لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

رناد تكسر القيود بكرة القدم



 

قصة صحفية: خديجة حمد- طالبة إعلام في جامعة فلسطين التقنية "خضوري"

 

  وقفت في وجه قيود المجتمع جميعها التي فرضتها عليها قرية  كفر عبوش جنوب طولكرم، تحدت العقبات جميعها في حياتها واستطاعت أن تصل إلى حلم كان في داخلها منذ الصغر، لتزهر سنين حياتها التاسعة والعشرين في ربوع الملاعب وبين كرة القدم.

كسرت المألوف…

  بين أزقة شوراع قريتها وبرفقة أشقائها وأولاد حيها ترعرع حلم رناد رياض منذ أن كانت في الثالثة عشر من عمرها، و بدأ يكبر يوما بعد يوم لتصبح الرياضة طوق النجاة التي ستنطلق من خلاله، وتكسر المألوف الذي اعتاد عليه أهل قريتها.

   دوافع كثيرة جعلتها تتمسك بحلمها أكثر فأكثر لتتحدى به الواقع المحبط، وترسم في مخيلتها صورة لها كمعلمة للتربية الرياضية في ظل خلو المدرسة التي درست فيها من حصص الرياضة .

  أحاديث الناس المحبطة " بنت بتركض مع شباب" زادت عزيمة رناد وجعلت عائلتها تقف بجانبها تسندها وتشد أزرها لتتقدم في خطواتها بكل ثبات وقوة دون أن تأبه بما يدور على ألسنة الناس .

رناد تحقق الهدف الأول…

  أنهت مرحلة الثانوية العامة لتختار وبلا تردد تخصص التربية الرياضية بدرجة الدبلوم في جامعة فلسطين التقنية "خضوري"، وتكمل مسيرتها وتكتبها بتميز مصرة على تحقيق أحلامها وتثبت أن الفتيات قادرات على كل شيء.

  في كل صباح ترتدي ملابسها الرياضية التي تشعر بأن الراحة و الحيوية تجتمع في ثنايا الغرز التي حيكت بها مرددة عبارة: "ما دمت أنا مرتاحة لا يهم كيف يرى الناس ثيابي، أريد أن ينظروا لي كرناد لا شيئاً آخر".

  وضعت أمام نصب عينيها رضى الله والأمانة التي وضعها والديها بين يديها، فأنهت دراسة الدبلوم وعملت معلمة بديلة في إحدى مدارس محافظة قلقيلية لتغير للناس الصورة النمطية حول الرياضة والتي يراها الناس تضييعاً للوقت، وأثبتت لهم أنها كغيرها من التخصصات تحتاج إلى دراسة وكد، لتفتح المجال أمام الفتيات و تصبح الرياضة وجهتهنّ، فتشعر رناد بأن عصاتها السحرية بدأت تعمل وحققت الهدف الأول في مرمى حياتها.

  من يذق طعم النجاح مرة يصبح لديه حافزا لتذوقه مرة أخرى، عام واحد فصل رناد عن إكمال مسيرتها العلمية، لتلتحق مباشرة ببرنامج التجسير بعد أن فتحت الجامعة مجالا لذلك آملة أن تكمل درجة الماجستير  بعد أن تنهي مباراتها العلمية وتحصد شهادة البكالوريس.

عشق لكرة القدم…

  بين كرة القدم واليد وألعاب القوى وضعت رناد بصمتها في منتخب الجامعة الرياضي، لتواصل لمساتها المفعمة بالتمييز مع المنتخب النسوي الأول لكرة القدم و تخوض التجربة في داخل الوطن وخارجه ضمن مباريات دولية، وتكون لها تجربة أخرى مع فريق شابات طولكرم.

  حصدت شهادات لدورات تدريبة في مجالات رياضية مختلفة،  لكن ميولها لكرة القدم وشح اهتمام الفتيات بها جعلها تسعى لتتميز به وتروي عشقها لتلك الكرة البيضاء الموشحة ببقع سوداء.

  حصلت على شهادة من الاتحاد النرويجي لكرة القدم في تدريب البراعم، وشهادة أخرى في تدريب للمستوى الثالث من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وثالثة من الجامعة والعديد العديد من الميداليات والكؤوس لأفضل حارسة ولاعبة.

موهبة أخرى…

  صدح صوتها  بكل قوة كما صدت كرات الخصم بكل قوة، ورثت عن والدها صوتا جميلا يذوب في القلب قبل أن يخترق الأذن، اعتادت أن تردد الأغاني وراء والدها منذ أن كانت في العاشرة من عمرها فتفرح الناس بصوتها الجذاب.

  جعلت من البيت والمدرسة مسرحا لها تغني به بكل عنان وتضيف جمالا ليوم صديقاتها من خلال رنات صورتها، لتتطور موهبتها كلما كبرت وتغني اليوم بكل طلاقة ودون نشاز، لكن رناد لم ترد لموهبتها أن تظهر كما كان يريد الوسط المحيط بها واكتفت بها وسيلة للتسلية.

ماذا بعد؟

  نظرة رناد للفتاة أن دراستها غير مقتصرة فقط على المادة النظرية، بل تحتاج إلى جانب عملي تبدع وتظهر فيه مهاراتها ومواهبها أثبتته من خلال باكورة مسيرتها، لتسطر حياتها اليانعة بالفخر، و تتسلح بالعزيمة واللياقة البدنية القوية التي ستساعدها على إكمال مسيرتها الرياضية.

  "فرص عمل تنتظرني بالمدارس والأندية، وأملي بافتتاح مشروع خاص بي يعود بالنفع علي و على الآخرين"، كلمات رناد التي تغرد بها كلما سألها الناس: "ماذا بعد؟".

الرابط المختصر: