لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

طولكرم المدينة التي تنام قبل غروب الشمس ..ماذا تعرف عن آثارها؟



تلفزيون الفجر الجديد- شذى جعميصي| تحف أثرية هنا وهناك، تتناثر كالزهور في وسط المدينة وأطرافها، لها رونقها الخاص وعبقها المميز، تجذب انتباهك نحوها لتتساءل في قرارة نفسك عن عمرها وأصلها وتاريخها، لأنها الشواهد التاريخية الثابتة التي تثبت هويتك وأسبقيتك في هذه الأرض، فما هو تاريخ مدينة طولكرم، وما هي المواقع الأثرية فيها، ومن المسؤول عن الحفاظ عليها؟ أسئلة كثيرة نجيب عنها في هذا التقرير.

يتحدث مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام في بلدية طولكرم عبد الخالق جبارة عن تاريخ المدينة: "شهدت مدينة طولكرم استيطانا إنسانيا قديما، وهناك شواهد تاريخية تدل على أن الإنسان وصلها منذ العصور البرونزية مرورا بالعصور العثمانية وما بعدها"

وفي 1886م اعتبرت طولكرم مدينة وعاصمة لقضاء بني صعب، وكان مركز السرايا دار الحكومة التي تأسست عام 1892 وهي التي تسمى الآن السرايا،وهو أقدم مبنى في مدينة طولكرم حيث كان مبنى للدوائر الحكومية ومنها البلدية.

ويفرق جبارة بين المواقع الأثرية والمباني التاريخية حيث تعود الأولى للعصور القديمة الحجرية والرومانية والبيزنطية، أما التاريخية فهي المباني التي بنيت في العصور العثمانية وما بعدها.

ويعتبر مقام بنات يعقوب من المواقع الأثرية الظاهرة في ضاحية ارتاح، وهو الآن عبارة عن حديقة عامة وفيه شواهد بيزنطية قد تكون حمام بالإضافة إلى بئر روماني، وإلى الجانب منه تقع المعصرة الرومانية التي كانت تستخدم لعصر النبيذ في العصور القديمة بحسب ما قاله جبارة.

وعن عمليات هدم البيوت القديمة يؤكد عبد الخالق على أن البلدية لا تعطي تصريحا للهدم حيث يتم إحالة الموضوع لوزارة السياحة وهي من تقرر حسب القانون وحسب صلاحياتها.

ويشير جبارة إلى أن طواقم البلدية قامت بترميم مبنى السرايا القديم في المدينة، متمنيا من وزارة السياحة أن تعطي للبلدية صلاحيات لترميم المباني القديمة.

ويدعو عبد الخالق المواطنين الى ضرورة الحفاظ على بيوتها القديمة لأنها تضفي رونقا خاصا للمدينة وأن يتم استغلالها وعرضها للناس للتعرف عليها كونها تحافظ على الطابع المعماري القديم.

ويحصي مدير مديرية السياحة والآثار في طولكرم إياد ذوقان عدد المواقع الأثرية في محافظة طولكرم بما يقارب 130 موقع أثري وجميعها تخضع لقانون التراثي والذي أصدر بتاريخ  3-6-2018.

وتنص المادة 11 من القانون على السجن الفعلي لمدة 6أشهر وتصل لغاية 15 عام إضافة إلى العقوبة المالية التي تبدأ من 3 آلاف دينار وتصل لغاية 50 ألف دينار لكل من يحاول سرقة أو نهب أي مقتنيات أثرية.

ويتحدث ذوقان عن قلعة البرقاوي التي تعود ملكيتها لآل برقاوي في شوفة: "القلعة مبنى تاريخي له علاقة بتاريخ البلد العام وتم ترميمها من قبل الوزارة بشرط استئجارها مدة 20 عام والاستفادة منها لأغراض المصلحة العامة".

وعن عمليات هدم البيوت القديمة يؤكد ذوقان على أنها لا تتم إلا بعد موافقة الوزارة على هدم المبنى ضمن شروط محددة، فإذا تمت الموافقة تقوم الوزارة بالتحرز على حجارة المبنى واستغلالها في ترميم مباني أخرى من نفس المحافظة أو إعادة استخدامها في واجهات بناء المباني الجديدة، مشيرا إلى أن هناك بيوت أثرية بحالة جيدة تم توقيع ملاكها على تعهدات بعدم هدمها إلا بموافقة وزارة السياحة.

وأثار هدم مبنى قديم في المدينة حفيظة الشارع الكرمي، ويوضح ذوقان حقيقة ما حصل :" قام المواطن س.ي.بشراء المبنى منذ سنتين وجاء لمكتبي قبل عملية الهدم وتعرف على الإجراءات القانونية اللازمة لهدم المبنى وفي يوم عطلة الوزارة أي الجمعة باشر بعملية الهدم بنفسه دون أن يرجع إلينا وتم سجنه خمس أيام وخرج بكفالة إلى حين موعد المحكمة".

وعن الإجراءات القانونية اللازمة قبل هدم أي بيت قديم يقول إياد: " يجب التقدم للوزارة بالأوراق القانونية وانتظار الرد الخطي منها حيث لا يجوز للمواطن أن يقوم بعملية الهدم دون أخذ الموافقة من الوزارة، لأنه لن يتم إعطاؤه أي ترخيص للبناء مكان المبنى القديم".

وتقوم طواقم وزارة السياحة بالتعاون مع شرطة السياحة والآثار بزيارات ميدانية دائمة للمواقع الأثرية بالإضافة إلى عمل محاضرات وورشات عمل في المدارس والجامعات وفي المجالس البلدية والقروية لتوعية المواطن حول أهمية هذه المواقع وضرورة الحفاظ عليها.

ويتابع ذوقان حديثه حول متحف الآثار في طولكرم: "مبنى المتحف هو تحفة معمارية تاريخ بناؤه يعود لسنة 1908 وكان مقر للوالي العثماني وتم استغلاله لافتتاحه كمتحف لمدينة طولكرم، وكل المقتنيات الموجودة فيه تعكس التسلسل التاريخي لمدينة طولكرم حيث تبدأ من العصر البرونزي الوسيط وتستمر حتى الفترات الإسلامية اللاحقة".

 ويبين إياد أن غالبية المقتنيات تم استخراجها إما من خلال الحفريات العلمية أو الحفريات الإنقاذية التي قام المواطن بها بعد الحصول على الترخيص لأغراضه الشخصية وخلال الحفر تم اكتشاف هذه المقتنيات وقد تكون المقتنيات مواد مضبوطة من قبل شرطة السياحة والآثار قبل تهريبها من المدينة أو إلى المدينة.

ويشدد ذوقان على ضرورة المحافظة على هذه المواقع الأثرية التي تشكل جزء هام وكبير من الهوية الفلسطينية الثقافية والوطنية، كما أنها تساعدنا على إثبات هويتنا في هذه الأرض.

وعن المشاريع القادمة لوزارة السياحة يختم إياد حديثه: " هناك مشاريع تأهيل لقلعة البرقاوي والنفق العثماني ومبنى تاريخي في كفر زيباد بتمويل ذاتي من الوزارة، بالإضافة إلى المشروع المعمول فيه ببلدة من تأهيل وترميم للبلدة القديمة فيها كما يتخلله ترميم بيت عبد الرحيم محمود أحد أكبر البيوت في عنبتا وسيتم افتتاحه كمتحف خاص بمقتنيات عبد الرحيم محمود الأثرية".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الرابط المختصر: