شهدت بلدة قباطية ومدينة جنين، بما في ذلك مخيمها، عدوانًا إسرائيليًا واسع النطاق خلال الساعات الماضية، أسفر عن دمار هائل في البنية التحتية، واحتجاز لعائلات داخل منازلها، إضافة إلى إصابة عدد من المواطنين، شمل العدوان عمليات تجريف وهدم وتفجير استهدفت منشآت مدنية وأسواق تجارية، وسط استمرار الحصار والإجراءات العسكرية المشددة.
تحدث أحمد نزال صحفي من قباطية لتلفزيون الفجر، عن آخر التطورات والمستجدات في قباطية بعد انسحاب قوات الاحتلال فجر اليوم، موضحًا أن الجيش الإسرائيلي نفذ حملة تدمير ممنهجة استهدفت عشرات المنازل والمحال التجارية والمرافق العامة، حيث استخدمت الجرافات المدولبة والمجنزرة لتجريف الشوارع الرئيسية وإغلاق مداخل البلدة.
اقتحامات وتخريب واسع النطاق
وأضاف نزال أن الاحتلال اقتحم عشرات المنازل واحتجز العائلات بداخلها، حيث بقيت بعضها مقيدة اليدين حتى انسحاب القوات، ودمر الاحتلال موقف المركبات الرئيسي في البلدة، وألحق أضرارًا جسيمة بالمركبات العامة والخاصة، بالإضافة إلى استهداف سوق الخضار المركزي، ما تسبب في توقف الإمدادات الغذائية للعديد من المناطق المجاورة.
انقطاع الكهرباء والمياه
وبيّن نزال أن العدوان أدى إلى دمار شبه كامل في حي الزكارنة، حيث استهدفت قوات الاحتلال شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من الأحياء، إضافة إلى انقطاع مياه الشرب عن مناطق واسعة، ما زاد من معاناة المواطنين.
استمرار العدوان على جنين ومخيمها
وفي سياق متصل، شدد نزال على أن العدوان الإسرائيلي على محافظة جنين يدخل يومه السادس والثلاثين، حيث تستمر القوات الإسرائيلية في استهداف البنية التحتية والمنازل.
وأوضح أن الدبابات الإسرائيلية تمركزت في أحياء قريبة من مخيم جنين، مثل حي الجابريات، فيما نزحت آلاف العائلات قسرًا من منازلها بسبب القصف المتواصل.
وأضاف أن الاحتلال يعمد إلى هدم المنازل بالجرافات أو تفجيرها عبر زرع المتفجرات، وتم توثيق حالات إحراق متعمد لمنازل المواطنين.
وأشار إلى أن الأسواق التجارية في المدينة تعرضت أيضًا للاقتحام والتخريب، حيث عمد الجنود إلى ملاحقة المركبات والمواطنين في الشوارع المركزية، مما أدى إلى حالة من الشلل في الحركة التجارية والحياتية داخل المدينة.
محاولات لإعادة الحياة إلى طبيعتها
وأوضح نزال أن بلدية قباطية، بمساعدة المواطنين والمتطوعين وشركات خاصة، بدأت منذ ساعات الصباح الأولى في إزالة الركام وفتح الطرقات وإعادة التيار الكهربائي والمياه إلى الأحياء المتضررة، لكنه أكد أن حجم الدمار الهائل يحتاج إلى وقت طويل حتى تعود الحياة إلى طبيعتها بشكل كامل.
استهداف الصحفيين وعرقلة التغطية الإعلامية
واختتم حديثه مشددًا نزال على أن الاحتلال حاول حجب الحقيقة عن العالم عبر احتجاز الطواقم الصحفية ومصادرة كاميراتهم والمواد المصورة، لمنع توثيق حجم الدمار الذي خلفه العدوان، مشيرًا إلى استهداف باص تابع لجمعية رعاية الأيتام كان يُستخدم لنقل الأطفال، في خطوة وصفها بالمحاولة الإسرائيلية المتعمدة لتعطيل كافة مظاهر الحياة في البلدة.