كان التساؤل حول احتمال اندلاع حرب بين تركيا وإسرائيل أحد أكثر الأسئلة المطروحة خلال الأسبوع الماضي، حيث أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا الاحتمال بشكل جدي. لم يكن هذا مجرد تعبير عن غضب عابر، بل جاء بعد استعراض شامل لموقف تركيا تجاه التهديدات الإسرائيلية، مما دفع البرلمان التركي لعقد جلسة سرية لمناقشة الوضع.
تصريحات أردوغان بشأن التهديد الإسرائيلي
في الأول من أكتوبر 2024، ألقى أردوغان خطابًا في الدورة البرلمانية الجديدة، حيث اتهم الحكومة الإسرائيلية بالسعي لتهديد تركيا بعد فلسطين ولبنان، مُشيرًا إلى أن “الإدارة الإسرائيلية تعتمد على التعصب الديني”. وأكد على ضرورة مواجهة العدوان الإسرائيلي بكل إمكانيات الدولة التركية.
الجلسة السرية في البرلمان
عُقدت الجلسة السرية في البرلمان التركي بحضور وزير الخارجية ووزير الدفاع، حيث تم تقديم معلومات حول الخطر الإسرائيلي. تفاصيل المناقشات ستظل سرية، مما يعكس جدية الموقف.
تنظيم “وحدات حماية الشعب – YPG” الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وإسرائيل
يبدو أنّ الهيكل الذي تم تأسيسه وتسليحه بواسطة الولايات المتحدة وإسرائيل في شرق نهر الفرات في سوريا، والذي يرتبط بحزب العمال الكردستاني (PKK)، سيُستخدم كقوة تابعة لوهم الأرض الموعودة. أشار أردوغان في خطابه في البرلمان قائلًا: “نرى بوضوح كيف يريدون إنشاء دويلات صغيرة تابعة لهم من خلال استخدام التنظيمات الانفصالية كأداة في شمال العراق وسوريا”، مما يؤكد على اعتباره تهديدًا مباشرًا لتركيا.
توقعات بهجوم وحدات حماية الشعب على تركيا
لا يُتوقع أن تشن إسرائيل هجومًا على تركيا، وهي عضو في حلف الناتو، كما فعلت مع إيران وسوريا ولبنان. يمكننا أن نضيف كلمة “مؤقتًا” في نهاية هذه الجملة. من المتوقع أن يهاجم تنظيم وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي YPG/PYD، الذي يضم أكثر من 90,000 مقاتل مزودين بأسلحة ثقيلة، تركيا بالوكالة عن إسرائيل وأميركا.
تعتقد تركيا أن هذا التنظيم، الذي يسيطر على منطقة محمية من قبل الولايات المتحدة على الحدود السورية، ملتزم بالعمل وفق أوامر الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بسبب حلمه بإقامة دولة كردية مستقلة في منطقة “روجافا”. وبالتالي، فإن هجوم هذا التنظيم على تركيا يُعتبر فرضية محتملة بقوة على المدى القريب.
يرى أردوغان أن هذا التنظيم يخدم وهم الأرض الموعودة لإسرائيل. إذا احتلت إسرائيل جزءًا من الأراضي السورية بعد لبنان، فيمكننا توقع أن الجيش التركي سيتأهّب للقتال. لكن قبل ذلك، يمكننا القول إنه في حال حدوث أي هجوم محدود من جانب التنظيم الانفصالي على تركيا، فإن أنقرة جاهزة للردّ بقوة مدمرة. سيتضح في المستقبل ما إذا كان هذا يعني بداية صراع بين تركيا وإسرائيل أم لا.