Site icon تلفزيون الفجر

دماء غزة على وقع الرقص والغناء!

يزن حمايل – تلفزيون الفجر | في مشهد يختزل أبشع صور التناقض بين الفرح العدواني والموت الجماعي، يرقص المستوطنون المتطرفون في باحات المسجد الأقصى المبارك، ينفخون في البوق ويرددون شعارات صريحة تدعو إلى قتل العرب وإبادتهم ، وفي المقابل، لا يبعد المشهد كثيرًا عن غزة، حيث يخيّم القصف فوق البيوت، وتتناثر أشلاء الشهداء في الأزقة، ويغدو المسعفون والصحفيون أهدافًا مباشرة للنيران هناك، بين أنين المستشفيات المدمّرة وصمت العالم المطبق، يواصل الموت حصاده اليومي، ليحوّل غزة إلى لوحة دامية من الفقدان والجوع والألم الذي لا ينتهي.

فجر اليوم، استهدف القصف الإسرائيلي مجمع ناصر الطبي في خانيونس، وهو واحد من أكبر المراكز الصحية في جنوب القطاع، فأحاله إلى ساحة من الدماء والركام ، الهجوم أسفر عن سقوط عدد من الشهداء، كان بينهم أربعة صحفيين كانوا يؤدون واجبهم المهني في تغطية الأحداث ، من بينهم حسام المصري، مصور وكالة رويترز، ومحمد سلامة، مصور قناة الجزيرة، ومريم أبو دقة، الصحفية التي عملت مع اندبندنت عربية ووكالة أسوشييتد برس، ومعاذ أبو طه، الذي وثّق الحرب بعدسته لصالح شبكة NBC الأمريكية.


برحيلهم، ارتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ اندلاع الحرب إلى 244 صحفيًا، في مشهد يعكس استهداف الحقيقة نفسها، وإصرار الاحتلال على إسكات العدسة والكلمة ، حصيلة القصف على مجمع ناصر وحده بلغت 15 شهيدًا، بينهم جرحى ومرضى لم يجدوا حتى سريرًا ينجون به من الموت.

لكن الموت في غزة لا يقتصر على الصواريخ، بل يزحف بصمت عبر الجوع فمنذ ساعات الصباح فقط، استشهد 11 مواطنًا بسبب نقص التغذية، بينهم طفلان، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 300 إنسان، بينهم 117 طفلًا ، في القطاع المحاصر، يموت الناس جوعًا على مرأى العالم، بينما تتكدس شاحنات الطعام على أطراف غزة في انتظار إذنٍ لا يأتي.
مشهد يوجع أكثر من أي قصف: أطفال ببطون خاوية، أمهات عاجزات، رجال ينهارون تحت ثقل الانتظار، فيما الوزير الإسرائيلي سموتريتش يعلنها بوقاحة: “لا طعام لغزة” عبارة باردة، خرجت على الهواء مباشرة، سمعها العالم أجمع، لكنه اختار أن يلوذ بالصمت.

الأرقام بدورها تكاد تعجز عن وصف الكارثة أكثر من 60 ألف إنسان استشهدوا منذ اندلاع الحرب، حتى غدت الحصيلة مجرد أعداد جافة لا تعكس حجم الفقد الحقيقي كل رقم يخفي وراءه حياة كاملة توقفت، عائلة انكسرت، وأحلامًا لم تكتمل.
عدد الجرحى يفوق هذه الأعداد بكثير، لكن غياب الإحصاء الدقيق وسط الفوضى والدمار يجعل الصورة أكثر قتامة ومع دخول الحرب يومها الـ 689، تبدو غزة وكأنها محاصرة في زمنٍ متوقف، زمن لا يعرف سوى الدمار والموت، بينما العالم يكتفي بالمشاهدة.

Exit mobile version