لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

بعد أن حير العلماء.. الكشف عن أصل وموطن الحشيش



القنب الهندي نبات علاجي له تأثير مخدر، وهو من النباتات التي لها تأثير مهلوس وتعرف الصورة المصنعة منه باسم "الحشيش"، ومع تعاظم الاهتمام بدراسة هذا النبات واستخلاص مكوناته العلاجية مؤخرا، حاول العلماء البحث عن المكان الذي ظهر فيه الأصل الوراثي لهذا الجنس النباتي لأول مرة منذ ملايين السنين.

هناك ثلاثة أجناس نباتية معروفة للنبات، وكان يعتقد أنه متوطن في آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية، لكن دراسة جديدة نشرت في دورية تاريخ الكساء الخضري والحفريات النباتية أشارت إلى أن هضبة التبت الشمالية الشرقية في المنطقة المحيطة ببحيرة شنغهاي هي مركز منشأ نبات القنب.

ويعتقد الفريق أن القنب انتشر غربا ووصل إلى روسيا وأوروبا قبل حوالي 6 ملايين عام، وإلى الشرق ليصل إلى شرق الصين قبل نحو 1.2 مليون عام.

فرضية ابن وحشية
تبين الوثائق التي تعود إلى العصور الوسطى أن الأصول الجغرافية للقنب تعود إلى الهند أو ربما الصين منذ عام 930م، حيث اقترح هذه الفرضية العالم العربي الموسوعي الشهير ابن وحشية.

ويعرف هذا العالم أيضا بابن وحشية النبطي، وهو كيميائي وعالم لغوي نبطي مسلم عاش في القرن الثالث الهجري، وله العديد من المؤلفات، منها كتاب "الفلاحة النبطية" الذي يعد من أشهر المؤلفات الزراعية القديمة.

وعلى الرغم من الاهتمام الكبير بالنبات نتيجة لارتفاع استخدامه في القرن العشرين لأغراض ترفيهية ودينية وروحية وطبية فقد تم منع حيازة منتجات القنب واستخدامها وبيعها في معظم أنحاء العالم في مطلع القرن العشرين.

ومع تطور العلوم الحديثة وظهور التقنيات والمناهج البحثية المتقدمة حاول العلماء التعرف على الأصول الوراثية والجغرافية لنبات القنب، لكن ندرة "المستحاثات" أو الحفريات للنبات في السجل التاريخي (الأحفوري) جعلت من الصعب على مجتمع البحث العلمي تحديد أي مكان أكثر وضوحا من فرضية ابن وحشية لأصل نبات القنب.

ويقول المؤلف الأول للدراسة والباحث الطبي جون مكبارتلاند من جامعة فيرمونت "على الرغم من الأدبيات الضخمة التي ظهرت في العقود الثلاثة الماضية فإن تصنيف القنب وموطنه الأصلي ما زالا قيد المناقشة".

يزدهر في السهوب
للتغلب على نقص الحفريات تحول العلماء إلى حبوب لقاح نباتات من جنس القنب تمت دراستها لأول مرة منذ ثلاثينيات القرن الماضي للمساعدة في تتبع التاريخ الطويل للنبات.

وأجريت العديد من الدراسات على حبوب اللقاح الأحفورية منذ عقود، مما ساعد على تحديد السجلات القديمة لنبات القنب في جميع أنحاء آسيا وفي أماكن أخرى من العالم، بما في ذلك الإشارة إلى المكان الذي يزدهر فيه بشكل أفضل. 

وقد كتب الباحثون "القنب يزدهر في السهوب.. موئل مفتوح بدون أشجار"، ومن المعروف أن السهوب هي منطقة أحيائية محددة مناخيا وجغرافيا تتميز بوجود سهول المراعي وعدم وجود أشجار، وهي إما أن تكون منطقة شبه صحراوية أو مغطاة بالعشب أو الشجيرات أو كليهما اعتمادا على فصل السنة وخط العرض.

البروكسيات البيئية
وفي الدراسة الجديدة، فحص مكبارتلاند وفريقه 155 دراسة سابقة عن حبوب اللقاح الأحفورية التي تتركز في آسيا.

واحدة من الصعوبات التي واجهت الفريق مع البيانات هي أن العديد من تلك الدراسات جمعت بين حبوب لقاح القنب وتلك الخاصة بجنس نبات حشيشة الدينار أو عشبة الدينار، وهو نوع نباتي من جنس الجنجل، حيث تبدو حبوب اللقاح متشابهة، نظرا لأن الجنسين النباتيين تشعبا عن بعضهما البعض منذ حوالي 28 مليون عام.

وللتغلب على مشكلات تحديد الهوية، استخدم الباحثون تقنية إحصائية تتضمن "البروكسيات البيئية" أو ما يعرف بـ"الوكلاء البيئيين"، وهي الخصائص الفيزيائية المحفوظة من الماضي مثل حلقات الأشجار، وحبوب اللقاح الأحفورية، ورواسب البحيرات والمحيطات وغيرها، حيث ميزوا بين حبوب اللقاح على أساس نباتات أخرى شائعة في نفس المنطقة، مثل النباتات التي تنتمي إلى جنس نبات الشيح.

وكتب الفريق "لقد سددنا الفجوة الزمنية بين تاريخ التشعب وأقدم حبوب اللقاح عن طريق تحديد أقرب ظهور لنبات الشيح، وبناء على الأدلة المتوافرة لدينا تشير النتائج إلى الأصل الجغرافي المحتمل للقنب حتى لو كانت فرضية قد يتعذر إثباتها على الإطلاق، وتتلاقى هذه البيانات على هضبة التبت الشمالية الشرقية التي نستنتج أنها مركز منشأ القنب في المنطقة المحيطة ببحيرة شنغهاي".

الرابط المختصر: