لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

كفاحه لفلسطين جعل المؤبدين قيدًا في عنقه



قصة صحفية: آلاء الكرمي- طالبة إعلام في جامعة فلسطين التقنية "خضوري"

   في ليلة استوحشت بها قوات الاحتلال وأرادت النيل من بطل جديد، توضأ وصلّى ركعتين مرتجيًا الله أن يحميه من الشرور التي ستأتيه، في هذه الأثناء جثمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمام باب العمارة التي يسكن بها، أنهى ركعتيه وحمل ابنه قصي الصغير، ونزل إلى المدخل، فجرت قوات الاحتلال الباب، وبدأت الصراخ بكلّ همجية وشراسة: "اخرجوا جميعاً" .

  مضت خمسة عشر عاماً على حادثة اعتقال الخمسينيّ كفاح حطاب، سردتها ابنته العشرينية حلا بحزن وشوقٍ كأنّه الأمس، حيث أخرجوا الجميع للشارع كسياسة من العقاب الجماعي، ثم اقتحموا المنزل، فيما بقي جزء آخر منهم يحاول ترهيبهم وبث الرعب في قلوبهم.

  بعدها طلبوا من كفاح بطاقته الشخصية لكن لم تكن بحوزته في تلك اللحظة، فقد تركها في مكتب الدفاع المدني كونه مديرًا للمكتب، كان هناك صورة لكفاح وهو يرتدي الزي العسكري ألقوا بها أرضا وحاولوا كسر زجاجها، واقتادوه إلى السجن.

  اتخذت ابنته حلا من مسيرة والدها نهجًا لها، وانضمت لجهاز الأمن الوطني لتعايش ما ما عاشه والدها في عمله.

  من عائلة مناضلة وضحّت بالدماء، احتل كفاح المرتبة التاسعة بين أخوته، واستشهد أحدهم أيام الاجتياح الإسرائيلي للبنان ليذوق أولى جمرات الاحتلال بسبب هذا الفقدان، ولكن عزيمته وإصراره دفعه لإنهاء دراسته الثانوية، واختار الباكستان وجهة ليكمل دراسته الجامعية في تخصص الطيران،  وتزوج عام 1991م لتكون باكورة زواجه وردة وشبلاً يشبهانه.

  ولأن النضال وحب التضحية الذي يجري فيه يحتاج إلى احتضان، انضمّ كفاح إلى حركة فتح وأصبح عسكريًا في جيش التحرير الفلسطيني،  فبذل المستحيل في سبيل وطنه، ليشغل منصب كابتن طيران للرئيس الراحل عرفات ومن ضمن العائدين معه إلى أرض الوطن عام ١٩٩٤م، ليصبح تحت مجهر الاحتلال ومعرضًا للاعتقال في أيّ لحظة.

  وفي ليلة حزيرانية عام 2003م على إثر الانتفاضة الثانية، انقلب حاله وحال عائلته من حوله وبدأت رحلة كفاح صعبة بالنسبة للجميع.

  فترة غيابه الطويلة عزفت لحنا حزيناً ملأت مسامع عائلته، لتكون زوجته الأم والأب في الوقت ذاته، فصدمة حلا انعكست على حياتها الدراسية وقطعت علاقتها الاجتماعية من غير عادتها ولكن وعي والدتها وتفكيرها الحكيم كان المنقذ لأبنائها من جحيم الفراق، ليعاودوا العيش مجددا كما كانوا في السابق، بل اشد إصرارًا على التميز والنجاح من اجل رفع اسم والدهم.

 حصدت حلا في المرحلة الثانوية معدل (95.6) بالمئة لأول مرة في حياتها،  لترسم الفرحة على شفاه والدها الأسير.

 على الجانب الأخر وفي الزنزانة المظلمة يقبع كفاح بكلّ جرأة وشجاعة متحديًا قوانين السجان الظالم الذي حكمه مؤبدين، ورافضًا الخضوع لسياستهم وارتداء ملابس السجن الوضيع، ليعاقب عدة مرات بالحبس الانفرادي، ويحرم من رؤية فلذات أكباده وشريكة حياته في الزيارات.

الرابط المختصر: