لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

الشهيد رائد الكرمي “صاحب الرد السريع” لا يزال حياً في ذكراه الـ16 لاستشهاده



غدير الشوربجي– في مثل هذا اليوم فقدت فلسطين ثائرًا من ثوارها، فالابناء فقدوا ابًا حنونُا، والنساء رجُلًا غيورًا، وفقد الرفاق وهجًا كان يحترق ليضيء لهم درب المقاومة والثورة، كان تاريخ هذا اليوم منذ 16 عامًا ولازال مشؤمًا للفلسطينين ولكل ثائرٍ حر.

رائد الكرمي صاحب الردّ السريع، توفت والدته حين كان في السابعة من عمره، وتذوق كجميع  أطفال فلسطين مرارة الاحتلال، حيث شهد انتفاضة  عام 1987 وهو في ال14 من عمره، واصيب برصاص الاحتلال في صدره ويده في الثامنة عشر، واختطفه جنود الاحتلال من المشفى لزنزانة التحقيق وتم شبحه (21) يومًا، وحكم عليه  اربعة سنوات ونصف، إلا أنهُ خرج في اتفاقيات اوسلو مع معتقلي حركة فتح.

انتقلت حياة الكرمي  من الحجر إلى السلاح، بعدما ضاق ذرعًا بممارسات الاحتلال، وخاصة عام 2002 حين حاول ارئيل شارون اقتحام المسجد الأقصى، الأمر الذي شكل نقطة تحول مصيرية في حياة رائد حيث نظم مجموعة ثابت ثابت وتحديدا بعد اغتيال الدكتورثابت  أحمد ثابت أمين سر حركة فتح في إقليم طولكرم عام 2000 على يد وحدة إسرائيلية خاصة أمام منزله، وبعد فقده للمقربين منه،  تحولت هذه المجموعة فيما بعد إلى "كتائب شهداء الأقصى والتي كان لها كبير الأثر بجيش الاحتلال.

تعرض الكرمي لعمليات اغتيالعديدة قبل استشهاده، اولها حين كان في 18 من عمره، أصيب برصاصاتٍ شبه قاتلة في صدره ويده،  واختطفه جنود الإحتلال من المشفى للتحقيق معه، ومن  ثم في عام 2001 تم اطلاق الصورايخ عليه من طائرات "الأباتشي"، أما في  المرة الثالثة  حاول الاحتلال اغتيال الكرمي عبر تسريب رصاصة ملغومة له انفجرت حين وضعها في رشاش "الام 16" خاصته  فيما المرة الرابعة التي اودت بحياته.

كان الكرمي نبض ثورةٍ لم تهدئ بل اشتدّت من بعده،  مخلفا جيلُا يعشق الارض والشهادة، ترك مدينته التي غير وجهها حزينة تستذكر ذكراه.

أبا فلسطين (30) عاما، تزوج ابنة خاله “ليندا” وأنجب منها فلسطين و رائد (الذي جاء بعد استشهاده)، تربى في أكناف زوجة أبيه التي كانت له بمثابة الأم الحنون ,عُرف بوطنيته منذ نعومة أظافره ومر في كافة المراحل المرتبطة بالنضال الوطني.

كان انساناً بسيطاً متواضعاً ولم يكن من أصحاب التعليم العالي فهو لم يكمل تعليمه الاعدادي ليبدأ مسيرة حياة شاقة كان لها الأثر في صياغة وبلورة شخصيته الوطنية فيما بعد.

ويذكر أن الرد على اغتياله جاء مزلزلا حيث قال وزير جيش الاحتلال السابق بنيامين بن اليعازر، ان كان هناك شيئا يؤسفني، فهو عدم تمسكي بموقفي المعارض لاغتيال الكرمي، لقد ضغط علي ديختر وموفاز عن طريق شارون، وانا خضعت، لكن هذا كان فشلا ذريعا، والاغتيال قطع مرحلة الهدوء.. إغتيال قائد التنظيم في طولكرم رائد الكرمي أشعل الاوضاع في الاراضي الفلسطينية وخلق موجة كبيرة من العمليات القاتلة التي لم يسبق لها مثيل في السنوات السابقة، وقد ادى هذا التصعيد لاحقا الى عملية ” الجدار الواقي ” بعد اقل من ثلاثة اشهر على الاغتيال.

الرابط المختصر: