الدكتور محمد أبو عفش لتلفزيون الفجر: مستشفيات غزة تتحول إلى أنقاض وسط معاناة طبية وإنسانية غير مسبوقة
في قلب العدوان الإسرائيلي الذي لا يتوقف، تُكافح مستشفيات قطاع غزة للبقاء على قيد الحياة وسط مشهد من الدمار والخراب مع كل قذيفة وصاروخ، تزداد المستشفيات تدميرًا، ويُحاصر الأطباء والممرضون بين إنقاذ الأرواح وبين صعوبة الوصول إلى أبسط أدوات العلاج الجدران المدمرة، أسرة المرضى المزدحمة، ونقص الأدوية، كلها تحديات جعلت من تقديم الرعاية الصحية مهمة شبه مستحيلة.
يقول الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في شمال قطاع غزة خلال حديثه لتلفزيون الفجر، إن الوضع الصحي في القطاع يعاني من تدهور خطير بسبب الاستهدافات المستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات والطواقم الطبية.
وبين أن الاحتلال استهدف مستشفى كمال عدوان بشكل متواصل خلال الفترة الماضية، قبل أن يتم إحراقه بالكامل مؤخرًا، وأوضح أن ما يزيد من خطورة الوضع هو إخلاء المستشفى من المرضى والكوادر الطبية، واعتقال نحو 240 مواطنًا من الطواقم الطبية والمتواجدين داخل المستشفى.
وأشار الدكتور أبو عفش إلى أن مستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة، الذي يعد المستشفى الوحيد العامل في المدينة، تعرض أيضًا للقصف صباح اليوم وأن القصف أدى إلى حالة من الرعب داخل المستشفى، الذي يحتوي على مئات المصابين الذين تم نقلهم من مستشفيات شمال غزة المتضررة وأن المستشفى أصبح مهددًا بالدمار جراء القصف المستمر.
وأوضح أبو عفش أن القطاع الصحي يعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة الحصار المفروض على القطاع منذ أشهر.
وأضاف أن المخزونات المتوفرة قد استُنفِذت بالكامل، ولا توجد إمكانية لفتح غرف عمليات كبيرة بسبب نقص المعدات الطبية.
وأكد أن مستشفيات أخرى مثل مستشفى الشفاء ومستشفى الأطفال ومستشفى عبد العزيز الرنتيسي تعرضت أيضًا للاستهداف، مما يزيد من تعقيد الوضع الصحي في غزة.
وأشار أنه في ظل هذه الأوضاع، يعاني سكان غزة، وخاصة في الشمال، من ظروف معيشية مأساوية وأن العديد من الأسر تعيش في خيام على شاطئ البحر دون أي وسائل تدفئة، ما يعرضهم لخطر شديد من البرد القارس. وأوضح أن الأطفال والنساء الحوامل هم الأكثر عرضة للأمراض بسبب هذه الظروف القاسية، مشيرًا إلى مخاوف من انتشار الأمراض نتيجة التلوث في المياه والطعام.
مؤكداً أن الاستهداف الإسرائيلي للمرافق المدنية في غزة، بما في ذلك المستشفيات ودور العبادة والمنازل، يعكس حجم الدمار الذي لحق بالقطاع وأن هذا العدوان مستمر منذ 15 شهرًا دون توقف، ما يزيد من معاناة الأهالي في ظل الظروف الصحية والإنسانية الصعبة.
وطالب أبو عفش المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بالتدخل العاجل، مؤكدًا ضرورة إيجاد آلية لحماية المستشفيات والطواقم الطبية في غزة وأن الوضع يتطلب تدخلاً دوليًا حاسمًا لوقف العدوان الإسرائيلي وتوفير الدعم الصحي والإغاثي للأهالي المتضررين.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.