لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

كيفية التعامل مع مواقف التنمر والإرهاب النفسي في محيط بيئة العمل



يُعرّف التنمر أو الإرهاب في محيط بيئة العمل على أنه أي تصرف مُتعمد بصورة متكررة تجاه أحد الموظفين بنية الإساءة إليه وإهانته ووضعه في مواقف محرجة، أو من خلال التقليل من أدائه في العمل. قد يتعرض الموظفين لهذه المشاكل من زملائهم أو مشرفيهم أو المديرين. لا يُعتبر الأمر نوعًا من المُزاح، ولهذا يجب تعلم كيفية التعرف على هذه المواقف والتعامل معها بشكل مناسب، لخلق بيئة صحية ومُنتجة لنفسك ولزملائك. اقرأ الخطوات القادمة لمعرفة المعلومات المناسبة.

جزء1

فهم طبيعة التنمر في بيئة العمل

1

تعرف على الشخص المتنمر وأفعاله. يُعد المتنمرون في العمل كالمتنمرين الصغار في باحة المدرسة، فهم يستخدمون ذات الطرق في الترهيب والتلاعب من أجل إصابتك بالإحباط. لذلك يعتبر التعرف على طبيعة تصرفاتهم بمثابة خطوة أولى في سبيل الحصول على بيئة عمل مريحة.

يستمتع الشخص المتنمر بمضايقته للآخرين. لا يعني عدم اتفاقك مع بعض زملاء العمل أن تصبح متنمرًا أو أن تنظر لأحدهم على كونه متنمر. يمكنك التمييز بين المتنمر وبين من لا تتفق معه، من خلال مراقبة سلوك الشخص، هل يبذل مجهودًا لمضايقتك وإحباطك؟ هل يبدو عليه الاستمتاع بفعل ذلك؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فهذا يُرجح كونه شخص متنمر.

عادة ما يعاني المتنمرون من مشاكل نفسية عميقة لها علاقة بفكرة التحكم. لهذا يجب أن تعرف أن الأمر غير متعلق بشخصيتك أو أدائك في العمل، بل متعلق بفقدان المتنمر لإحساسه بالآمان.

2

تعرف على سلوكيات المتنمر. تنبه للعلامات المؤكدة التي تعني التنمر والإرهاب النفسي. هذه العلامات قد تشمل:

الصياح سواء بينكما وحسب، أو أمام الزملاء أو العملاء.

مناداة الاسم

التعليقات المفتقدة للاحترام

المراقبة والانتقاد المبالغ فيها لعمل أحدهم

إثقال كاهل أحدهم بمزيد من العمل بشكل متعمد

التقليل من عمل أحدهم بغرض دفعه للفشل

الاحتفاظ بمعلومات ضرورية لإتمام العمل بشكل متعمد

استبعاد أحد الأشخاص من المحادثات التقليدية في بيئة العمل من أجل إشعاره بأنه غير مرحب به.

3

تنبه للعلامات التي توحي بكونك ضحية للتنمر والإرهاب النفسي. قد تعاني من آثار التنمر أثناء وجودك في المنزل:

قد تعاني من اضطرابات النوم، وقد تصاب بالغثيان والرغبة في التقيؤ خوفًا من ذهابك إلى العمل

تصاب عائلتك بالضيق من كثرة حديثك عن مشاكل العمل

تقضي أيام الراحة في القلق من عودتك إلى العمل

يلاحظ طبيبك مشاكل صحية جديدة تبدو عليك خاصة بضغط الدم وعلاقته بالتوتر

تشعر بالأسى لكونك جزء من مشاكل العمل

4

لا تتجاهل شعورك. لا تختلق الأعذار نتيجة لتعرضك للتنمر، لا تقول "إن الجميع يتم معاملته بهذه الطريقة" أو "أنا استحِق". لا تقع في فخ كره الذات، بل اعمل على خطة لإيقاف التنمر.

على عكس المتنمرين الصغار في باحات المدرسة، الذين يختارون ضحاياهم الأكثر ضعفًا ووحدة، يقوم متنمرو العمل باختيار ضحاياهم الأكثر تهديدًا لأدائهم في العمل. حيث يرغب الشخص في إحباطك عندما يشعر بأن وجودك يمثل تهديدًا لمظهره وعمله. آمن بكونك جيدًا فيما تفعل، ولا تجعل من غيرك يصيبك بالحيرة.

جزء2

التصرف

1

اخبر الشخص أن يتوقف. الفعل أصعب من القول بالطبع، لكن لا بأس من التجربة، ومحاولة تذكر بعض الجمل لاستخدامها لمواجهة الشخص الذي يُعرضك للتنمر.

ضع يديك عاليًا لتخلق حاجزًا بينك وبين الشخص، تمامًا كما يفعل رجل المرور عندما يرفع يديه كعلامة التوقف.

قُل جملة قصيرة لتعبر بها عن رفضك، شيء مثل: "من فضلك توقف، ودعني اعمل" أو "توقف عن الحديث". يساعدك ذلك على الوقوف ضد هذه التصرفات، كما أنه يُسلحك عندما تتقدم بتقريرك عن الأحداث لاحقًا إذا ما استمر الأمر.

إياك وتصعيد الأمور. لا تبادل الشخص الصياح أو الإهانات، وإلا جعلت الأمر أكثر سوءً. تحدث بنبرة هادئة محكمة، واطلب من الشخص التوقف.

2

سجل كل حوادث التمر. سجل اسم الشخص الذي يضايقك وطريقة مضايقته. سجل التوقيت والتاريخ وموقع الحادثة وأسماء الشهود المحتملين. سجل ما يكفي من المعلومات لتستخدمه لاحقًا عند تقديم الشكوى لدى الشخص المسئول.

حتى في حالة عدم تأكدك من حالة التنمر، يساعدك تسجيل وتدوين مشاعرك في التعرف على طبيعتها أكثر، وفي التعرف على طبيعة معاناتك الحالية. وقد تصل في النهاية لنتيجة أن الشخص الذي يضايقك ليس بمتنمر، أو العكس بالطبع.

3

تأكد من وجود شهود. استشر زملائك في العمل، واطلب منهم تدعيم شكواك كتابيًا. اختر الشخص الذي يعمل في ذات الدوام خاصتك، أو الشخص الجالس على المكتب المجاور لك.

اطلب من الشهود أن يمروا عابرين بالمكان الذي تشك أنه سيتم مضايقتك فيه، أو في توقيت معين. اصطحب زملاء العمل في الاجتماعات التي يضايقك فيها المشرف. هكذا يصبح لديك دعمًا إذا ما ساءت الأمور لاحقًا.

كون فريقًا مع من يتعرضون للتنمر بدورهم، وذلك لتواجهون عدوكم المشترك سويًا.

4

حافظ على هدوئك وانتظر قليلاً. حافظ على ثباتك ومهنيتك، لا تهرع باستمرار لمديرك حتى لا تظهر بمظهر المنتحب أو المبالغ للأمور. أما في حالة كونك هادئ، يساعدك ذلك على إثبات حُجتك بشكل أكثر بلاغة.

انتظر لمدة ليلة بين تعرضك للمضايقة وبين إبلاغ شكوتك. تجنب الشخص المتنمر بقدر الإمكان حتى تصبح قادرًا على تقديم الشكوى.

5

حدد اجتماعًا مع مشرفك أو مع ممثل الموارد البشرية. احضر معك الأدلة المكتوبة والشهود، ثم اعرض حالتك بهدوء. تدرب على ما ستقوله قبل الذهاب للاجتماع، واجعل من شكواك قصيرة ومدعمة بالمستندات اللازمة.

لا تقترح أيّة إجراءات ما لم يطلب منك مديرك أن تفعل ذلك. بمعنى آخر، من الخاطئ أن تتحدث إلى مديرك كالآتي: "فُلان يضايقني ولهذا من الضروري أن يتم طرده". اكتفِ بعرض حالتك بقوة، وبعرض أدلتك ويمكنك أن تقول: "أنا مصاب بالإحباط بسبب هذه التصرفات، ولم يعد لدي أية خيارات باقية، لذلك ظننت أنه من الضروري أن تعرف". دع المشرف أو المدير يتوصل إلى الإجراء المناسبة بنفسه.

خاطب ممثل الموارد البشرية في حالة كان مشرفك هو من يقوم بالتنمر عليك، أو خاطب الشخص المسئول عنه. تأكد فقط من مخاطبة شخص ما قادر على إحداث تغيير.

6

اهتم بمتابعة التطورات. في حالة استمر التنمر مع عدم وضوح أيّة إجراءات متخذة، من حقك إذن نقل شكوتك لمستوى إداري أعلى كالإدارة الرئيسية أو الموارد البشرية أو شؤون العاملين. استمر في ذلك حتى تحصل على بيئة العمل المناسبة.

من الجيد أن تحاول التفكير في حلول بديلة لجعل الموقف أفضل بالنسبة لك، في حالة أبى رئيسك الاعتراف بحالة التنمر التي تتعرض لها. هل أنت مستعد للانتقال من القسم الذي تعمل فيه؟ هل لديك الاستعداد للعمل من المنزل؟ فكر في بعض البدائل حتى تجعل من حالتك أكثر راحة.

في حالة قدمت الأدلة ولم يتم اتخاذ أيّة إجراءات تجاه موقفك، بل ازداد الأمر سوءً، فمن حقك اللجوء للفريق القانوني أو يمكنك اللجوء لمحامي عمل لتطلب تدخلهم القانوني.

جزء3

التعافي من حالات التنمر والإرهاب النفسي

1

اجعل من التعافي أولوية. لن تعود لطبيعتك في العمل ولن تصبح سعيدًا طالما لا تولي اهتمامًا كافيًا لتعافيك من التجربة التي تعرضت لها. احصل على بعض الوقت كراحة، وتجاهل كل ما يتعلق بالعمل.

في بعض الأحيان عند عرضك لحالتك بشكل جيد، فقد يتم مكافئتك بأجازة مدفوعة.

2

مارس بعض الأنشطة خارج العمل. في حالة تعرضت للتنمر في العمل، فمن حقك الخروج من بيئة العمل لبعض الوقت، وممارسة بعض الأنشطة الجديدة التي تجعلك سعيدًا، قد ترغب في القيام بالآتي:

العودة إلى هواياتك القديمة

القراءة

المواعدة

إعادة التواصل مع الأصدقاء والعائلة

3

تحدث إلى طبيبك أو مستشارك النفسي. يساعدك العلاج والاستشارة النفسية في الحصول على المساعدة المعنوية التي لا تستطيع تقديمها لنفسك، وذلك بعدما فقدت جزءً كبيرًا من طاقتك في مواجهة مواقف التنمر في العمل.

4

غير عملك. قد تستريح أكثر في وجودك في مقر عمل مختلف، حتى بعد التعامل مع موقف التنمر. تعامل مع كل ما حدث على أنه فرصة وليس عقبة وحسب. ربما حان الوقت لتطوير مهاراتك في وظيفة أخرى، أو الانتقال إلى عمل أو فرع جديد، لترى الحياة من منظور جديد.[٣]

جزء4

منع التنمر كمسئول عن العمل

1

فعّل سياسة عدم التسامع مع التنمر والإرهاب النفسي في بيئة العمل. تأكد من شمول بروتوكولات العمل والصحة الخاصة بالعمل لديك على سياسات عدم التسامع مع حالات التنمر، وتأكد من دعم ذلك بواسطة المستويات الإدارية المختلفة.

ادمج ذلك بسياسات الباب المفتوح، واعقد الاجتماعات الدورية لمجابهة التنمر داخل العمل.

2

تعامل مع حالات التنمر على الفور. من السهل أن تكتفي بالتفكير في قدرة موظفيك على التعامل مع هذه المواقف بأنفسهم، لكن ذلك لا يحدث على أرض الواقع، لهذا عليك ألا تدع لأيّة مشكلة أن تتفاقهم في محيط بيئة العمل، خاصة إذا ما أردتها أن تكون بيئة منتجة وصحية وفعالة.

حقق في كل الشكاوى بصورة جدية متكاملة. حتى في حالة الشكاوي التي تبدو ناتجة عن حساسية الموظفين البالغة، عليك أن تبدي الاهتمام الكافي لها.

3

لا تعتمد عنصر المنافسة داخل العمل. عادة ما يظهر المتنمرون نتيجة تنافسهم مع زملائهم في العمل، مما يهدد مهارات الآخرين وفرص نجاحهم، بسبب محاولات المتنمرين المستمرة لتدميرهم نفسيًا.

تولد المنافسة الرغبة في أن تصبح الأفضل لتكافأ، وعلى الرغم من أن المنافسة قد تكون فعالة ومنتجة في بعض بيئات العمل، إلا أنها في بعض البيئات الأخرى قد تتحول لنوع من العدائية.

4

شجع على التواصل والتفاعل بين الموظفين والإدارة. كلما زاد التفاعل بين كل الموظفين في العمل بجميع مستوياتهم، كلما قلت العدائية بينهم، وكلما زادت قوة تحكمك في زمام الأمور.

جزء5

مثال على بريد إلكتروني لزملاء العمل

أفكار مفيدة

استمر في كونك على سجيتك. لا تصدق الهراء الذي يدور حولك ويتعمد مضايقتك والتقليل من شأنك.

لا تصدق الخرافات التي تقال عن التنمر، بأن الكلمات لا تؤذي الشخص، وأن الكبار لا بيكون. ففي الواقع، الكلمات تؤذي حتمًا، ومن الطبيعي أن تصاب بالبكاء.

لا تأخذ ما يقوله المتنمر على محمل شخصي، فهو يهدف فقط لتدميرك نفسيًا.

لا تستجيب بأفعال مشابهة، وإلا تفاقمت الأمور وتم إيلامك في النهاية بدلاً من المتنمر.

قد يقوم المتنمر باستجواب ضحيته كما لو كان في استجواب داخل فسم البوليس. يتسبب الاستجواب هذا في إرهاب الضحية، وتحوله للدفاعية مما قد يجعله يظن أنه الشخص السيء في نهاية الأمر.

احذر من النميمة المغرضة المتخفية في صورة مزحات سخيفة. إذا جرحت مشاعرك، فقد تم الأمر إذن.

دوّن كل حوادث التنمر التي تعرضت لها، واحتفظ بالأدلة لتدعم شكواك لاحقًا.

ابتعد ولا ترد في حالة التعليقات السيئة التي تم توجيهها لك، أو يمكنك الرد بكلمة واحدة تعبر عن عدم اهتمامك بهذا الهراء.

فكر في ردة الفعل. في حال تفاقم الأمر، تأكد من وجود أحد الشهود إلى جوارك ليدعم شكوااك لاحقًا.

ارفع صوتك، وتذكر أنك لست وحيدًا.

في حالة كانت الأمور سيئة للغاية، لا بأس من الذهاب للطبيب والحصول على إجازة مرضية أو من رصيد إجازاتك السنوية.

تذكر أنك لا تخبر الحكايات عند سرد وقائع التنمر، فمن حق الجميع التحلي ببيئة عمل آمنة وسعيدة. لذلك استمر في الحديث، حتى يتخذ أحدهم الإجراء المناسب.

قد يشعر الشخص الذي تعرض للمضايقة بالوحدة، وقد يستمر ذلك لفترة طويلة.

كن مستعدًا للبحث عن المساعدة خارج الشركة وقسم الموارد البشرية، فقد تلجأ للحصول على التدخل القانوني.

اخبر المتنمر أنك تنوي اتخاذ الإجراءات القانونية ليتوقف عن التحرش.

من الجيد أن تقوم بتقييم ذاتك كل فترة، خاصة إذا ما كنت ضحية التعرض للتحرش والإرهاب النفسي في العمل. اسأل نفسك لماذا يقومون بفعل ذلك معك؟ ما الخطأ فيك؟ فكر في كل الكلمات السلبية التي يقولونها عنك، فقد يظنون بكونك وحيد أو صعب المراس، قد يسيئون فهم خجلك على كونك مغفلًا. هذا يعني أنه الوقت المناسب لإعادة اكتشاف ذاتك من جديد، حاول التقرب لأشخاص تشاركك الاهتمامات لتعقد معهم صداقات. ثق بنفسك.

تحذيرات

تعامل مع أيّة إساءة جسدية أو نفسية على كونها أمر خطير يتطلب الاهتمام من أجل سلامتك وصحتك. بلّغ عن الأمر في الحال لدى الفريق القانوني الخاص بمقر عملك.

الرابط المختصر: