طالبة من “خضوري” تُوقِظ حسّ الفنّ بإبداعٍ

تقرير: قسم تكنولوجيا الإعلام- خضوري، تحرير: ايمان فقها-  أيقظت في روحها حبّ الفنّ فتملّكها، لتمزج الموهبة علميًا، وفي ليلةٍ هادئةٍ سردت تفاصيلها في مخيّلتها، ثمّ نسَجتها بحبّ، لتطلق منها شعاعَ رسمٍ أرادت أن يكون حرًا فتبدعَ من خلاله، راسمةً ابتسامةٌ لا تغيب عن وجهها تحكي من خلالها بداية مشوارٍ لحكاية فنيّة جديدة.

من قسم التصميم والفنون التطبيقية في جامعة فلسطين التقنية "خضوري"، أطلقت الطالبة رؤيا مرعي (19 عامًا) من مخيم جنين، عِنان طموحها لأن تكون بنّاءة في مجال تخصّصها، ويصبح لديها بصمة خاصة بعد إنهائها دراستها الجامعيّة، وتنفّذ لوحات فنية عدّة تكون مزخرفة بطابعها واسمها الخاصّ.

وبعد جولات في جامعات أخرى، انتهى المطاف لدى رؤيا حتى تدرس في جامعة خضوري، التي منحتها فرصة لتكون مشاركتها الأوّلية في مجال الفنّ، فتنضمّ إلى ما يقارب 15 وفدًا من دول عربية عدّة في بينالي الشباب العربي، ضمن فعاليات القاهرة عاصمة الشباب العربي.

وعقدت وزارة الشباب والرياضة في مصر هذا البينالي، في الفترة الواقعة ما بين 19-26 من شهر أيلول المنصرم، بهدف التأكيد على الهوية العربية في مجال الفنون التشكيلية وتبادل الثقافات والأفكار الفنية بين  الشباب المشاركين، وتشجيعهم على الابتكار والإبداع.

في السياق ذاته، استعرض البينالي العربي للفنون التشكيلية الأساليب الحديثة في الرسم والزخرفة والتلوين، إضافة لمعرض صور للفنون التشكيلية في التصوير الضوئي والزيتي والرسم، ليناقش المشاركون سويًّا ضمن حلقات حوارية أفكارًا عدة في مجال الفنّ لإعداد تصميمات فنية للوحات الجداريّة وتنفيذها، إضافة لدراسة الإمكانيات والأدوات والخامات المختلفة التي تساهم فى نجاح العمل الفنّي، وتركيب اللوحات الفنية.

جداريّة عربيّة…

توّجهت رؤيا برفقة وفد فلسطيني تمتّع بمهاراته الفنيّة بعد وقع الاختيار عليهم من المجلس الأعلى للشباب والرياضة، موضّحة التفاصيل: "عند المقابلة التي أجراها معنا المجلس الأعلى للشباب والرياضة في فلسطين بخصوص التنافس للمشاركة في البنيالي كان وقع الاختيار على مشاركين من مختلف المحافظات الفلسطينية، التقطوا صورًا أو رسوماتٍ فنّية تخص فلسطين، وكنتُ من ضمنهم". 

أمّا عن مشاركتها الخاصة في البنيالي، فكانت من خلال التصوير الضوئي، وتسرُد حكايتها مع الصورة التي التقطتها، وتوجهت بها إلى مصر: "بِمحض الصدفة نسجتُ صورة لعجوز كبير خلال جولتي التصويرية، وشعرتُ بأهميّة التقاطها لأنها تجمع بين أمور عدة، وتصّور جزءًا من الحكاية الفلسطينيّة".

وصَفت تجربتها بالغنيّة معلوماتيًا، والتي أثّرت عليها شخصيًا، خاصّة أنّها كانت من ضمن أصغر المشاركين، لتتحدّث الطالبة رؤيا مرعي قائلة: "تعرّفتُ على ثلّة من الفنانين من دول عربية كثيرة، ما أتاح لي الفرصة للاستفادة من تجربتهم في مجالات الرسم والتلوين والزخرفة، والتعرّف على ثقافتهم الفنيّة والنَهل من خبرتهم ليدفعني لإنجاز لوحات فنيّة أكثر خلال مرحلتي الدراسيّة".

وعن الجدارية التي نفّذها المشاركون تتابع رؤيا: "أنجز كلّ وفدٍ مشارك جزءًا منها ضمن فترة انعقاد البينالي، لتكون بالشكل النهائيّ مرسومة بأيدٍ عربية، تخطّ ذكريات فنيّة لنا كلّنا، وترصدُ أسماءنا في وطنٍ آخر".

في رحلة فنيّة مزجَت الطابع السياحيّ بها، تردف رؤيا: "زُرنا المعالم الحضارية للتعرّف عن قرب على الطبيعة المصريّة والإمكانيات السياحية الموجودة بها، والتنقّل في زواياها واكتشاف آثارها وتاريخها".

"بعد هذه الرحلة، وكمّ الاستفادة منها، عدتُ إلى قسمي وجامعتي بشعورٍ ودافعيّة أكثر للإنجاز، وتنفيذ لوحات فنيّة عديدة لتكون لي مشاركات أخرى على المستويات كافّة، وأشكر أسرتي خاصة والدي ووالدتي الذين وقفوا معي، وأساتذتي جميعًا على ما قدمّوه ويقدمونه لي من فائدة لتطوير مهاراتي"، بهذه الكلمات تختتم الطالبة رؤيا مرعي من قسم التصميم والفنون التطبيقية في جامعة خضوري حديثها.

 قسم متميّز…

بدأ انطلاقته بتنافسٍ هائل، من خلال أعمال طلابية إبداعية، برزت ثمار حصادها الأولى في الزاوية الخاصة بهم في اليوم الإرشادي لطلاب الثانوية العامة، في جامعة خضوري، بأربعين لوحة اعتمدت على نظرية الألوان وتقنياتها، وبعض التشكيلات الفنية مثل المنحوتات والمجسمات ثلاثية الأبعاد.

 يستعرض رئيس قسم التصميم والفنون التطبيقية في جامعة خضوري أ.معتز قنابيطة، أبرز ما يميّز هذا القسم قائلًا: "هو تخصّص فنّي بحت يندرج تحت الفنون التشكيلية والتي تعدّ أمّ الفنون، ويختلف عن التخصصات جميعها بنظام المحاضرات العملية والتي تبلغ نسبتها 80%، وطريقة تدريسه، ويدمج التصميم الداخلي والجرافيك وهو ما يميزه عن الجامعات الأخرى".

وحسبما يذكر أ.قنابيطة، فإنّ الطالب يدرس المواد الأساسية في بداية التحاقه بالقسم، وهي مواد تشكيلية في مجال الرسم الأكاديمي والألوان والتصوير، ليتعرّف من خلالها على أنظمة اللون والرسم وعلى الفن التشكيلي بشكل عام، والذي تندرج من خلاله الفنون التطبيقية من خلاله شموليّتها على الفن الملموس مثل: الديكور، والجرافيك.

أمّا عن البنيالي، الذي شاركت به الطالبة رؤيا مرعي من القسم ذاته، فيتحدث أ.قنابيطة: "هو مؤتمر فني عالمي يحدث كل سنتين مرة في بلد مختلف، وحسب المشاريع التي تعاملت بها مع رؤيا فهي طالبة متميزة ومتفوقة، ولديها مجال لتطوير ذاتها في الرسم بأكثر".

لتميّزه في معايير عدّة، يبيّن أ.قنابيطة أن قسم التصميم والفنون التطبيقية في خضوري  يفتح آفاقًا للعمل وفرصًا في مجالات متعدّدة لطلبته، سواءً أكان بالعمل في مجال التصميم أو الحملات الإعلانية من خلال التعامل معها بزوايا مختلفة، أو المشاركة في معارض على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

رسالة رئيس قسم التصميم والفنون التطبيقية أ.معتز قنابيطة للطلبة، بكلّ حافزية وتشجيع ليبرزوا إبداعاتهم، فخطّة القسم التطويرية تملك طريقًا لا نهاية له، وحكاية مفادها: "نحن هنا في قسم التصميم والفنون التطبيقية في جامعة فلسطين التقنية "خضوري" ننافسُ بأعمال مغايرة، ولدينا مشاركات ومعارض قادمة بإنجازات طلابيّة رائعة، ومذهلة للغاية تبرز الفنّ بإبداع".