الناطق باسم وزارة الصحة يكشف تفاصيل إضافية بقضية إسراء غريب
حمّل الناطق باسم وزارة الصحة، أهل الفتاة إسراء غريب، المسؤولية عن إخراجها من المستشفى برغم سوء حالتها النفسية والجسمانية، وإصابتها بكدمات وكسور في الظهر.
وقال النجار خلال برنامج إذاعي، أنه حتى في الحالات الطبية الحرجة، فالقانون الفلسطيني رقم (20) لعام 2004، حدد الحالات التي يُجبر فيها المريض على استكمال العلاج وعدم السماح بخروجه من المستشفى، في حالتين فقط:
الحالة الأولى: التي يكون فيها المريض غير مؤهل بنفسه (مريض عقلي) والحاجة إلى عمل حجر صحي عليه.
الحالة الثانية: إذا كان المريض يحمل مرضا معديا وهناك خوف من نقل العدوى إلى المجتمع.
وفي سؤاله إن كانت حالة إسراء بسبب ما تعانيه من حالة ذهانية حادة (كونها لم تمتلك الأهلية العقلية والنفسية لتقرر) ينطبق عليها القانون رقم 20 في حالته الأولى (؟).. قال إن الموضوع فيه لبس.
مضيفاً إنه لا أحد لديه المقدرة على إجبار مريض على تلقي العلاج في حال رفض المريض ذلك.
فأحال النجّار مسؤولية إخراجها من المستشفى إلى أهلها، على الرغم من أن إسراء لم تكن بالأهلية النفسية والعقلية التي تؤهلها لاتخاذ ذلك القرار.. وعلى الرغم أيضاً من أن القانون الذي ذكره ينطبق على إسراء في الحالة التي تم إخراجها فيها من المستشفى.
وفيما يخص طريقة تعامل الطواقم الطبية في المستشفى مع حالة إسراء، وكيف سمحوا للأهل بإخراجها من المستشفى على عاتقهم الشخصي ولماذا لم يقم المستشفى بإبلاغ الشرطة (؟)
قال النجار إن إخراج المرضى بهذه الطريقة أمر غير اعتيادي.. وأن السماح بإخراجها على عاتق أهلها يجب التباحث فيه والتفكير بإجراءات جديدة.
ولكن في ذات الوقت، نوّه النجار إلى أن الحفاظ على حياة إنسان أهم من الحفاظ على القانون.
وفي التسلسل الزمني لمتابعة حالة إسراء طبياً، أوضح النجار أن أول مستشفى دخلته كان في يوم 10 آب/ أغسطس، وكان مستشفى الجمعية العربية في بيت لحم، وكانت تعاني من كسور أسفل العمود الفقري، وجروح بالعين اليمنى وبعض الكدمات.
وأضاف النجار أنه عند التحضير لإجراء عملية جراحية مستشفى، لم يكن الأهل يمتلكون تأميناً صحياً، واحتاجوا إلى تغطية.
فقام الأهل بنقلها إلى مستشفى "بيت جالا" ودخلت المستشفى ليلة 10 أغسطس، بعد منتصف الليل بنصف ساعة وخمسة دقائق.
وأضاف النجار، أن الطواقم الطبية في مستشفى بيت جالا بدأت بمتابعتها، وأن الأهل ادعوا أنها سقطت من "بلكونة" المنزل.
وعند تصويرها، وجد أنها مصابة بكسر أسفل العمود الفقري، وهي بحاجة لعملية جراحية، فتم التواصل مع ثلاث مستشفيات، موجود فيها أخصائيي جراحة الأعصاب؛ مجمع فلسطين الطبي ومستشفى رفيديا ومستشفى عالية. وبسبب تزامن الوقت مع يوم عيد الأضحى، ردّ مستشفى رفيديا، قائلاً إن حالتها ليست طارئة، ويمكن الانتظار. فتمت الإجراءات باتجاه نقلها من مستشفى بيت جالا إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله، لوجود إمكانات طبية لإجراء العملية فيه.
وبناءً عليه، أبدا مدير مجمع فلسطين الطبي، د. أحمد البيتاوي، استعداد المجمع لإجراء العملية المطلوبة. بشرط حفظ حالة الاستقرار الطبي لها في مستشفى بيت جالا، وظلّت إلى حد الساعة 2 صباحاً في حالة هذيان وصراخ عالي جداً.
وبحسب النجار، فقد تم استدعاء طبيب أخصائي عظام للاطلاع على حالتها، فلم يستطع التعامل معها، نتيجة الحالة النفسية لها وحالة الهذيان الشديدة الظاهرة عليها.
وعبّر النجار عن عدم علم وزارة الصحة والمستشفى حول سبب حالتها النفسية والهذيان الذي تعاني منه. موضحاً أن الأطباء صدقوا رواية الأهل، بأن الكسور والكدمات كان سببها سقوطها من البلكونة، ولم يبلغوا الشرطة بسبب عدم وجود شكوك.
وأضاف النجار، بإن مستشفى بيت جالا قام باستدعاء أخصائي نفسي، الذي أصدر تقريراً ذكر فيه أن وضعها النفسي حاد، وعندها حالة ذهانية حادة جداً وغير مدركة للزمان والمكان، وهناك صعوبة بالسيطرة عليها، وبحاجة إلى أخذ أدوية مهدئة.
وبحسب النجار، فإن تقرير الطبيب النفسي شدد على أن إسراء بحاجة إلى دعم نفسي.. وإيجاد بيئة آمنة لعلاجها.
وتم إعطائها أدوية مهدئة للسيطرة عليها، انتظاراً لنقلها إلى مجمع فلسطين الطبي.
وقال النجار إن صعوبة الحالة النفسية لإسراء، أدى لأن تترك إحدى المريضات الغرفة التي كانت موجودة فيها، بسبب كثرة صراخها. وتركت إسراء في غرفة لوحدها، لمتابعتها أولاً بأول.
وعند سؤاله عن مصدر فيديو صراخ إسراء الذي انتشر على مواقع التواصل، أبدى النجار عدم علمه عن المكان الذي صوّر فيه الفيديو. ولكنه أكد أن إسراء كانت تصرخ بأعلى صوتها، وأحياناً كانت تمنع الأطباء من الاقتراب منها، بحيث أنها قاومت الأطباء ومنعتهم من تركيب "أنبوب بلاستيكي" للبول.
وبعد تناولها للأدوية المهدّئة، قال النجار إنها هدأت وحالتها استقرت ونامت في المستشفى.
وأضاف، أنه يوم الثلاثاء، الموافق 13 آب/أغسطس، وفي تمام الساعة 12:30 صباحاً، حضر الأهل إلى المستشفى وأخرجوها منه، وذلك ضد رغبة الأطباء، ثم وقعوا على ورقة تفيد بأنهم لا يريدون لها أن تستكمل علاجها في مستشفى بيت جالا.
وأوضح أن إسراء وبعد إخراجها من المستشفى بتسعة أيام، عادت بتاريخ 22 آب، جثة هامدة.
مؤكداً أنه وبحسب كشوفات وزارة الصحة، فإن أهلها لم يعروضها على أي مستشفي آخر منذ أن أخرجوها من المستشفى، حتى وفاتها.
وعند وصول جثتها إلى المستشفى، قام الأطباء بالاطلاع على حالتها الطبية السابقة، ومن ثم قاموا باستدعاء النيابة والجهات القانونية، لأن أهلها أخوجوها من المستشفى عندما بحاجة إلى علاج.
وبعد حضور النيابة، قامت بالإجراءات الاعتيادية، وقبل الدفن قاموا بعملية تشريح. وأرسلوا جزءاً من العينات إلى خارج فلسطين للتأكد من أن وفاتها كانت بشكل طبيبعي.
موضحاً: أن تقرير التشريح عند النيابة، وأن الصحة لا تعرف مضمونه.
وعند سؤاله.. إذا كان تقرير النيابة لم يصدر.. فلماذا تم الإعلان عن وفاتها بجلطة (؟)
فأجاب النجار: "يمكن لأن الفحص السريري الأولي بيّن وجود جلطة دماغية.. والسبب لحد الآن مبهم.. حتى إصدار النتائج".
وقال النجار، إن الأطباء لم يستطيعوا وقتها تمييز إن كان ما تعرضت له إسراء هو اعتداء أو سقوط.
(يُذكر أن إسراء توفيت وتم دفنها وفتح لها بيت عزاء، على أساس انها توفيت بجلطة.. قبل أن تطفو قصتها على السطح بفعل وسائل الغعلام ومواقع التواصل، فاضطرت النيابة بعدها لأخذ عينات من القبر وإعادة فحصها مرة أخرى).
وفي سؤالٍ له، حول طريقة تعامل المؤسسات الصحية في حالة قدوم حالات مصابة وعليها آثار عنف (؟)
قال النجار إنه يوجد طواقم في أقسام الطوارىء، تلقوا دورات في كيفية كشف العنف الأسري، والأصل أنه في حال الاشتباه بوجود عنف أسري ضد امرأة او طفل أو طفلة، فغنه يجب أن يتم متابعته في الحال من خلال الخدمة الاجتماعية داخل الوزارة.
وعند سؤاله عن سبب عدم سؤال الطواقم الطبية لإسراء عن سبب الإصابات في جسدها.. (؟)
قال النجار إن ذلك حدث بالفعل، وتم سؤالها، ولكن إسراء كانت غير مُدركة للزمان والمكان (أي أنها لم تكن تعلم الوقت ومكان وجودها).
وكشف النجار، أنه وبحسب ادعاء الأهل وقتها، فإن إسراء كانت تعاني من هذه الحالة منذ ثلاثة أيام، على الرغم من أن الطبيب أكد عدم وجود ما يثبت أنها كانت تعاني سابقاً من أي مرض نفسي، الأمر الذي تؤكده وزارة الصحة.