سؤال مهم يتم طرحه في العديد من الجلسات النقاشية حول مضار السجائر التقليدية، لماذا تعتبر بعض منتجات التبغ والنيكوتين بديلاً أفضل عن السجائر التقليدية؟
على مر السنين، استنتج الباحثون حقيقة أن السجائر التقليدية تشكل مخاطر صحية خطيرة، وأن الطريقة الوحيدة لتجنب هذه المخاطر هي الإقلاع عن التدخين، حيث أن معظم الضرر المرتبط بالتدخين يعود إلى المواد السامة في الدخان الناتج عند حرق التبغ في السيجارة، وهو ما يعني أن المنتجات التي تعتمد على التسخين وتقصي عملية الحرق تنتج مستويات أقل من المواد السامة مقارنة بالسجائر التقليدية.
منتجات تسخين التبغ لديها القدرة على تقليل المخاطر مقارنة بالتدخين، عن طريق تسخين التبغ بدلاً عن حرقه، الأمر الذي تحدثت به العديد من الأبحاث التي تم إجراؤها حول تلك المنتجات. وفي سياق متصل، فقد دعمت هذه الأبحاث بالعديد من التقارير المستقلة التي تتوافق على نطاق واسع مع النتائج التي تم التوصل إليها في تلك الأبحاث، داعمةً دور منتجات تسخين التبغ كبديل أقل خطورة للسجائر التقليدية. ولعل من أبرز هذه الأبحاث ما وجدته الدراسة التي أجريت بتكليف من وزارة الصحة البريطانية في العام 2017، بأن الأشخاص الذين يستخدمون منتجات التبغ البديلة قد تعرضوا لحوالي 50-90% أقل من المركبات “الضارة والتي قد تكون ضارة” مقارنة بالسجائر التقليدية.
وفي سياق متصل، فقد كشف رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى القلب الوطني في صوفيا مؤخراً، البروفيسور بوريسلاف جورجييف، أن حوالي 60% من المدخنين على استعداد للإقلاع عن التدخين بعد الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لكنهم للأسف غير قادرين على ذلك، ورغم ذلك فإنه يمكن أيضاً التفكير في الحد من الضرر من خلال التحول إلى منتجات بديلة.
ويشار إلى أن هيئة الصحة العامة في إنجلتزا، وهي هيئة تنفيذية تابعة لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في المملكة المتحدة، تصدر تقريراً منتظماً حول الأدلة الكامنة وراء بدائل السجائر، والتي باتت تتضمن معلومات عن منتجات التبغ المسخن، حيث وجدت الهيئة أنه مقارنة بدخان السجائر، من المرجح أن تعرض منتجات التبغ المسخن المستخدمين لمستويات أقل من الجسيمات والمركبات الضارة، ويختلف مدى الانخفاض بين الدراسات. وخلص التقييم إلى أنه على الرغم من أن منتجات التبغ المسخن قد لا تخلو من المخاطر، فمن المرجح أن تكون أقل خطورة من تدخين السجائر التقليدية.
وفي هذا السياق، طالبت الجمعية الأوروبية لأمراض القلب بضرورة النظر في تطبيق نهج الحد من أضرار التبغ، خاصة فى ظل الأرقام التي تؤكد أن أكثر من 48% من مرضى القلب التاجي مستمرون في التدخين، كذلك ما نسبته 72% من مرضى الشرايين الطرفيةن وأكثر من 57% من مرضى السكتة الدماغية يستمرون في التدخين بعد السكتة وهي نسبة عالية بشكل لا يصدق. وعلى هذه الأرقام، فقد تكثف الجمعية جهودها لتطبيق نهج الحد من الضرر، رافعة شعار: “إننا لا نستطيع ترك هؤلاء المرضى وراءنا”.