لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

جامعة “خضوري” تُنير الفنّ المسرحيّ بشغفٍ جديدٍ



إعداد: قسم تكنولوجيا الإعلام-كلية الآداب والعلوم التربوية في جامعة فلسطين التقنية "خضوري"- ايمان فقها- تشيرُ عقارب الساعة إلى موعد بدء المسرحيّة، يمسك أحدهم بيدِ رفيقه ثم يصعد إلى خشبة المسرح، ويخرجُ آخرٌ من زاويةٍ أخرى مرتديًا زيّه المنقوش بألوان عدّة ثمّ يلّف عِمامته البيضاء وينحني باحترامٍ فيهتف الجمهور مصفقًّا له بحرارةٍ، ويحضرُ شابٌّ من الباب الخلفيّ، ثم يتجّه صوب زميله، ويقول له: "أبو العبد اليوم دورك"، ومن طرفِ ستارةٍ في المنتصف، تمسك إحداهنّ ثوبها الفلسطينيّ المزركش بألوان الطيف، ثمّ تأخذ الموسيقى ألحانها منسجمةً معها، فتترابط أيدي الممثلين سويًّا لتبدأ حكايةٌ جديدة على مسرح ياسر عرفات في جامعة فلسطين التقنية- خضوري تمثّل سردًا لمسرحية جديدة تنيرُ أجواء الفنّ كافة بشغفٍ جديد.

 من نهجها الذي ارتبط بشعار: "طلبتنا روّاد المستقبل"، أطلقت جامعة "خضوري" عِنان أنشطة عدّة من خلال عمادة الشؤون الطلابية؛ ليكون فنّ المسرح متربّعًا بها، والذي بدأت حكايته منذ عام 2009م تزامنًا مع إعلان القدس "عاصمة للثقافة العربيّة" بتمثيلِ مسرحية داخل الحرم الجامعيّ تسلّط الضوء على قضية القدس.

زعل في خضوري…

 بعد النجاح الذي حققته مسرحية القدس، كان حينما يعلن عن مسرحية أخرى يحضُر ما يفوق العدد الخاص بالمدرج ضعفين، لتكون الانطلاقة الأكبر بمهرجان الأنشطة الطلابية عام 2010م، بتمثيل مسرحية "زعل في خضوري"، سلّطت الضوء على القضايا الطلابية المتعددة في الجامعة، ولاقت ترحيبًا من إدارة الجامعة والطلبة والحضور جميعهم. 

 عن المسرح، يتحدّث منسق الأنشطة الطلابية الثقافية والفنية في الجامعة أ.خليل أبو علبة قائلًا: "منذ كنت طالبًا قررت مع مجموعة من الطلبة تأسيس فرقة لمسرح الجامعة تركّز على قضايا تعالج سلوكًا تربويًّا، وحققنا حينها نجاحًا كبيرًا، وتركنا بصمة وأثرًا ليُطلب منّا بعدها إعداد مسرحيات عدة داخل الحرم الجامعي".

 ويتابع أ.أبو علبة: "خشبة المسرح هي حياة بأكملها، تجوب بعقول أكثر من 500 مشاهد خلال مدة زمنية معينة، لذا يجب أن يتوافر بالمسرحية النص القوي، والحركات المؤثرة حتى توصل الفكرة بالمعنى المطلوب، ويخرج الجمهور بكمّ استفادة هائلة من القضايا التي عالجتها تلك المسرحية".

 لطالما شَهِد مسرح جامعة "خضوري" استضافات لفرق مسرحيّة عديدة داخله، وكانت أغلب الفعاليات المتعلّقة بمحافظة طولكرم تتمّ به، ويتواجد في فلسطين مسارح عدة مثل: كلية دار الكلمة، ومسرح القصبة، وعشتار، والحارة الذي سيكون له تواجد في الجامعة في شهر تشرين الثاني المقبل.

خطّة مسرحيّات…

 أمّا عن خطّة تطوير المسرح، يردف أ.أبو علبة قائلًا: "وضعنا خطة، لإنجاز مسرحيتين أساسيتين كلّ فصلٍ دراسيّ، يكون عنوانهما الأهم: قضية الشباب واحتياجاتهم، لإيصال نتائج وتوصيات من خلالهما تعود بالفائدة والأثر الجيد، وتحقّق النتيجة المطلوبة، وبالإمكان استثمار المسرح في الفترة المسائية لإنشاء عروض متعددة".

 "أرى أن وجهة الجامعة في الأنشطة الطلابية، وخضوري لها تاريخ عريق وكادر إداري وأكاديمي مميز، ولكن الفلكلور والدبكة والمسرح وغيرها قد يجوب أنحاء العالم فتُعرف الجامعة أكثر من خلالهم"، يكمل أ.أبو علبة حديثه.

طلب الانضمام متوفر…

  وأعلنت عمادة الشؤون الطلابية من خلال الموقع الإلكتروني للجامعة عن تسجيل الطلبة الراغبين بالانضمام لفرقة المسرح، والذين يجب أن يتوافر بهم معايير عدة منها: الرغبة، والهواية، والدافعية للتدريب وحبّ التعلّم، والموهبة، والاستمرارية في العمل المسرحيّ، لتكون أول خطوة هي اختيار الطلاب ثم تدريبهم لأنّ مدة المسرحية محدودة بفترة معينة ويجب أن تكون مؤثرة ومتقنة للغاية.  

 كما تدعم وزارة التربية والتعليم العالي المسرح الجامعي، لتصدر قرارًا بإجراء مسابقة على مستوى الجامعات الفلسطينية للعمل المسرحي في الفصل الدراسيّ الثاني، حسبما يذكر أ.أبو علبة.

  إضافة إلى ذلك، ترحب جامعة "خضوري" والتي اتخذت شعار "جامعة بلا أسوار" بأيّ شخص لديه موهبة المسرح، والرغبة بتنمية العمل المسرحيّ وتطويره، ويريد إفادة الطلبة من خلال خبرته بالانضمام لها.

 ويقول أ.أبو علبة: "المؤسسات التربوية جميعها، بحاجة لمسرح جامعي يعالج القضايا السلوكية وهو ضرورة تربوية وتعليمية بالدرجة الأولى، وينفذ من خلاله قضايا عدة ويكون مواكبًا للأحداث الجارية في مجتمعنا".

رسالة للشباب…

  أمّا عن رسالته للطلبة، يختتم منسق الأنشطة الطلابية الثقافية والفنية في الجامعة أ.خليل أبو علبة حديثه قائلًا: "مدة الدراسة الجامعية هي الخبرة المضاعفة لأيّة مهارات حياتية، والأنشطة الطلابية المتعددة تفتح لهم آفاقًا لفرص عمل عديدة بعد التخرج إن أثبتوا جدارتهم بها بمجالات مختلفة من الأدب والفن، وكثير من الطلبة كان النشاط الطلابي لهم أحد أهم أسباب وصولهم بعد ذلك؛ لأنهم تحلّوا بالمسؤولية والتواضع والمبادرة".

  ولا تزال مسارحُ فلسطين تحتضنُ هذا الفنّ امتدادًا للبدايات الأولى لها منذ القدم، وتعتبره طريقًا للتعبير عن جمّ القضايا الهائلة في المجتمع، ووسيلة توصِل من خلالها الهموم والمشكلات بأسلوب مغايرٍ وطريقة فنيّة جميلة لتعرضها لاحقًا بطرق مختلفة معتمدة بشكلٍ خاصّ على فئة شبابٍ يعتبرون التمثيل أيضًا لغة تواصل مع غيرهم ينقُلون من خلالها أفكارًا يشعرون بمدى أهميتها.

الرابط المختصر: