لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

صحيفة إسرائيلية: إيران حرّضت على أحداث القدس الأخيرة عبر "سلات الطعام"



على الأرض بدا واضحاً أن تقويض ما تسمى "السيادة الإسرائيلية على القدس ممكن"، كما عبّر عنه رئيس حزب "البيت اليهودي" ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينت. صاحب الإنجاز الذي أجبر بإصراره حكومة الاحتلال على التراجع، بات معروفاً، وهو ليس من طينة الملوك والأمراء، ولا حتى من أولئك الجالسين على كراسي السلطة، بل هو أولئك الشبان والعجزة والأطفال والنساء من أبناء الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتهم المقدسيون، من الذين صمدوا طويلاً في أزقة البلدة العتيقة وعلى أبواب المسجد الأقصى، حتى كان دمهم وصبرهم "مفتاح" الأخير.

لكن يبدو أن الأمر ما زال "ملتبساً" بالنسبة إلى صحيفة "إسرائيل اليوم"، التي حارت على من تلقي مسؤولية ما سمته "أعمال الشغب". إذ بدأت أولاً باتهام الرئيس محمود عباس، بأنه يريد "إحراق الأخضر واليابس"، ثم مرّت على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، زاعمةً أنه "حرّض المسلمين في الأقصى"، وصولاً إلى اتهام إيران بـ"إشعال النيران في القدس، وتمويلها لوجبات الطعام بالملايين"!

الصحيفة التي تُعَدّ الأولى من حيث الانتشار إسرائيلياً، والمحسوبة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قالت أمس إنه "وكأن لا يكفي دعم تركيا وتحريضها للمصلين الفلسطينيين في أحداث جبل الهيكل (الأحداث الأخيرة في الأقصى)، فقد تبين أن الإيرانيين تورطوا أيضاً في تشجيع العمليات والاشتباكات مع قوات الأمن الإسرائيلية في باحات الحرم القدسي".

وبحسبها، فإن "غالبية الفلسطينيين الذين ملأوا أزقة البلدة القديمة في القدس، حظوا بوجبات طعام يومية، كانت قد وضبت وأُلصقت عليها أوراق تحمل عبارة آية الله خامنئي التي قال فيها الأخير بعون الله فلسطين ستتحرر، القدس لنا". وأشارت إلى أن الملصقات تضمنت في خلفيتها صورة لقبة الصخرة والعلم الفلسطيني.

وذكرت الصحيفة نقلاً عن وسائل إعلام عربية وفلسطينية وصفتها بـ"المتماهية مع الحرس الثوري الإيراني" ما مفاده أن "حركة شبابية مدعومة من جهات إيرانية تقف وراء إطعام الأبطال المقاتلين من أجل تحرير الأقصى والانتصار على الاحتلال الصهيوني". لكنها في المقابل، نقلت أيضاً عن أحد المسؤولين الرفيعي المستوى في جهاز مخابرات السلطة الفلسطينية نفيه أن تكون أية "حركة شبابية" بإمكانها تأمين رزم الطعام وتوضيبها لعشرات الآلاف يومياً، وخصوصاً أن تكلفتها باهظة.

مسؤول فلسطيني: لم نبلغ الإسرائيليين بسبب وقف التنسيق الأمني

وكشف المسؤول المخابراتي الفلسطيني في حديثة للصحيفة، عن أنه "كان واضحاً (لنا) أن النظام في طهران، ومن خلال أذرعه الطويلة، يقف وراء حملة الطعام". وأضاف أن "الحديث يدور عن حملة طعام بلغت تكلفتها ملايين الشواقل، من خلالها استطاع الإيرانيون، وغصباً عن أنف إسرائيل، أن يثبتوا للفلسطينيين أنهم الوحيدون الذين يأبهون للقضيتهم".

في غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني آخر، قوله إن "وقوف إيران وراء توزيع الطعام كان أمراً معروفاً بالنسبة إلينا، لكننا لم نبلغ الطرف الإسرائيلي بذلك بسبب وقف التنسيق الأمني". وأضاف أنه "لم نكن لنسمح للإيرانيين بموطئ قدم، وذلك لأنه قد يرتد علينا سلباً من الدول العربية. من الواضح أن الإيرانيين أدركوا أن باستطاعتهم تفعيل هذه الحملة من دون أن يسأل الإسرائيليون أسئلة كثيرة… كان لدينا علم بمسألة تمويل سلال الطعام، لكن التعليمات قضت بالتنصل من التعاون معهم، وتصرفنا وفق هذه التعليمات".

وشرح المسؤول الفلسطيني أن "التدخل الإيراني في أحداث المسجد الأقصى سبب عدم ارتياح في مقر أبو مازن"، لافتاً إلى أن مسؤولين مقربين من رئيس السلطة "عبّروا عن غضبهم الشديد من محاولات إيران لغرس مخالبها في كل مكان، وأن إثبات وجودها بات أمراً واقعاً". وأضاف: "لقد كان خطأً فادحاً السماح للإيرانيين بوضع موطئ قدم كهذا".

الرابط المختصر: