بالفيديو .. نابلس : الثمانينية أم ياسر .. قدرات حسابية خارقة وجهاز الإحصاء المركزي لبلدتها

ثمانينية العمر لكنها عشرينية بحيويتها وروحها ونشاطها الفكري والعقلي، هذا أقل ما يمكن أن توصف به الحاجة عائشة ياسين "أم ياسر" من بلدة عصيرة الشمالية شمال مدينة نابلس.

ربما يبدو غريباً بعض الشيء، إن سمعتموها تتحدث اللغة العربية الفصحى، فهي أيضًا تحفظ أشعار الفرزدق، وبعضًا من معلقة عنترة وأشعاراً لآخرين، ناهيك عن قدرتها الفائقة في الحساب العقلي والتدوين والتوثيق، حتى أصبحت بمثابة جهاز الإحصاء المركزي لقريتها .
في غرفتها الخاصة مكتبة تقضي أوقات فراغها تصول وتجول بين عشرات الكتب التي رتبتها بدقة على رفوفها، حتى أصبحت موسوعة كاملة في التاريخ واللغة .

" اعتبر نفسي مديرة مالية في بيتي" والحديث هنا للحاجة أم ياسر، فمنذ أن تزوجت بدأت أوثق سجلات مصروف البيت اليومي، مع ذكر الأسعار واليوم والتاريخ، وعمل جرد مالي للميزانية في أواخر كل عام" .

أم ياسر توثق في سجلات تحتفظ بها وتعتبرها وثائق تاريخية، عدد وفيات بلدة عصيرة الشمالية، مبينةً الإسم والعمر وتاريخ الوفاة ومكان الدفن، ولصاحبات الزنانير والزي التراثي نصيب في سجلاتها، فهي تدون أسماء النساء اللواتي يرتدين الزي التقليدي، مع وضع إشارة إلى جانب إسم من تموت.

إن جلستم بصحبتها يسرقكم الوقت وأنتم لا تشعرون، ففي جعبتها كثير من الأحاديث والقصص ترويها عن الماضي الجميل، أجملها قصة تلك الرسائل التي كانت تخطها لخطيبها عندما كان يعمل في العراق.

في سجلاتها تجد الكثير، خاصة فيما يخص أسعار السلع الأساسية على مدار ثلاثة عقود مضت، فسعر كيس الأرز فئة 25 كيلو إرتفع من 22 شيقلاً عام 1982 إلى 30 شيقل عام 1987، وبعد ست سنوات ارتفع عشرة شواقل أخرى واليوم زاد السعر أضعافا مضاعفة، بحسب مدونات أم ياسر.