تشهد الضفة الغربية أوضاعًا ميدانية معقدة وصعبة بفعل التضييقات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي من خلال الحواجز العسكرية والإغلاقات المتكررة للطرق الرئيسية، هذه الإجراءات أثرت بشكل مباشر على حياة الفلسطينيين، وأصبحت التنقلات بين المدن والمحافظات محفوفة بالصعوبات، خاصة في ظل الحواجز الدائمة التي تخلق أزمة مرورية خانقة وتستهلك أوقات المواطنين.
تحدث أحمد الجعميصي، سائق يعمل على خط طولكرم – رام الله لتلفزيون الفجر عن الظروف الميدانية التي يعايشها السائقون يوميًا، موضحًا أن حاجز عطارة، الذي يُعد من أكثر الحواجز ازدحامًا، يمثل نقطة اختناق كبيرة للمركبات، إذ يربط بين عدد من المناطق والبلدات المحيطة برام الله.
وأشار إلى أن الانتظار على الحاجز قد يستغرق ساعات طويلة، مما يجبر السائقين على سلك طرق بديلة طويلة وغير مؤهلة، ما يزيد من أعبائهم اليومية.
وأضاف الجعميصي أن الطلاب، لا سيما من جامعة بيرزيت، يواجهون صعوبة بالغة في الوصول إلى مناطق شمال الضفة الغربية بسبب إغلاقات الاحتلال المفاجئة، مما يدفعهم لاستخدام طرق جانبية مثل طريق سلواد-عبود. ومع ذلك، تبقى هذه الطرق محفوفة بالمخاطر نتيجة وجود حواجز طيّارة غير متوقعة يمكن أن تعيق الحركة في أي لحظة.
وبين الجعميصي الأعباء الاقتصادية التي يتحملها السائقون نتيجة هذه الأوضاع، حيث زادت تكاليف الوقود وصيانة المركبات بسبب اضطرارهم لاستخدام طرق أطول وغير مؤهلة.
وأكد أن هذه الأوضاع تتطلب تدخلًا عاجلًا من الجهات المسؤولة لدعم السائقين والمواطنين الذين يعانون من هذه الإجراءات.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تعزيز سياسة التضييق من خلال وجود أكثر من 898 حاجزًا وبوابة عسكرية منتشرة في أنحاء الضفة الغربية، ما يعيق حركة الفلسطينيين بشكل يومي، ورغم هذه الظروف الصعبة، يواصل المواطنون رحلاتهم اليومية في ظل واقع مرير مليء بالتحديات.
في ظل هذا الواقع، يناشد السائقون والأهالي الجهات المعنية الفلسطينية بضرورة التحرك للتخفيف من المعاناة اليومية التي تسببها هذه الحواجز، ودعم قطاع النقل الذي يعاني من أعباء متزايدة بسبب السياسات الإسرائيلية.