لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

شركة امن اسرائيلية في خدمة منتج امريكي لترهيب ضحايا اعتداءاته الجنسية



تلفزيون الفجر الجديد | نشر موقع "واي نت" الاخباري مقالا حول قيام منتج هوليوودي بالتعاقد مع شركة تجسس إسرائيلية، للتجسس على ممثلين وممثلات، وأشخاص اخرين في فريق العمل الإنتاجي الخاص به، وذلك في محاولة لتوريطهم والإيقاع بهم، إثر كشفهم عن العديد من التجاوزات،والتحرشات الجنسية  والانتهاكات المختلفة التي قام بها خلال السنوات الماضية، وفق الكاتب.

قالت شركة "بلاك كيوب"، التي قام المنتج في هوليوود، هارفي وينشتاين، بالتعاقد معها لجمع المعلومات عن الممثلات والصحفيين، ممن حاولوا كشف سجله في الاعتداءات الجنسية، أنها تدين أعمال العنف، وتعد بالتبرع بجميع مكاسبها من القضية إلى المنظمات التي تدعم ضحايا الاعتداء الجنسي.

وقد جاء هذا التعقيب، من شركة الاستخبارات الإسرائيلية، في سياق بيان أرسلته إلى مجلة "نيويوركر"، التي كانت قد فضحت، في وقت سابق، موضوع تعاقد وينشتاين مع الشركة الإسرائيلية لتعقب الممثلات والصحفيين للإيقاع بهم.

وجاء في بيان الشركة: "تدين شركة بلاك كيوب أي عمل من أعمال العنف، ولا سيما التحرش الجنسي، كما أن الشركة ستتبرع بجميع مكتسباتها الممكنة من هذه القضية إلى المنظمات التي تدعم ضحايا الاعتداء الجنسي، في تل أبيب ولندن ونيويورك".

وأكدت الشركة على أنها قدمت خدماتها إلى المنتج الأمريكي، الذي كان يستخدمها بنفسه. وأصرت على أنها لم تقم بنفسها بأي تصرف مباشر ضد أي من ضحاياه.

واعترفت "بلاك كيوب" بأنه كان ينبغي عليها عدم قبول العرض الذي قدمه لها وينشتاين. وكان عليها بالتالي رفض التعاقد معه، وتجنب قرن اسمها وسياسات عملها بأمور مثل التحرش الجنسي، أو أي نوع من أنواع العنف.

وقالت آشير تيشلر، عضو المجلس الاستشاري لشركة "بلاك كيوب"، للقناة الإسرائيلية الثانية: "إننا نعتذر، وبأثر رجعي لكل شخص تأذى من هذه القضية، وفعلا كان من العار تقبل شركتنا العمل في هذه المهمة".

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن وينشتاين استخدم ستيلا بين بيشناك، وهي ضابطة سابقة مخضرمة في الجيش الإسرائيلي، في الثلاثينات من عمرها، من أجل جمع المعلومات عن ضحاياه، ومن بينهن الممثلة روز ماكجوان، التي وجهت لوينشتاين تهم تتراوح بين سوء المعاملة والاغتصاب.

وأفادت التقارير أن بيشناك كانت تتظاهر بأنها ناشطة في مجال حقوق المرأة، وقامت بتسجيل أربعة اجتماعات على الأقل مع الممثلة ماكجوان، في محاولة لجمع أكبر قدر من المعلومات، وخصوصا المعلومات الحساسة، ووضعها بين يدي وينشتاين للتتبع والابتزاز.

كانت بيشناك قد قدمت نفسها إلى ماكجوان تحت اسم مستعار هو "ديانا فيليب"، وادعت بأنها المديرة التنفيذية لشركة استثمارات كبيرة في لندن. وفضلا عن ذلك، تابعت بيشناك (أي ديانا فيليب) سلسلة أعمالها كي تستدرج ماكجوان وكي تستمر بالتواصل معها، فقدمت لها مبلغ (60) ألف دولار، مقابل المشاركة في "مؤتمر مكافحة التمييز ضد المرأة في أماكن العمل"، على سبيل المثال لا الحصر، وفق الكاتب.

وعلى مدى عدة أشهر، التقت بيشناك وماكجوان مرات عديدة في فنادق مختلفة في نيويورك ولوس أنجلوس، حيث واصلت بيشناك الضغط بطرق مختلفة على ماكجوان للكشف عن المزيد من المعلومات.

وأفادت صحيفة "ديلي ميل" مؤخرا أن بيشناك تزوجت قبل عدة أشهر، وتعيش حاليا في مدينة يافا. وفي إسرائيل، تعرف الجاسوسة الغامضة باسم ستيلا بيشناك، وهي ممثلة تخرجت من "ستوديوهات نيسان ناتيف"، وهي مركز تمثيل شهير في إسرائيل.

وقد قامت بيشناك بأداء العديد من المسرحيات جنبا إلى جنب مع قدامي الممثلين المسرحيين المحنكين من قبيل شلومو فيشينسكي، جيسين دانينو-هولت، غايا شاليتا كاتس، ليل دانيل، وميكي أزارزير وغيرهم.

كانت جدة بيشناك، زيغنيبا هارداغا، امرأة بوسنية "صالحة"، ساهمت في انقاذ عدد من العائلات اليهودية من النازيين في سراييفو خلال المحرقة. وعليه فقد كانت هارداغا أول امرأة مسلمة يتم منحها وسام الشرف مقابل هذا العمل.

وفي مقابلة أجرتها معها صحيفة يديعوت أحرونوت، عام 2011، قالت بيشناك: "لقد بدأت أجد المتسع من الوقت لنفسي ولحاجاتي الروحية والنفسية، وقد وجدت ذلك فقط بعد نهاية عملي في الجيش. وبناء على ذلك فأنا أريد التواصل مع الماضي وسنوات الصغر الخاصة بي. وفق الديانات، أنا لي اسمين هما: ايستر وستيلا. أنا حفيدة لامرأة مسلمة. وابنة لأب مسيحي وأم مسلمة، ولقد قمت بالتحول إلى الديانة اليهودية. وأنا أحاول أن أستوعب كل هذا التناقض بنفسي رغم صعوبته".

وقالت بن بيشناك: "دائما ما سألوني قبيل تجارب الأداء، وخلال جلسات البروفات، والحلقات التصويرية: من أين أنا. وبغض النظر عن محاولاتي دائما للابتعاد عن المسميات وعن إسرائيل، كوني حفيدة امرأة مسلمة وغير ذلك، فقد قيل لي دوما أنه يجب على لعب "دور الأجنبية"، لأنهم سيعرفون لهجتي الأصلية وبالتالي لن يسمحوا لي بأن ألعب دور المولودين الأصليين في إسرائيل، رغم أنه قيل لي كثيرا بأنني جميلة وذات كاريزما".

وقد تم تعريف وينشتاين وتقديمه إلى شركة التجسس الإسرائيلية (أي بلاك كيوب) من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك.

وتقول المصادر إن الشركة كانت مكلفة في البداية "بالعثور على الأشخاص الذين يديرون الحملة المنظمة ضد وينشتاين". ولم يكن من بين الأسماء التي أثيرت في ذلك الوقت نساء، بل شملت بعض المستثمرين، والمنافسين، والقوى السياسية. حيث كانوا قد استهدفوا وينشتاين على خلفية علاقاته مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون.

وفي بدايات عملها، ومنذ الشهر الأول، رفضت "بلاك كيوب" التوجهات السياسية في عملها مع وينشتاين. وبعد الحصول على طرف خيط من المعلومات من ماكجوان، وعدد من الصحفيين، تابعت الشركة عملها، لاسيما بعد أن تلقت إشارات كثيرة على أن عشرات النساء اشتكين ضد وينشتاين. هذا مع العلم أن الشركة لم تقترب، أو تحتك، أو تسأل أيا منهن بشكل مباشر، حيث وجدت أن وينشتاين كان قد تعاقد مع (4) شركات استخبارية أخرى للتعامل مع النساء وتتبعهن، وتحصيل المعلومات الخاصة بهن.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن وينشتاين دفع إلى "بلاك كيوب" مبلغ (1.3) مليون دولار من أجل التجسس على "أعدائه"، بما في ذلك عدد من الممثلات، ومصممة الأزياء المشهورة كينيث كول. وأضافت "ديلي ميل" أن تاريخ إبرام ذلك العقد بين الطرفين هو 24/10/2016.

ويُظهر الاتفاق بين الطرفين الكثير من تفاصيل شبكة جمع المعلومات الاستخبارية التي شغّلها وينشتاين، مع الإشارة إلى أن مجلة "نيويوركر" قد حصلت بالفعل على نسخة من الاتفاق، وفق الكاتب.

وجاء في الاتفاق أن الهدف من "مهمة" شركة التجسس هو عمل اللازم من أجل التستر على الحركات "الطائشة" لوينشتاين، ومنع فضحها وخروجها إلى العلن بالطرق المناسبة.

وفي تنفيذها لالتزامها التعاقدي مع وينشتاين، قامت "بلاك كيوب" بالتحقيق في كل الاتجاهات، وجمعت الكثير من المعلومات عن عشرات النساء، بما يشمل تقارير حول ملفاتهن النفسية، وتاريخهن الجنسي. وقد أشرف وينشتاين على التحقيقات بنفسه، بمساعدة محاميه، كما استعان بأناس يعملون معه في قطاع السينما.

يذكر أن مؤسس "بلاك كيوب" هو دان زوريلا الذي يبلغ من العمر (32) عاما. وقد سبق له أن عمل في إحدى الوحدات السرية والهامة في الاستخبارات الإسرائيلية. أسس زوريلا الشركة قبل أربع سنوات بالشراكة مع صديقه آفي يانوس. وكان هدفهم إنشاء نسخة مدنية (أي شركة أعمال خاصة) من قبيل: جهاز (M16) البريطاني، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وجهاز الموساد الإسرائيلي.

وقد أنشأ الصديقان الشريكان الشركة فكانت عملاقة منذ البداية، حيث وظفت عشرات من مسؤولي المخابرات الإسرائيليين السابقين، وخبراء الكمبيوتر، ونشطاء التعقب والتجسس والتسلل والتمثيل. ولم يكن بإمكان أحدهم التقدم للشركة أو دخولها دون أن تكون لديه مؤهلات مثبتة في مجاله، وفق الكاتب.

وقال المتحدث باسم الشركة: "تدعم بلاك كيوب عمل العديد من شركات المحاماة الرائدة في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الولايات المتحدة. حيث تقوم بجمع المعلومات والأدلة حيال الكثير من العمليات القانونية المعقدة، سواء كانت تتعلق بالمنازعات التجارية أو في غيرها".

وأضاف المتحدث: "إن سياسة بلاك كيوب الراسخة هي عدم مناقشة شؤون أي من عملائها مع أي طرف ثالث بشكل قاطع، وعدم التلميح أو التصريح بطبيعة عمل الشركة، وعدم السماح لأي كان بالتكهن بطبيعة عملها أبدا".

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "واي نت"

الرابط المختصر: