مرام كنعان – تلفزبون الفجر| في خضم مشهد مؤلم يعكس معاناة الفلسطينيين تحت وطأة التصعيد الإسرائيلي المستمر، يبدو الواقع الفلسطيني وكأنه يتجسد في لوحة متشابكة من الألم والصمود من غزة المثقلة بالحصار والهجمات، إلى الضفة الغربية التي ترزح تحت وطأة الاستيطان، وصولاً إلى القدس المحتلة والداخل الفلسطيني.
يقول الدكتور نشأت الأقطش، الكاتب والمحلل السياسي خلال حديثه لتلفزيون الفجر أن الوضع الفلسطيني اليوم يُعد مشهداً مؤلماً يتمثل في إبادة جماعية غير مسبوقة، مستشهدًا بالأعداد الكبيرة من الجرحى والشهداء، ووجود مئات الأشخاص تحت الأنقاض في غزة.
وأضاف أن هذا الواقع الأليم يُظهر بوضوح طبيعة المشكلة الفلسطينية، حيث أصبحت الرؤية أكثر وضوحًا بأن التعويل على السلام مع الاحتلال هو مجرد أحلام
لبعض السياسيين، وهو ما يُعبر عن وجهة نظر كانت غائبة عن كثيرين في السابق.
ويرى الاقطش أن صورة إسرائيل الجبارة قد تهشّمت، سواء على الصعيد العسكري أو الإنساني، حيث أظهرت الأحداث الأخيرة وحشية الصهيونية، مما أدى إلى تعرّف الشعوب حول العالم على حقيقة الكيان الإسرائيلي، رغم التحيز الظاهر من بعض الأنظمة لصالح إسرائيل.
وأن رؤية المشهد ككل تظهر مكاسب وخسائر للطرفين، مؤكدًا أن الفلسطينيين قد واجهوا الكثير من التحديات وخسروا الكثير، لكن إسرائيل “دمّرت مشروعًا عمره 150 عامًا”، وهو المشروع الذي استثمر فيه الغرب مليارات الدولارات لتشويه صورة العرب والفلسطينيين.
وبين الأقطش أن هناك حالة من الوحدة المعنوية والروحية لدى الشعب الفلسطيني خلف المقاومة، رغم الانقسام السياسي الرسمي على مستوى القيادةوأن فكرة المقاومة الفلسطينية تمتد إلى مئة عام بموجات ثورية متتالية، حيث إن الروح الثورية قد تعزّزت لدى الفلسطينيين بأنهم قادرون على مواجهة الاحتلال .
وفيما يتعلق بتصريحات المسؤولين الإسرائيليين حول ضم الضفة الغربية، أكّد الأقطش أن هذه التصريحات تُعد إعلانًا صريحًا للحرب على السلطة الوطنية الفلسطينية، وكذلك على الأمم المتحدة والمحاكم الدولية.
وأوضح الأقطش أن خطة الضمّ التي يتحدث عنها سموتريتش تتضمن ضم المستوطنين ومناطق “C” إلى إسرائيل، مع الإبقاء على السكان الفلسطينيين تحت سيطرة محدودة وأن هذا الضمّ يتضمن فقط ضم الأرض والمستوطنين، وليس السكان العرب، مما يعكس رغبة الاحتلال في السيطرة الجغرافية دون الالتزام بحقوق السكان.
وأشار الأقطش إلى أن هناك حراكاً عالمياً ضد إسرائيل، يشمل حتى المتدينين اليهود في الولايات المتحدة وأوروبا وأن الحراك العالمي يعكس تحولاً إيجابيًا قد يُحرج الأنظمة العربية، التي قد تخشى تصاعد المقاومة الفلسطينية وتبعات ذلك على استقرارها الداخلي.
وأضاف أن نجاح المقاومة في الصمود قد يؤدي إلى عودة الحركات الجماهيرية ضد الأنظمة العربية، كما حصل بعد صمود المقاومة في غزة عام 2008، مما يدفع الأنظمة إلى تغيير مواقفها تدريجياً.
وفيما يخص الدعم الأمريكي بين الأقطش أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل هو دعم تاريخي قائم على مصالح استراتيجية، وليس على حب أو تقدير، إذ إن وجود إسرائيل يُحقق لأمريكا مصالح عميقة في المنطقة، كما أن إسرائيل تقدم لأمريكا خدمات في التجسس والمعلومات وتدعم الأنظمة العربية الموالية.
ويرى الأقطش أن هذا الدعم الأمريكي لإسرائيل لن يتغير بسهولة إلا في حال ظهور قوة عربية إسلامية مؤثرة تعيد فكرة الأمة إلى الواجهة، مما قد يدفع أمريكا إلى إعادة تقييم سياستها بشكل جذري.
وأشار الأقطش إلى أن إعلان إسرائيل عن خطط الضمّ يتزامن مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، موضحًا أن ترامب يُعتبر صاحب “صفقة القرن”، وهو من اقترح نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.