لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

ياسر الحمدوني..شهيدٌ بعد مماطلة الاحتلال علاجه



قصة صحفية: سالي غانم- طالبة إعلام في جامعة فلسطين التقنية "خضوري"

بين أحراج يعبد القسام، ولد الشهيد الأسير ياسر حمدوني وبين حواريها عاش طفولته وأكمل تعليمه في مدارسها الملاصقة لمغتصبة ما تسمى "دوتان"، ترعرع على حب الوطن والانتماء وبسبب ظروفه المعيشية لم يكمل دراسته، وعمل منذ نعومة أظفاره مع والديه بالزراعة، لتعزز لديه حب الارض والوطن.

وبسبب نشاطه في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م، تعرض للاعتقال من قوات الاحتلال الصهيونية مدة أربع سنوات، فسنوات السجن لم تضعف عزيمته، فأخرجته أكثر عزيمة وإرادة.

تزوج ياسر بعد خروجه من المعتقل ليرزق بابنه الاول أدهم، ومع بداية اندلاع انتفاضة الاقصى عام 2000م، عاد ياسر لنشاطه الوطني لينضم الى كتائب شهداء الأقصى، حيث كان لمجزرة مخيم جنين التأثير الكبير على حسه الوطني ورغبته في الانتقام لأطفال جنين ونسائها.

قتل ياسر مستوطنا صهيونيا، ليلاحق ويطارد من قوات الاحتلال، ويداهموا منزله عدة مرات ويفجروه انتقاما منه، ليعتقل ويحكم عليه مدى الحياة، وابنه الثاني محمد لا يتجاوز عمره عشرة أيام.

ومن هنا بدأ فصل جديد من معاناة أهله، أمه (أم ياسر) تلك السنديانة التي ذاقت مرارة الحرمان من رؤية فلذة  كبدها، ومع كثرة تنقل ياسر من سجن إلى آخر بسبب العقوبات التي فرضها عليه الاحتلال.

ازدادت المعاناة أكثر، وعلى الرغم من تعب الزيارة إلا أنها لم تتأخر في النهوض باكرا لزيارته حاملة معه سلام أولاده وزوجته وبعض القصص عن بلدته وأزقتها وأخبار أهله وأصدقائه والأحاديث التي يحبها ياسر.

وبسبب التحقيق القاسي الذي تعرض له ياسر أصابه مرض في القلب، وتفاقم المرض بسبب مماطلة الاحتلال في علاجه ما أدى إلى استشهاده في الخامس والعشرين من شهر أيلول لعام 2016م, ليزف شهيدا على أكتاف زملائه في الأسر.

وبعد مطالبات ومماطلة من قوات الاحتلال، أفرج عن جثمانه ليزف في مخيم جنين وسط إطلاق نار كثيف، ثم ليزف في بلدته (يعبد) ليوارى الثرى.

أصرت أم ياسر أن تحمل جثمان ولدها ياسر على رأسها حافية القدمين مرددة: "لقد حملته تسعة اشهر جنينا في أحشائي، واليوم أحمله على رأسي شهيدا".

الرابط المختصر: