لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

الزراعة في فلسطين: صراع من أجل البقاء في وجه التحديات والاعتداءات



تلفزيون الفجر – مرام كنعان | بين مساحات الأرض الخصبة في فلسطين، يواصل المزارعون تحدي الصعوبات والصمود أمام عقبات تتزايد يومًا بعد يوم، من مصادرة الأراضي وقيود الاحتلال إلى ندرة الموارد المائية وتغير المناخ يمثل هذا الصراع اليومي قصة عزيمة وإصرار، حيث يسعى المزارع الفلسطيني، رغم المعاناة، للحفاظ على أرضه وحمايتها كإرث تاريخي ورمز للثبات.

يقول المزارع الفلسطيني أحمد حسن خلال حديثه لتلفزيون الفجر ، إن التحديات التي تواجه المزارعين الفلسطينيين زادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ما أصبح يهدد أمنهم الغذائي والاقتصادي. 

وأوضح حسن أن هذه التحديات لا تقتصر على التغييرات المناخية أو الأزمات الاقتصادية فحسب، بل تتسع لتشمل سياسات احتلالية ممنهجة تهدف إلى استنزاف قطاع الزراعة الفلسطيني وأن هذه السياسات تتخذ عدة أشكال، بدءاً من الإجراءات التي تفرضها قوات الاحتلال يوميًا على المزارعين، وصولاً إلى الهجمات المستمرة من المستوطنين على الأراضي الزراعية.

وأكد حسن، أن موسم قطف الزيتون، الذي يُعدّ من أهم مواسم الرزق والاستقرار للعائلات الفلسطينية، يتعرض هذا العام لضغوطات تهدد استمراره بشكل كبير. وأشار إلى أن هناك ازدياداً ملحوظاً في حالات الاعتداء على المزارعين خلال موسم الزيتون، حيث تتعرض أشجار الزيتون، التي تمثل رمزاً وطنياً وتراثياً، للتدمير المتعمد من قبل المستوطنين. 

وأضاف أن هذا الموسم، شاهدنا المستوطنين وهم يقتحمون الأراضي ويقومون بتقطيع أشجار الزيتون وسرقة المحاصيل، بينما نجد أنفسنا عاجزين عن حماية ما قمنا بزراعته بأيدينا، فقد أصبحنا نشعر أننا في معركة يومية للحفاظ على أرضنا ورزقنا”.

وتابع حسن إن الاحتلال لا يكتفي بهذه الاعتداءات المباشرة، بل يستخدم سياسات أخرى لعرقلة عمل المزارعين الفلسطينيين في أراضيهم، حيث تُفرض عليهم قيود على الحركة في الطرق الزراعية، وتُمنع إدخال الآلات والمعدات الزراعية في العديد من المناطق، مما يزيد من صعوبة العناية بالمحاصيل وجنيها. 

وأوضح في كثير من الأحيان، نضطر إلى نقل المعدات على أيدينا لمسافات طويلة بسبب الطرق المغلقة والحواجز التي تقيمها قوات الاحتلال، وهذا يزيد من الجهد والتكاليف بشكل مرهق”.

وبيّن حسن أن ندرة المياه أصبحت أيضًا تشكل تهديدًا حقيقيًا للزراعة، إذ يعاني المزارعون من نقص في مصادر المياه بسبب سياسة الاحتلال التي تستهدف الآبار وقنوات الري وأصبح الحصول على المياه لري المحاصيل تحديًا بحد ذاته، فبعد أن يقوم الاحتلال بتدمير الآبار أو وضع قيود على استخدامها، نجد أنفسنا مجبرين على شراء المياه بأسعار مرتفعة، مما يضاعف من تكاليف الإنتاج ويهدد استدامة الزراعة في الأراضي الفلسطينية”.

وأشار حسن أيضًا إلى خطورة ما يسمى بـ”الاستيطان الرعوي”، وهو أسلوب يستخدمه المستوطنون للاستيلاء على الأراضي الزراعية من خلال إطلاق قطعان الأغنام في الحقول الفلسطينية، مما يؤدي إلى تدمير المحاصيل الزراعية بشكل كبير وأضاف إن هذا الاستيطان الرعوي يستهدف الأراضي القريبة من المستوطنات، وبدعم من قوات الاحتلال، يمنع المزارعين من استغلال أراضيهم ويجبرهم على التخلي عن زراعة مساحات شاسعة”.

وأفاد حسن بأن الاحتلال لا يكتفي بالتعدي على الزراعة فحسب، بل أيضًا يقوم بتحويل بعض الأراضي الفلسطينية إلى مناطق سياحية تابعة للمستوطنات، حيث تُمنع العائلات الفلسطينية من الوصول إلى أراضيها لأغراض السياحة الاستيطانية.

وقال حسن لقد تحولنا إلى غرباء على أرضنا، حيث نرى السياح يتجولون في أراضينا تحت حماية الجيش، بينما يُمنع علينا نحن أصحاب الأرض دخولها أو حتى الاقتراب منها.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة