لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

كيف تُسرع منتجات منزلية شائعة بلوغ بناتك؟



تمثل مرحلة البلوغ فترة غريبة ومحرجة بالنسبة للفتيات، حيث يكتشفن فيها كيفية التعامل مع مشاعر جديدة وتغيرات في وظائف الجسم. ولكن الكيميائيات الموجودة في مستحضرات شائعة قد تسرع عملية البلوغ وتكون لها آثار مزعجة.

وتحاول الفتيات في هذه المرحلة التأقلم مع حب الشباب، والاضطرار أحيانا لارتداء دعامة تقويم الأسنان، وظهور شعر الجسم. وما يزيد الطين بلة، هو أن الفتيات اللواتي يدخلن مرحلة البلوغ في وقت مبكر يواجهن خطر التعرض لمشاكل تتجاوز مجرد الارتباك والخجل في فترة الدورة الشهرية.

وأظهرت دراسة طبية جديدة وجود رابط بين بعض المواد الكيميائية التي يكثر استخدامها في المنتجات المنزلية ومستحضرات التجميل، والبلوغ المبكر لدى الفتيات. وذلك وفقا لتقرير للكاتبة كلاوديا فيشر، في مجلة "ريل سمبل".

وركزت الدراسة على تأثير بعض العناصر الكيميائية على أجسام الفتيات. وحسب الدكتورة كيم هارلي، الباحثة المشرفة على هذه الدراسة، فإن "البلوغ المبكر لدى الفتيات يزيد من احتمال معاناتهن من مشاكل الصحة العقلية، والإقدام على سلوكيات خطيرة في فترة المراهقة، كما يزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض والثدي على المدى الطويل، لذلك يجب الانتباه لهذه الظاهرة".

دراسة
وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة أبحاث التكاثر البشري، تابع الباحثون 338 طفلا منذ ولادتهم وحتى مرحلة المراهقة، وراقبوا الأوقات التي دخلوا فيها مرحلة البلوغ، والمواد الكيميائية التي عثر عليها في أجسامهم في أوقات مختلفة.

وفي البداية، أجرى الباحثون اختبارات على أمهات هؤلاء الأطفال أثناء فترة الحمل، بين العامين 1990 و2000، عندما كان الحمل بين الأسبوع 14 والأسبوع 27. وفي تلك المرحلة، تم أخذ عينات بول لتسجيل مستويات حضور مادة الفثالات، والبارابين، وحامض الفينول، وهي ثلاث مواد كيميائية تدخل ضمن تركيبة بعض المنتجات المنزلية ومستحضرات العناية الشخصية.

وتعد هذه المواد الكيميائية شائعة جدا، لدرجة أنه يمكن إيجادها في كل شيء في المنزل، بداية من ألعاب الأطفال وحتى صابون غسل الأواني وصولا إلى مستحضرات الترطيب.

وعندما بلغ هؤلاء الأطفال سن التاسعة، بدأ الباحثون بأخذ عينات من بولهم، بعد تقسيمهم إلى فريقين مكونين من 179 بنتا و159 ولدا، ومراقبة نموهم البدني. وقد واصل العلماء إجراء هذه الاختبارات مرة كل تسعة أشهر، إلى أن بلغوا سن 13.

مواد كيميائية
وقد ثبت حضور هذه المواد الكيميائية الثلاث في 90% من عينات البول التي تم فحصها، إلى جانب وجود عنصر رابع وهو التريكلوسان.

وتُظهر هذه النتائج أنه عندما تبلغ مستويات مادة الفثالات ضعف المعدل العادي عند المرأة الحامل، فإن الفتيات يدخلن مرحلة الدورة الشهرية بشكل أبكر بـ 1.3 شهر. أما مادة التريكلوسان فكان حضورها بكميات مضاعفة مرتبطا هو أيضا ببداية ظهور شعر البلوغ بشكل أبكر بشهر واحد.

وفي عينات البول المأخوذة من فتيات بعمر تسع سنوات، اكتشف الباحثون أن مستوى مادة البارابين كان مرتبطا بكلتا الظاهرتين، وهما تبكير ظهور شعر البلوغ وأول دورة شهرية، إلى جانب أولى علامات نمو الثدي.

ومع كل حالة يرتفع فيها وجود المواد الكيميائية إلى الضعف، تعاني هؤلاء الفتيات من هذه الظواهر الثلاث المرتبطة بالبلوغ، بشكل مبكر بحوالي شهر. أما الأولاد فلم يتأثروا بالطريقة نفسها مثل الفتيات في هذه الدراسة، وربما يعزى ذلك إلى أن هرمونات الذكورة مختلفة.

وتعليقا على هذه النتائج، قالت الدكتورة كيم هارلي "كنا نشك في أن بعض المواد الكيميائية شائعة الاستخدام في مستحضرات العناية الشخصية، مثل مادة الفثالات والبارابين والتريكلوسان، تسبب اختلالات في الغدد الصماء. وهذا يعني أن هذه المواد تعطل أو تؤثر على الهرمونات الطبيعية في أجسامنا مثل الإستروجين. وفي دراسات أجريت في المختبرات، ثبت أن هذه المواد الكيميائية تسبب البلوغ المبكر لدى الفئران، ولكن الدراسات التي أجريت على البشر قليلة".

الغدد الصماء
وأضافت هارلي "نحن نعلم أن اختلال الغدد الصماء مهم بشكل خاص في مراحل معينة من نمو الإنسان، مثل مرحلة الحمل أو فترة البلوغ. وهذه الدراسة مهمة جدا لأنها واحدة من أولى الأبحاث التي ركزت على المخاطر التي يواجهها الإنسان في رحم الأم، ولأنها تمنحنا فرصة لفحص هذه التأثيرات في مرحلتي الحمل والبلوغ".

وتعد مادتا التريكلوسان والبارابين شائعتي الاستخدام في مستحضرات العناية بالجلد، رغم أنهما تسببان الالتهابات والحكة.

كما يحذر أطباء الجلد الأشخاص المصابين بحساسية جلدية من هاتين المادتين. وتدخل هاتان المادتان في تركيبة مستحضرات التجميل لأنهما تساهمان في إطالة مدة صلاحيتها، أما مادة التريكلوسان فهي تمنع البكتيريا من التشكل في أشياء مثل الصابون، ومزيل العرق، ومعجون الأسنان والمنظفات. كما تستخدم مادة الفينول لأغراض التطهير، أما الفثالات فهي تستخدم عادة لجعل مادة البلاستيك أكثر مرونة.

وتُظهر نتائج هذه الدراسة الرابط الواضح بين هذه المواد الكيميائية والبلوغ المبكر، ولكن من الصعب تحديد هذه التأثيرات بشكل دقيق لأن الفتيات اللواتي يكون النمو لديهن أسرع يشرعن بشكل أبكر في استخدام هذه المستحضرات المذكورة، ما يعني أنهن أكثر عرضة لمادة البارابين والفثالات.

ومن النقائص الأخرى التي تشوب هذه الدراسة، هو أن مجموعة النساء والفتيات اللواتي خضعن للمراقبة طيلة فترة البحث كن معرضات للمبيدات الحشرية أكثر من السكان العاديين، باعتبار أنهن يعشن في أوساط ريفية.

 تفكير
كما تبين أن عينات البول التي تم تحليلها ليست كافية، لأن مواد مثل الفثالات والبارابين والفينول لا تبقى آثارها داخل الجسم أكثر من يوم أو يومين بعد التعرض لها. ومع ذلك، تعتبر الدكتورة كيم هارلي أن هذه الدراسة تدعونا إلى التفكير في المواد التي نعرض لها أجسامنا كل يوم وبشكل مستمر ومكثف.

من جهته، يحذر مركز مراقبة الأمراض في الولايات المتحدة من أن التعرض لمادة الفثالات بات منتشرا بشكل كبير بين الأميركيين، كما تم العثور على مادة التريكلوسان لدى 75% ممن خضعوا للفحص. أما مادة البارابين، فهي منتشرة أكثر بين النساء نظرا لأنهن يستخدمن مستحضرات التجميل والعناية بالشعر والمرطبات وكريمات إزالة الشعر.

الرابط المختصر: