لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

طولكرم: نساءٌ كالحديد يُكملن حياتهنّ بالعمل بعد فشل الزواج



تقرير: بيسان خلف- طالبة إعلام في جامعة فلسطين التقنية "خضوري"

 

"يا جبل ما يهزك ريح"، لطالما تكرّرت هذه الجملة على لسان كلّ من يعرفها، هي امرأة ضحّت بحياتها، وتحدّت صعوبات كثيرة بعد فشل زواجها، لتكون مثالاً لنساءٍ عدة قضين عمرهنّ من أجل كسب لقمة العيش، والاعتناء بأولادهنّ.

الخمسينيّة مريم بشناق من قرية كفر عبوش جنوب طولكرم، استطاعت أن تكوّن ذاتها بذاتها بعد طلاقها، ووجود ابنة لها كي لا تمدّ يدها لأحدٍ، وتبيع منتجات بيتيّة تعدّها بنفسها.

بنبرة حزن، تذكر بشناق: "تعبت جداً من أجل ابنتي، وعملت على بيع الزعتر والميرمية والزيت والملابس، حتى لا تشعر بالنقص بسبب غياب أبيها".

ولاقت بشناق دعماً كبيراً من أهل قريتها وأخوتها على الرغم من أنها في البداية خجلت من الموضوع إلا أنها واصلت عملها لتعيل نفسها، ورغم كلّ المصاعب التي واجهت مريم في طريقها، إلا أنها شعرت بالفرحة الكبيرة بعد تخرّج ابنتها لتكون مهندسة".

"إذا أردت التضحية فضع هدفاً أمامك، وتذكر دائماً أن الحياة لا تخلو من الصعوبات والعقبات، استغل الوقت واتعب على نفسك ولا تيأس، حاسب نفسك أولاً وازرع الأمل دائماً"، بهذه الكلمات تختتم بشناق حديثها متحدية كلّ ما مرّت به.

وعن آثار الزواج غير الصحيح، يبيّن الأخصائي النفسي في جامعة خضوري الدكتور هشام شناعة: "الزواج عادة يكون شراكة دائمة ومستمرة للأبد، ولا يوجد انفصال، يجب أن نعمل بجدّ عند الزواج بحيث نؤسّس أسرة ناجحة، وحتى نضمن الاستمرارية لا بد من أن نكون أسرة ناجحة ودائمة، وعندما نتحدث عن عمل المرأة فهو مشرف بحد ذاته".

كما يوضح شناعة: "أنا أعمل 8 ساعات يوميّاً، أما المرأة فهي تعمل 24 ساعة داخل المنزل، إذا أرادت العمل خارج البيت يجب الالتزام بعدد ساعات الدوام الرسمي، وتوافق مع باقي حياتها في البيت، وقرار العمل صعب جداً فلا يجب أن تقع فريسة للضغط النفسي والتعب، وذلك ينعكس على نفسيتها ويؤثر على أدائها الوظيفي خارج المنزل وداخله".

كما أثبتت الدراسات  أن 90 بالمئة، من الأمراض سببها عدم قدرة الانسان على التوافق والتكيف، مثل ضغط الدم، والسكري.

أما طالبة الإعلام في خضوري إيمان أبو زيد (19 عاماً) من جنين فتذكر: "يجب ألا يؤثر الطلاق على نفسية الأنثى، ولا تجلس في البيت تنتظر من يقدم لها المساعدة، وعمل المرأة خارج البيت يحقق ذاتها، ويطوّر  من قدراتها، ويجعلها تتأقلم مع المجتمع".

لطالما تكرّر في المجتمع قصص تحدي لنساء كثر، لم يقفن وراء صعوبات في حياتهنّ بل أثبتن قدرتهنّ على المضي بحياتهنّ بمشاريع ريادية صغيرة، تسدّ احتياجاتهن، ولا يطلبن مساعدة من أحد.

الرابط المختصر: