لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

تهاني.. أفنت شبابها لأولادها بعد وفاة زوجها



قصة صحفية: رهف مسعود- طالبة إعلام في جامعة فلسطين التقنية "خضوري"

 بعمرِ الثانية والعشرين ربيعًا كانت أماً لطفلين، أحدهما بعمر السنتين والآخر أربعين يوماً، كانت تقدّم امتحانها النهائي في جامعة النجاح الوطنية، رنّ هاتف تهاني ناصر،  فسلّمت ورقة الامتحان، وخرجت مُسرعةً لتجيب على المتصل، وإذ به والدها يخبرها بضرورة التوجه إلى المنزل مباشرة بعد انتهاء الامتحان. انتابها شعورٌ غريب وتسارعٌ في نبضات قلبها بأنّ شيئاً ما حدث.

 عادت إلى المنزل وإذ بأصوات الصراخ والبكاء تأتي من كل صوبٍ، أهالي البلدة تجمهروا في منزلها، ولا أحد يستطيع إخبارها بما حصل! والنساء تردد: "عظم الله أجرك وصبَّرَكِ الله، فسقطت على الأرض منهارةً مرددةً بهستيريا..عااهد عاااهد..وين رحت وتركتني يا غالي؟ مين بده يساعدني بتربية أولادنا؟" بحرقةٍ بقيت تردد تهاني تلك الكلمات.

 توفي زوجها بعمر الثلاثينيات إثر نوبة قلبية حادة، وهو يؤدي وظيفته في إحدى المدارس فكان يمشي في ساحة مدرستهِ ولا يعلم أنه سيلقى حتفه في تلك الآونة.

  وبعد صراعاتٍ مع نفسها دامت طويلاً ما بين شعور الوحدةِ والألم، استطاعت أن تقف على قدميها مرةً أخرى لتكون سنداً لأبنائها اليتامى، وبعد انقطاعها عن دراستها لمدة عام دراسيٍ كامل، عادت إلى الجامعة لتكملَ مسيرتها التعليمية وحصلت على شهادة الماجستير بتخصص اللغة العربية في جامعة النجاح الوطنية.

  وبعد معاناة طويلة في محاولةٍ منها للحصول على فرصةِ عمل، وعيّنت معلمة اللغة العربية في قرية كفر زيباد جنوب طولكرم.

 واجهت تهاني العديد من المصاعب ووازنت بين تربية صغارها ووظيفتها، كانت لأبنائها الأم والأب في الوقت ذاته، ترفعهم في كل مرةٍ يخطئ أحدهم بها، وعلى الرغم من أنها أدّت دورها على أكمل وجه إلا أنها لم تستطع أن تجيب على سؤالِ أبنائها الذي وجُّهَ لها دوماً، "شو ذنبنا ما يكون عنا أب؟".

  أفنت الثلاثينية تهاني شبابها والتي تنحدر من قرية كفر زيباد جنوب طولكرم في تربية صغارها، فاحتضنتهم في مراحلهم العمرية، حتى كَبروا وأصبحوا شباباً، واستطاعت أن تحقق حلمَ ابنتها بدراسة هندسة الحاسوب في جامعة بيرزيت، أما ابنها فيقدم حاليًا امتحانات الثانوية العامة، ويحلمَ بدارسة الهندسة مثل أخته التي تكبره بثلاثِ سنوات.

الرابط المختصر: