معروفة بقدرتها على أن "تلد" صغارها أحياء- ثلاث بيضات، قبل أن تلد الأخ الرابع -من نفس البطن- حيا!

تستوطن هذه السحالي الصغيرة -التي تشبه كثيرا صغار الثعابين لكن بأرجل دقيقة – الساحل الشرقي من أستراليا، وهي في واقع الأمر من الأنواع النادرة التي تمتلك القدرة المدهشة على وضع صغارها بالطريقتين.

تعددت المشاهدات لأفراد تضع البيوض، ولأخرى تلد صغارا حية؛ فالسحالي المقيمة في المرتفعات الشمالية في "نيو ساوث ويلز" تلد صغارها في العادة، أما السحالي في سيدني وما حولها فتضع البيض! لكن حتى هذه اللحظة لم يكن العلماء قد شاهدوا سحلية واحدة تأتي بنسلها بالطريقتين معا، وفي بطن واحدة!

"
حتى هذه اللحظة لم يكن العلماء قد شاهدوا سحلية واحدة تأتي بنسلها بالطريقتين معا، وفي بطن واحدة
"

تقول الدكتورة كاميلا وتنغتون من كلية العلوم البيطرية في جامعة سيدني، الباحثة الرئيسة في الدراسة التي ستنشر هذا الأسبوع في دورية بيولوجي ليترز: "هذا الكشف استثنائي بلا شك. كنا نجري أبحاثا وراثية على سحالي السقنقور حين لاحظنا أن واحدة من السحالي التي اعتادت ولادة الصغار قد وضعت ثلاث بيضات، قبل أن تلد صغيرا رابعا حيا بعد أسابيع قليلة".

دور البطولة في تتبع الولادة
"هناك العديد من محطات الرحلة التطورية من وضع البيض إلى الولادة. نعرف أن الفقاريات الأولى كانت تضع بيوضا، لكن يبدو أن بعض أنواعها -خلال آلاف السنين- بدأت في الاحتفاظ بالبيوض داخل أجسامها لفترات أطول حتى شهدنا الولادة الأولى. وبينما يرتبط معنى الولادة في أذهاننا بالبشر وبالثدييات، فإن العديد من أنواع الزواحف تلد كذلك".

يرشِّح هذا الاكتشاف سحالي السقنقور الثلاثية الأصابع -في رأي الدكتورة وتنغتون- لأخذ دور البطولة في الأبحاث الساعية نحو تعميق فهم عملية الولادة وتتبُّع أصولها، وحول أسباب وكيفيات الانتقال من وضع البيض إلى الولادة.

تقول وتنغتون: "سيجعل ذلك من أستراليا القِبلة المفضَّلة لدراسة تطوُّر الولادة، فنحن قد استطعنا هنا الاطلاع على لمحات من آليات التطور أثناء عملها. ولنتأمل هذه القدرة المدهشة على الاختيار بين وضع البيض والولادة، وما تتضمنه من فوائد جمة للحيوانات التي تستطيع ربما أن تختار الأفضل بين الطريقتين بحسب الظروف المحيطة".

وفي تصريح خاص للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، تقول وتنغتون: "لا نعرف ما الذي دفع بهذه السحلية إلى وضع البيض ثم الولادة. سنحتاج إلى المزيد من الجهود البحثية لاستقصاء إذا ما كانت الإناث تملك الخيار حقا، أم أن للأمر علاقة بالصغار أنفسهم، أم لظروف بيئية ما، أم حتى إذا كان هذا قد حدث بمحض المصادفة فقط".

وتُعقِّب في تصريحها: "أما عن السؤال الأزلي حول ما إذا كانت البيضة قد جاءت أولا أم الدجاجة، فالاتفاق العلمي يقول إن أول الفقاريات التي ظهرت على الأرض كانت تضع البيض، ولهذا فالبيضة أولا، ولا بد!".

الرابط المختصر: