لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

آلاف السوريون يحتفلون بالذكرى الأولى لاستعادة حلب ويرفعون لافتات:القدس عاصة أبدية لفلسطين



تلفزيون الفجر الجديد- لا تزال نهيدة حزينة على ابنها، الذي قُتل في تفجير استهدف أحد حواجز الجيش السوري، لكن ذلك لم يمنعها من مشاركة أهالي حلب، احتفالهم الخميس، بالذكرى الأولى لاستعادة النظام سيطرته على كامل المدينة.

وتقول ربة المنزل نهيدة تورون (49 عاما) " الثمن كان غاليا ولكن مهما قدمنا فهو يرخص للبلد". وتضيف "خسرنا أولادنا، ورغم الدمار الذي حل، فإن فرحتنا بالانتصار لا تعوض".

وقفت نهيدة ترتدي وشاحا أسودا ومعطفا بنيا طويلا، حاملة صورة ابنها، لتشارك مئات من أهالي حلب، احتفالات نظّمتها المدينة، بمناسبة مرور عام على استعادة الجيش السيطرة عليها، وخروج الفصائل المقاتلة من أحيائها الشرقية.
 

وبعد عملية إجلاء لآلاف من المدنيين والمقاتلين، استعاد الجيش السوري في 22 كانون الأول / ديسمبر 2016، كامل مدينة حلب، التي بقيت مقسّمة طوال أربع سنوات، بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة، وأخرى غربية تحت سيطرة قوات النظام.

وتمت عملية الإجلاء بعد عملية عسكرية واسعة للجيش على الأحياء الشرقية، وبموجب اتفاق رعته تركيا، الداعم الرئيسي للمعارضة، وإيران وروسيا، أبرز حلفاء دمشق.

وشكّلت السيطرة على مدينة حلب أبرز انتصارات الجيش، وأكبر انتكاسة للفصائل المعارضة، منذ بدء النزاع الدامي في 2011.

" القدس العاصمة الأبدية لفلسطين"

على بعد أمتار من نهيدة في ساحة سعد الله الجابري، التي كانت خط تماس بين الاحياء الشرقية والغربية، تجمّع آلاف من أهالي حلب وسط جو ضبابي شتوي، للتعبير عن فرحتهم " بالانتصار"، حاملين صورا للرئيس السوري بشار الأسد والعلم السوري ولافتات ضخمة، كتبت عليها عبارات تشيد بالجيش.

وتوسّطت الساحة صورة عملاقة لقلعة حلب الأثرية، إلى يسارها صورة للأسد والعلم السوري، كتب عليها " حلب في عيوني".

وحمل المحتفلون من نساء ورجال، لافتات كتب عليها " الجيش العربي السوري رمز الوطنية والشرف والإخلاص"، و" ستبقى سوريا بقيادة الأسد، عنوان المقاومة والانتصار". وذكرت اللافتات أيضا بأن " القدس العاصمة الأبدية لفلسطين".

ويقول جمعة صبوح (55 عاما)، حاملا صورة لابنه إبراهيم الذي قُتل في إحدى المواجهات العسكرية في حلب، " من المؤكد أنني حزنت على ولدي إبراهيم، لكن الفرحة بالانتصارات غطت على الحزن". وأضاف الرجل، الذي خطّت التجاعيد وجهه الأسمر، ويخدم أبناؤه الآخرون في الجيش " قدّمنا الكثير من الشهداء، لكي نصل إلى الأمان".

وتضمن الاحتفال، استعراضا عسكريا، تلاه مسيرة لمئات الأهالي، حاملين صورا لأبنائهم الذي قتلوا خلال النزاع، يرتدي معظمهم البزّة العسكرية.

وتقول نهيدة إنها تمكّنت الآن " من التجول ليلا في أحياء حلب"، بعدما افتقدت ذلك لسنوات عدة.

ووسط صخب الأغاني الوطنية والزغاريد، وقف عبد الرزاق مهنا (28 عاما)، حاملا صورة لأشقائه الثلاثة، الذين فقدهم خلال النزاع. ويشير مهنا إلى الصورة قائلا " كان لدى والدي أربعة أبناء، زكريا وحيدر وتوفيق وأنا، ولكن لم يبق سواي". وتابع " الانتصار ليس سهلا، تلزمه تضحية ودماء ومعاناة".

" احتفال رغم القذائف"

وكان عدد سكان حلب 2,5 مليون قبل النزاع، لكنه تراجع الى نحو 1,5 مليون نسمة، حوصر 250 ألفاً منهم في شرق حلب، قبل بدء هجوم قوات النظام.

وفقد مهنا الذي يعمل في إحدى ورش الألبسة، شقيقا كان جنديا في الجيش، فيما قتل الآخران بقذائف أطلقتها الفصائل المعارضة.

وقبيل الاحتفال، سقطت قذائف على المدينة، أدت إلى " ارتقاء شهيدين، وإصابة 4 مدنيين نتيجة اعتداء إرهابي، على شارع النيل في حلب"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

ونادرا ما تشهد المدينة سقوط قذائف، منذ سيطرة القوات الحكومية عليها، وخصوصا في الأحياء الشرقية، بعد إصلاحات أجريت على شبكات المياه والكهرباء، وإزالة جبال الركام من شوارع عديدة، واعادة تعبيدها.

وأصر رسلان الحاج حسين (52 عاما) على المشاركة رغم سقوط القذائف. وقال بحماسة " الدم يرخص فداء للوطن، عانينا الكثير في المدينة من القذائف، ورغم ذلك قاومنا وذهبنا إلى أعمالنا". وتمنى الحاج حسين ألا ينتهي هذا العام " إلا وقد انتصرت البلاد، وتحرر كل شبر منها".

الرابط المختصر: