Site icon تلفزيون الفجر

تداعيات الضغوط الجيوسياسية على أمن الطاقة في إيران وأسواق النفط العالمية

تتزايد حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، مما يعيد إلى الأذهان أهمية صناعة النفط والغاز الإيرانية كركيزة أساسية للاقتصاد العالمي. تعد إيران واحدة من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط والغاز، لكن العقوبات الدولية المفروضة عليها قد تركت آثارًا بالغة على هذا القطاع الحيوي ورغم ذلك، تواصل إيران إنتاج النفط والغاز من خلال ما يُعرف بأساطيل الظل، متجاوزةً العقوبات الأمريكية التي تعرقل استثماراتها وعملياتها التجارية في هذا السياق، تتعاظم المخاوف بشأن مستقبل إمدادات الطاقة في ظل التهديدات المحتملة من إسرائيل، مما قد يؤثر بشكل كبير على الأسعار العالمية ويزيد من التوترات في أسواق النفط.

يقول دكتور أحمد سلطان، متخصص في شؤون النفط والطاقة، إن الوضع الحالي يشير إلى خطر حقيقي لأمن الطاقة العالمي، خاصة في ظل الضربات الصاروخية الإيرانية تجاه إسرائيل مشي اً إلى أن الأسواق النفطية شهدت انخفاضًا في الأسعار خلال الأشهر الماضية، إلا أن الأحداث الحالية قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة.

وأضاف سلطان أن الحرب في المنطقة مرت بثلاث مراحل مهمة المرحلة الأولى كانت النزاع بين إسرائيل وقطاع غزة، والذي لم يؤثر بشكل كبير على أسعار النفط. المرحلة الثانية تضمنت تحركات داخل حزب الله وحماس، حيث شهد السوق حركة أسعار محدودة. المرحلة الحالية تتمثل في التهديد بضرب المنشآت النفطية الإيرانية، مما أدى إلى استجابة السوق وزيادة الأسعار بنسبة تصل إلى 8%. 

وأكد سلطان أن إيران تعتبر لاعبًا رئيسيًا في صناعة النفط العالمية، حيث تمتلك احتياطيات ضخمة وإمكانيات هائلة في هذا القطاع.

وفي ذات السياق، يشير حميد رضا شكوهي، الخبير في شؤون النفط والغاز، إلى أن تركيا والعراق هما أهم مستوردي الغاز الإيراني، مما يظهر أهمية الأمر بالإضافة إلى ذلك، يعد الغاز العنصر الأهم في إيران على مستويات الاستهلاك المنزلي والمصانع ومحطات الكهرباء حيث  يتم تصدير ما يقارب نصف حجم إنتاج النفط في إيران، مما يعني أن استهداف النفط الإيراني وإخراج أكثر من 1.5 مليون برميل نفط من الأسواق سيؤثر بشكل كبير على الأسعار العالمية.

من جهة أخرى، يرصد شكوهي أن أي استهداف للنفط والغاز الإيراني سيؤثر سلبًا على مضيق هرمز، الذي يمر منه حجم كبير من نفط دول الخليج المصدّر.

وبحسب وزارة النفط الإيرانية، فإن احتياطيات النفط تبلغ أكثر من 160.12 مليار برميل، مما يجعل إيران المالك الثالث لاحتياطيات النفط الخام في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).

وفقاً لإحصائيات شركة بريتيش بتروليوم، تحتل إيران المركز الرابع بين أكبر الدول من حيث احتياطيات النفط في العالم بعد فنزويلا والسعودية وكندا.

ونوه شكوهي بأن محطات الطاقة في إسرائيل تُعتبر من بين بنك أهداف إيران، وفي حال استهدفت تل أبيب النفط والغاز الإيراني، من المتوقع أن ترد عليها طهران بالطريقة ذاتها هذا الأمر يجعل إسرائيل تعيد حساباتها في ضوء التوترات المتزايدة، وقد يؤدي إلى تصعيد أكبر في النزاع الإقليمي.

Exit mobile version