عادل شديد: أمريكا تدير الحرب… وإسرائيل تنفّذ مشروعًا إقليميًا لتفكيك المنطقه
قال الباحث والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، عادل شديد، خلال حديثه للفجر، إن المواجهة الجارية في المنطقة لا يمكن اختزالها في إطار صراع مباشر بين إيران وإسرائيل، بل هي جزء من صراع أوسع بين مشروعين؛ الأول تقوده الولايات المتحدة وإسرائيل ويهدف لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، والآخر تمثّله قوى رافضة للهيمنة، وعلى رأسها إيران.
وأوضح شديد أن ما يجري اليوم ليس مواجهة عسكرية عابرة، بل محاولة أمريكية–إسرائيلية لإحداث تغييرات جذرية في التوازنات الجيوسياسية للمنطقة مشيرًا إلى أن الهدف النهائي لهذا المشروع يتمثل في إدخال الشرق الأوسط بكامله في العصر الإسرائيلي على حد وصفه.
وأضاف ان إسرائيل لا تخوض هذه الحرب وحدها، فكل شيء من الطائرة إلى القنبلة إلى الغطاء السياسي مصدره الولايات المتحدة. إسرائيل مجرد أداة تنفيذ على الأرض
ويرى شديد أن المشروع الأمريكي–الإسرائيلي لإسقاط إيران أو تغيير نظامها يواجه تعقيدات ميدانية كبيرة، خاصة في ضوء الضربات الإيرانية الأخيرة التي استهدفت مواقع حساسة داخل إسرائيل، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني أظهر قدرات ردع جدية قد تعيق تقدم هذا المشروع، “حتى لو لم تمنعه بالكامل”
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تواجه انقسامًا داخليًا بشأن كيفية التعامل مع هذه المواجهة؛ فبينما تطالب بعض الأصوات في إسرائيل بتدخل أمريكي مباشر، تبدو واشنطن حذرة من الانجرار إلى مواجهة مفتوحة وغير مضمونة النتائج.
وحول تأثير هذه التطورات على الداخل الفلسطيني، وتحديدًا في الضفة الغربية، أكد شديد أن ما يجري هناك هو “عملية تهويد مبرمجة ومدعومة أمريكيًا”، تهدف إلى ضم ثلاثة أرباع الضفة الغربية، ودفع نحو تهجير خارجي للفلسطينيين عبر حصرهم في مناطق مصنفة (A وB)
وأضاف أن الاحتلال يسعى لحشر ملايين الفلسطينيين في معازل ضيقة، فيما لا يوجد حتى اللحظة مشروع وطني فلسطيني حقيقي قادر على مواجهة هذا المخطط
واعتبر أن أي ضعف في محور المقاومة، وعلى رأسه إيران، سيشجع الأنظمة العربية المترددة على المضي قدمًا في التطبيع، أو حتى التواطؤ مع مشاريع التهجير، ليس بدافع القناعة السياسية، بل من باب التخلص من الحرج أمام شعوبها.
وأشار شديد إلى أن تداعيات المواجهة الجارية تترجم يوميًا على الأرض الفلسطينية من خلال تشديد الإغلاق على مدن وقرى الضفة الغربية، وفرض واقع أمني خانق، بالتوازي مع غياب أي أفق سياسي واضح أو قيادة فعالة قادرة على احتواء التصعيد أو الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
وأكد أن نتنياهو يرى في إيران آخر العقبات الجدية أمام المشروع الصهيوني التوسعي، وإذا ما أُزيحت، فسيعاد رسم خارطة المنطقة وفق الرؤية الإسرائيلية، وصولًا إلى التحكم الكامل في الضفة، وربما الأردن ولبنان لاحقًا