لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

عشرينية تنتشل مسؤولية عائلتها لتكمل مسيرة والدها



قصة صحفية: سالي عبد الرحمن- طالبة إعلام في جامعة فلسطين التقنية "خضوري"

 (ولا مرة تخيلت إني أحمل مسؤولية كبيرة لهالدرجة وأنا بعمر صغير) جلست الطالبة ميس عبد الرحمن على كرسي في بيتها، تروي لنا حكايتها التي بدأت منذ أن توفي والدها عندما كانت تبلغ من العمر تسعة عشر عاماً، ولم تكن تعي حجم المسؤولية التي ستقع على عاتقها.

 في بيت صغير في مخيم طولكرم كانت حكاية العشرينية ميس، تلمح من عينيها الكثير من الأحلام والطموح، ووجهها البريء يحكي قصة تعب ومشقة لا أحد يعلم بها، أسرتها مكونة من 6 أفراد، أخوين أحدهما يبلغ من العمر ستة عشر عاماً، والآخر في سنه الثالث عشر، وأختين إحداهنّ تدرس تكنولوجيا الاعلام في جامعة خضوري، والأخرى تبلغ من العمر عشر سنوات والدتهم.

 ثابرت ميس في مدرستها وكانت تحصل دائما على المرتبة الأولى، وأنهت الثانوية العامة بمعدل 94 بالمئة في الفرع العلمي، وتدرس حالياً هندسة الحاسوب في جامعة فلسطين التقنية-خضوري، عفوية بطبيعتها، تساعد الجميع وتقدم لهم الكثير من الحب والاحترام ولو كان ذلك على حساب جهدها.

 في الواحد والثلاثين من شهر أكتوبر لعام 2016م، التحقت ميس بدورة الشرطة لمدة سبعة أشهر بعد تأجيل فصل كامل من جامعتها، فتخلّت ميس عن القليل من الحرية في دراستها لسبيل مساعدة والدتها والوقوف الى جانبها بعد وفاة والدها.

 كان والدها يعمل في الشرطة برتبة نقيب، فحلّت ميس مكانه لإبقاء راتب والدها كما هو كي لا ينقص على إخوتها شيء من حوائج الدنيا.

 دمعة ترقرقت من عيني الشرطية ميس أثناء سردها كيف تدرس وتنهي دوامها الجامعي لتذهب بعدها للعمل، وفي أوقات الامتحانات الجامعية تحاول أن تركز اهتمامها على دراستها لكي تبقى متفوقة لتحقيق حلمها بأن تصبح مهندسة.

 وفي ساعات الدوام تحمل أوراقها وكتبها التي تلزمها لتدرس وتعمل في آن واحد، ولا تشعر أحداً بذلك لأنها القوة والمعين لوالدتها ولإخوتها لتربيتهم وإكمال تعليمهم.

 فصلت ميس بين عملها ودراستها، رغم مشقة العمل ومساعدة والدتها في المنزل وعملها في لفِ الدخان لكسب مصروف إخوتها وسد الديون.

 لم تأخذ العشرينية ميس حقها الكافي بالعيش أجمل سنوات عمرها بل قضت تلك السنوات بالعمل والدراسة لكسب لقمة العيش ولكنها لا تشكو وتشعر بالسعادة لمجرد رؤية ابتسامة إخوتها.

 هي حكاية لن تمحى من ذكرياتها وذاكرة إخوتها ووالدتها، معروف والدها الذي حصده لسنين تحاول أن تجعله يظهر على إخوتها لإخراجهم على هذه الدنيا أقوياء عازمين على العمل لتحقيق آمالهم كما تطمح هي ووالدتها وكما هم يطمحون.

الرابط المختصر: