
التغذية الصحية لمرضى الكلى في رمضان: الحفاظ على التوازن وتفادي المضاعفات
يواجه مرضى الكلى تحديات صحية خاصة خلال شهر رمضان، حيث يتطلب الصيام أو الامتناع عنه بناءً على الحالة الصحية اتباع نظام غذائي دقيق للحفاظ على استقرار الجسم وتجنب أي مضاعفات، ويعد التحكم في كميات السوائل، الأملاح، والبروتينات أمرًا ضروريًا لضمان صحة الكلى، خاصة بالنسبة لمن يخضعون لجلسات الغسيل الكلوي.
وفي هذا السياق أكدت سلام جيوسي، رئيسة قسم التغذية في مستشفى ثابت ثابت الحكومي بطولكرم لتلفزيون الفجر، على أهمية التزام المرضى بالإرشادات الغذائية التي تناسب حالتهم الصحية خلال الشهر الفضيل.
وتحدثت جيوسي عن الفئات المختلفة من مرضى الكلى، موضحة أن هناك مرضى يعانون من الفشل الكلوي دون الحاجة إلى الغسيل، وآخرين يخضعون لجلسات الغسيل الكلوي، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من الحصى الكلوية.
وأكدت أن المرضى الذين نصحهم الأطباء بعدم الصيام عليهم الالتزام بهذه التوصيات، مع ضرورة تناول الأدوية في أوقاتها المحددة واتباع نظام غذائي متوازن يحدّ من المضاعفات.
وأضافت أن لكل مريض احتياجات غذائية مختلفة تعتمد على عدة عوامل، منها العمر، الوزن، والوضع الصحي، مشيرة إلى أن هناك فرقًا بين النظام الغذائي لمرضى الكلى الذين يخضعون للغسيل الكلوي وأولئك الذين لا يحتاجون إليه، خاصة فيما يتعلق بتناول البروتينات، السوائل، والأملاح.
وأوضحت أن الأغذية الغنية بالبوتاسيوم والفوسفور تحتاج إلى تنظيم دقيق في استهلاكها، إذ يُفضل لمرضى الكلى الحدّ من تناول الحليب ومشتقاته إلى 250 مل يوميًا بسبب احتوائها على نسب عالية من هذه المعادن، رغم أهميتها كمصدر للكالسيوم.
وبينت أن الخضروات والفواكه تصنف وفق نسبة البوتاسيوم فيها، حيث تعد التفاح والفراولة والبطيخ قليلة البوتاسيوم، بينما يكون متوسطًا في العنب والكلمانتين، ويرتفع في التمر والموز والحمضيات، مما يستدعي الحذر عند تناولها، خاصة أن التمر من العادات الأساسية في الإفطار خلال الشهر الفضيل.
وأضافت أن بعض الأطعمة تشكل خطورة على مرضى الكلى، مثل البقوليات (الحمص، العدس، الفول)، اللحوم المصنعة (المرتديلا، النقانق)، الأعضاء الداخلية (الكبد، الطحال)، والمشروبات الغازية والشوكولاتة، نظرًا لغناها بالفوسفور والبوتاسيوم، مما قد يؤدي إلى اختلال في توازن المعادن داخل الجسم.
وشددت على ضرورة التحكم في كمية السوائل التي يتناولها المرضى، حيث أن زيادة السوائل قد تؤدي إلى احتباسها في الجسم، مما يسبب مضاعفات خطيرة تستدعي التدخل الطبي العاجل.
وأكدت جيوسي أن الالتزام بالنظام الغذائي يساهم بشكل كبير في تحسين جودة حياة مرضى الكلى، حيث يساعدهم على تجنب المضاعفات مثل ارتفاع نسبة البوتاسيوم أو السوائل الزائدة التي قد تتطلب تدخلاً طبياً طارئًا، مما يؤثر على راحة المرضى خاصة بين جلسات الغسيل الكلوي.
وختمت حديثها بالتأكيد على أهمية التزام المرضى بتعليمات الأطباء والمتخصصين في التغذية، متمنية الصحة والسلامة للجميع، ومشددة على أن اتباع الإرشادات الغذائية الصحيحة يضمن قضاء شهر رمضان براحة وأمان دون الحاجة إلى دخول الطوارئ أو مواجهة أي مضاعفات صحية غير متوقعة