مع استمرار العدوان الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، يجد الفلسطينيون أنفسهم في مواجهة واحدة من أشرس حملات الإبادة والتهجير التي شنتها إسرائيل في العقود الأخيرة.
يتصاعد التوتر على عدة جبهات، مما يثير تساؤلات حول الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إسرائيل لتحقيقها في هذه المرحلة الحرجة.
في هذا السياق، تحدث الدكتور أسعد عويوي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة، في لقاء خاص مع تلفزيون الفجر أن إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والقيادات اليمينية المتطرفة، مثل بن غفير وسموترش، تسعى لفرض واقع جديد في الشرق الأوسط من خلال فرض الاستسلام على شعوب المنطقة، وليس السلام العادل الذي تنشده الشرعية الدولية، هدفها الرئيسي هو إنهاء المقاومة الفلسطينية في غزة، عبر عمليات الإبادة الجماعية والسيطرة العسكرية الكاملة على مناطق شمال قطاع غزة.
وأكد عويوي أن إسرائيل تعتمد في استراتيجيتها على حرب خاطفة تستهدف نشر الرعب في صفوف الخصم، إلا أن طول أمد المعركة قد لا يصب في صالحها، خاصة في ظل مقاومة الفلسطينيين في غزة وحزب الله في لبنان.
وأشار إلى أن إسرائيل لا تستطيع تحمل حرب استنزاف طويلة الأمد بسبب تأثيراتها السلبية على الاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي، خاصة في ظل التهديدات التي يواجهها الاحتلال من الجبهتين اللبنانية والفلسطينية.
وأضاف عويوي أن خطة الجنرالات التي أطلقتها إسرائيل مؤخراً تهدف إلى ترحيل سكان شمال غزة والسيطرة على المنطقة، إلا أن المقاومة الفلسطينية، بقيادة حماس، أكدت أنها لن تغادر الميدان، رغم الضغط العسكري الهائل، مضيفاً على الرغم من أن نتنياهو يسعى لتحقيق نصر واضح وإجبار المقاومة على رفع الراية البيضاء، إلا أن الأرض هي التي ستحدد مصير هذه الحرب.
من ناحية أخرى، تحدثت صحيفة معاريف العبرية عن تغير في الموقف الإسرائيلي تجاه حزب الله في لبنان، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي بات يقر بأن حزب الله استعاد قوته ويخطط لحرب طويلة الأمد، مما يزيد من تعقيدات الجبهة الشمالية ويضع إسرائيل أمام تحديات جديدة قد تطيل أمد الصراع.