لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

موقع بريطاني: البحرين وإسرائيل.. صداقة علنية وتطبيعُ واضح!



نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا حول تطور العلاقات البحرينية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن المنامة بذلت جهودا حثيثة في اتجاه تطبيع العلاقات مع اسرائيل، رغم التوترات التي تسود المنطقة والمعارضة الشعبية الشديدة لهذه الخطوة.

وجاء فی هذا التقریر إن المنامة استقبلت وفدا إسرائيليا خلال الفترة الماضية، في ظل وجود مخططات لتخفيف القيود على زيارة المواطنين البحرينيين لإسرائيل. وهناك تقارير تفيد بإنشاء لجنة مشتركة بين الجانبین للإشراف على مشروع متحف للتسامح الديني، وصدور تصريح مثير لملك البحرين يندد فيه بحصار العرب لإسرائيل.

وأضاف أنه بعد عقود طويلة من المعارضة الشديدة لإسرائيل والدعم العلني للقضية الفلسطينية، يبدو أن دولة البحرين على وشك أن تصبح أول بلد عربي في منطقة الخليج العربي يطبع العلاقات مع إسرائيل.

كذلك، يرجح مصدر دبلوماسي أن الإعلان الرسمي حول هذه الخطوة سيتم العام المقبل. ويكمن السبب الرئيسي لهذا التحول في الضفة الأخرى لمنطقة الخليج، أي طهران التي تنظر إليها العائلة الحاكمة في المنامة على أنها تشكل تهديدا لها إلى جانب حزب الله.

ونوه الموقع بأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل يهدد بحدوث مزيد من الانقسامات وتولد التوتر في البلاد، التي تعاني أصلا من الانقسام بين حكام البلاد والأغلبية الشيعية من الشعب.

في المقابل، هناك دول عربية اخرى فی منطقة الخلیج العربي تتواصل مع إسرائيل بشكل سري؛ من أجل تجنب السخط الشعبي والانتقادات، إلا أن البحرين تقوم بذلك بشكل علني في الفترة الأخيرة. واستخدمت الحكومة الانقسام المجتمعي الحاصل كذريعة لهذه الخطوات، متعللة أنها تريد حماية الأمن القومي مما تزعم أنه تدخلات إيرانية".

ونقل الموقع عن مصدر دبلوماسي مطلع في الحكومة البحرينية، تصريحا أفاد فيه بأن "هناك اتصالات على أعلى مستوى بين المسؤولين في الجانبين، تركز على تبادل الزيارات بين رجال الأعمال والشخصيات المؤثرة في المجتمع والدين. وسيتبع هذه التطورات إعلان رسمي عن اتفاقيات تجارية بين الطرفين".

وأضاف الموقع أن هذه الخطوات البحرينية تمثل جزءا من الواقع الجديد الذي فرض نفسه في الشرق الأوسط، إلى جانب تغييرات أخرى شهدتها المنطقة، مثل تراجع العديد من الأنظمة عن التمسك بضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد. وفي هذا الإطار، أكد مصدر دبلوماسي أن إسرائيل لا تشكل تهديدا لأمننا أو تتآمر علينا، بل إن إيران هي التي تقوم بذلك".

وأضاف المصدر نفسه: "لقد كان الرئيس الفرنسي محقا عندما ذكر أن بشار الأسد ليس عدوا لفرنسا، والإطاحة به ليست من ضمن أولوياتها، ونحن نعمل بالمبدأ ذاته مع إسرائيل؛ لأننا نضع مصالح بلدنا أولا".

وأشار الموقع إلى أن هذه التصريحات منبثقة عن دولة لا تزال تعتبر القدس مدينة محتلة، ولسنوات كان الأئمة في مساجدها يدعون لتدمير إسرائيل، بتشجيع مباشر من الحكومة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن شرارة هذه التطورات أطلقتها تغريدة على موقع تويتر نشرت في شهر أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، أطلقت العنان لسباق ضد الزمن؛ من أجل تحسين العلاقات.

وأوضح الموقع أن العديد من البحرينيين أصيبوا بالصدمة عندما علموا أن وزير الخارجية، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، كتب هذه التغريدة باللغة الإنجليزية، مقدما فيها تعازيه لإسرائيل بعد وفاة رئيسها السابق شمعون بيريز.

وبعد شهرين من هذه التغريدة، تم نشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه بحريني يرتدي اللباس الوطني، يرقص إلى جانب حاخام على وقع أغنية بعنوان "شعب إسرائيل أحياء"، أثناء احتفالهم بعيد الحانوكا في المنامة.

من جهتها، ذكرت حينها السلطات أن هذا الحدث هو مناسبة خاصة مرتبطة بزيارة محدودة، قام بها رجال أعمال أمريكيون يهود، من أجل دعم الاستثمار المحلي. وفي 11 أيار/ مايو من هذا العام، شهدت المنامة أول زيارة لمسؤول إسرائيلي خلال الاجتماع رقم 67 للجمعية العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا.

وذكر الموقع أن رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم، الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، قال لصحيفة البلاد المحلية: "أنا متأكد من أن استضافة اجتماع الفيفا يعني بالنسبة لنا أكثر من مجرد السماح لثلاثة أعضاء إسرائيليين بدخول البلاد. نحن ننظر دوما للصورة الكبرى".

وأورد الموقع أنه خلال الأسبوع الماضي، قدّم الأمير البحريني ناصر نيابة عن والده، الملك حمد، "الإعلان البحريني عن التسامح الديني" في متحف التسامح في لوس أنجلوس، وهو متحف وصفته لوس أنجلوس تايمز بأنه مؤسسة تابعة بالكامل لإسرائيل.

وأشار الموقع إلى أن الصحف الإسرائيلية بالتوازي مع هذا الحدث، ذكرت أن ملك البحرين ندد بالحصار العربي لإسرائيل، في حديث له مع الحاخام أبراهام كوبر، مدير برنامج العمل الاجتماعي العالمي في مركز سيمون ويشنتال.

في الحقيقة، إن هذا الانفتاح لا يحظى بأي شعبية في صفوف الشارع البحريني، خاصة التعازي التي تم تقديمها لإسرائيل على إثر وفاة شمعون بيريز. فضلا عن ذلك، ضجت حسابات التويتر في البحرين بالغضب والاستياء من موقف وزير الخارجية، معتبرة أنه لا يمثل فقط تغاضيا عن الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الفلسطينيين، بل تناسيا أيضا لجرائم الحرب التي ارتكبها بيريز في لبنان وفلسطين.

وفي الختام، أورد الموقع أنه في الأثناء تواصل السلطات مساعيها لتعويد عقول البحرينيين على هذا التطبيع. وذكر إمام من منطقة الرفاع في غرب البحرين، أثناء اتصال مع ميدل إيست آي، أن الحكومة أصدرت مؤخرا تعليمات للمساجد لوقف أي خطب معادية لإسرائيل.

ولكن السؤال الذي يطرح الآن هو: هل سيولي أئمة المساجد المعارضون اهتماما لهذه السياسة بتعليمات حكومتهم؟

الرابط المختصر: