لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

لماذا لا نستطيع دغدغة أنفسنا؟



لماذا لا نضحك عندما نقوم بدغدغة أنفسنا؟ وما هي طبيعة المشاعر التي تتولد لدينا إذا ما قام أحد ما بدغدغتنا؟ دراسة حديثة على الفئران تجيب عن هذه الأسئلة.

وأظهرت الأبحاث الجديدة التي أجريت على الفئران أن هناك عاملا مهما مفقودا بالعملية عندما يكون من يقوم بدغدغة جسدك هو يديك أنت. فقد وجد علماء الأعصاب (من جامعة هومبولت في برلين) أن الفئران عندما تقوم بحك نفسها بأيديها فإن ردود فعلها تكون مختلفة عندما يقوم آخرون بذلك، فالجزء المسؤول في الدماغ عن النطق أو الضحك يكون في ذلك الوقت غير نشط.

وعندما قام الباحثون بدغدغة الفئران، وجدوا أن الجزء الذي يميز الإحساس باللمس من دماغها (النظام الجسمي الحسي) كان نشطا، وأصدرت الفئران صوتا يشير إلى استجابتها للدغدغة.

ما الحلقة المفقودة؟
يقول عالِم الأعصاب مايكل بريخت (كبير الباحثين بهذه الدراسة) إن ذلك يحدث بسبب "التثبيط المرتبط باللمس الذاتي الذي يكبح الدغدغة الذاتية". ونظرا لأن استجابة الإنسان للدغدغة كانت متشابهة إلى حد كبير مع الفئران، فإن هذا يعني أننا لا نقوم بربط أي نوع من اللمس الذاتي بالإحساس بالدغدغة، وبالتالي لا نحصل على ردود الفعل نفسها على عكس ما يحدث عندما يدغدغنا شخص آخر.

ويوضح مايكل تيتزي عالم النفس من مركز "هيومركير" بألمانيا أنه "إذا قمنا بدغدغة أنفسنا، فإن المخ (مركز ربط ردود الأفعال) يفسر شعور اللمس الذاتي بأنه أمر لا يسبب أي نوع من التهديد ويعتبره أمرا غير مهم".

الخوف والتشويق
لذلك -ولأننا لا نمثل لأنفسنا نوعا من التهديد- فإن الأمر يحتاج إلى عامل آخر حتى تكون الدغدغة فعالة، وهو ما أطلق عليه الباحثون "Nervenkitzel" إثارة الشعور بالخوف والتشويق" وهو ما يوفره قيام الآخرين بالدغدغة.

وكانت الفئران التي تمت دراسة ردود أفعالها بهذه التجربة قد أظهرت نوعا من تجمد الحركة وعدم الارتياح والتوتر عندما تمت دغدغتها، وهو رد فعل يقترب من تصرفات الأطفال. فعلى العكس مما يظهرون من استمتاع وضحك عند دغدغتهم، فإنهم في الحقيقة يخفون إحساسا معاكسا بالقلق ولا يمكنهم تحمل الشعور بالتوتر جراء تلك الدغدغة، لذا يحاولون الفرار من الأمر، ذلك لأننا نربط الدغدغة بنوع من الهجوم الوهمي.

ويقول تيتزي: من الناحية النفسية، تؤدي الدغدغة إلى حدوث تداخل بين إشارتين متعارضتين من الاقتراب والهروب. أما من الناحية العصبية، فإننا نشعر بالراحة والألم في وقت واحد مما يؤدي إلى التوتر الذي يتم التعبير عنه في صورة ضحك غير قابل للسيطرة عليه.

ولكن لماذا نضحك؟
في بعض الأحيان، يمكن أن يشير الإحساس بالدغدغة إلى وجود خطر على أجسادنا، خاصة أجزاء الجسم التي تحتوي على الكثير من الخلايا العصبية، مثل البطن -أو الجزء المقابل تماما للمعدة- وعند الإبطين والجزء العلوي من الفخذ، فهذه أكثر الأماكن حساسية للدغدغة.

ولكن بمجرد أن يدرك الدماغ أن "هجوم الدغدغة" لا يمثل تهديدا، فإننا نتخلص من التوتر عن طريق الضحك وربما قد يصل الأمر حد الضحك المختلط بالبكاء، لأن الضحك مسكن طبيعي للشعور بالتوتر، حيث يؤدي لاستعادة التوازن والشعور بالاطمئنان والسعادة.

و"الضحك المتوقع" أيضا جزء من الشعور بالدغدغة. فحتى مجرد التفكير بالدغدغة يمكن أن يجعلنا نضحك. وقد وجدت الدراسة أن الجزء نفسه من دماغ الفئران الذي يتم تنشيطه عندما تحدث الدغدغة يتم تحفيزه أيضا عند توقع الدغدغة أي قبل حدوث عملية الدغدغة نفسها.

ويعتقد العلماء أنه عندما نضحك بشكل استباقي في سياق اللعب والمرح، فإن ذلك إشارة إلى وجود استعداد إيجابي للهجمات التي قد تحدث خلال المزاح بالأيدي مثلا. لذا، حاول ألا تضحك في المرة القادمة التي يعتزم فيها أحدهم أن يدغدغك، وربما لن يكتشف ما هي أكثر الأماكن الحساسة في جسدك تجاه الدغدغة.

الرابط المختصر: