لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

عينات من اللعاب بدلًا من الدم لفحص السكر



في خطوة تمثل "علامة فارقة في حياة مرضى السكري"، نجح باحثون يونانيون في تطوير اختبار يعتمد على أخذ عينة بسيطة من لعاب مريض السكري من النوع الأول لمراقبة مستويات السكر عدا عن التنبؤ بمضاعفات المرض قبل ظهورها بأعوام.

الدراسة أجراها باحثون في كلية طب وجراحة الأسنان بجامعة أثينا، بالتعاون مع باحثين بمركز علاج السكري بمستشفي الأطفال في العاصمة اليونانية، ونشروا نتائجها في مجلة (Frontiers in Physiology) العلمية.

ووفق الدراسة، فإن طريقة تقييم حالة مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني، تعتمد حاليًّا على قياس مستويات السكر في الدم، لكن أخذ عينات الدم باستمرار يؤرق المرضى ويزيد من معاناتهم. وفي ظلّ غياب علاج جذري لمرض السكري من النوع الأول، وللمضاعفات التي يمكن أن يسببها النقص المستمر للإنسولين في الجسم، يحتاج المرضى لقياس مستوى السكر في الدم بشكل مستمر.

ويتحقق ذلك عن طريق الحصول على جرعات الإنسولين اللازمة، بالتوازي مع تحسين نمط الحياة مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة، لكن ذلك يتطلب إجراء "اختبار دم" على نحوٍ منتظم لمراقبة مستويات السكر، وهو ما قرر الفريق البحثي التصدي له عبر استخدام عينة لعاب بسيطة تحل محل عينات الدم.

وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الفريق 36 طفلًا، قسموهم بالتساوي إلى 3 مجموعات، كانت الأولى مصابة بالسكري من النوع الأول، وكانت مستويات السكر لديها غير منضبطة، أما المجموعة الثانية فكانت مصابةً بالمرض لكن مستويات السكر لديها منضبطة ومراقَبة باستمرار، وأما المجموعة الثالثة فكانت غير مصابة بالسكري.

وحلل الفريق عينات اللعاب لدى مرضى السكر من النوع الأول، وذلك باستخدام تقنية عالية الحساسية لتحديد نوعية وكميات أكثر من 2000 من البروتينات الموجودة في اللعاب، تتركز معظم وظائفها على دعم الجهاز المناعي في مواجهة الأمراض، بالإضافة إلى التئام الجروح، وتسهيل عملية الهضم.

وبالتزامن مع تحليل عينات اللعاب، خضع جميع المشاركين لمراقبة سكر الدم بانتظام، باستخدام عينة الدم التقليدية. ووجد الباحثون أن مرضى السكر من النوع الأول الذين كانت مستويات السكر لديهم منضبطة؛ لأنهم يتمتعون بمراقبة جيدة لنسبة السكر في الدم، لديهم ملامح مشابهة من البروتين اللعابي لغير المصابين بالسكري. فيما أظهر الأطفال الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول الذين لا يخضعون للرقابة الكافية لنسب السكر، وجود ملامح مختلفة للبروتين ذاته.

وأشار الفريق إلى أن البروتينات التي عثروا عليها في اللعاب كانت تعكس ارتفاع نسبة السكر في الدم، وعمليات المرض المرتبطة بها لدى المرضى الصغار المصابين بداء السكري من النوع الأول، قبل ظهور الأعراض السريرية بفترة طويلة، ما يساعد على التنبؤ بالمضاعفات طويلة الأجل للمرض والوقاية منها.

وكانت الاختلافات في البروتينات المعروفة بأدوار رئيسية في وظيفة الالتهاب والتخثر في الأوعية الدموية، وهي عمليات تعطلت بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، وبالتالي تسببت في المضاعفات الرئيسية طويلة الأجل لمرض السكري.

وتعليقًا على نتائج الدراسة، قالت قائدة فريق البحث، هيليني فاستارديس إنّ "اللعاب يمثل مرآةً لصحة الجسم وعلامةً على مرضه، كما أنه يُعَدُّ نقطة تحول في مجال الرعاية الصحية والممارسة السريرية، وتعدّ عينات اللعاب سهلة وبسيطة وغير مؤلمة، والأهمّ أنها وسيلة تشخيصية جذابة للأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول، على عكس عينات الدم التي تسبب لهم ألمًا، وهو ما أثبتته دراستنا".

 

الرابط المختصر: