تقرير: الإمارات لن تقطع علاقتها بإسرائيل حتى لو ضمّت الضفة الغربية
لا تعتزم الإمارات قطع علاقتها مع إسرائيل بالكامل في حال نفّذت حكومة بنيامين نتنياهو خطة ضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وقد تقدم أبو ظبي على تخفيض مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن ثلاثة مصادر مطلعة على مداولات الإمارات، اليوم الخميس.
وتتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات تترافق بتصريحات اعتُبرت مؤشرات على اقتراب ضمّ الضفة الغربية. فيما تعارض الأمم المتحدة وغالبية دول العالم مثل هذا التحرك. بالنسبة لنتنياهو، فإنّ الضم قد يُعد مكسبًا انتخابيًا مهمًا قبل الانتخابات المتوقعة العام المقبل.
وذكرت المصادر أنّ أبو ظبي حذرت هذا الشهر حكومة نتنياهو من أن أي خطوة لضمّ الضفة ستكون “خطًا أحمر”، لكنها لم تحدد طبيعة الإجراءات التي قد تترتب على ذلك. وأشارت إلى أنّ أحد الخيارات المطروحة هو سحب السفير الإماراتي من تل أبيب.
في المقابل، شددت المصادر على أنّ أبوظبي لا تفكر بقطع العلاقات تمامًا، رغم تصاعد التوترات على خلفية حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المستمرة منذ نحو عامين.
وقال مصدر إسرائيلي إنّ تل أبيب تعتقد أنّها قادرة على إصلاح العلاقات المتوترة مع الإمارات، التي تُعتبر مركزًا تجاريًا مهمًا وأبرز الدول العربية التي وقّعت اتفاقًا مع إسرائيل عام 2020، إلى جانب البحرين والمغرب.
وتُعد الإمارات واحدة من قلة من الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل، وأي تراجع في هذه العلاقات سيُعتبر نكسة كبيرة لـ”اتفاقات أبراهام”، التي مثلت إنجازًا بارزًا في السياسة الخارجية للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو.
وفي إشارة إلى تزايد التوتر، ذكرت ثلاثة مصادر أنّ الإمارات قررت الأسبوع الماضي منع شركات الدفاع الإسرائيلية من المشاركة في معرض دبي للطيران المقرر في تشرين الثاني/نوفمبر. وأكد مسؤول إسرائيلي ومسؤول تنفيذي في الصناعات العسكرية الإسرائيلية القرار ذاته.
وقالت وزارة الأمن الإسرائيلية إنها على علم بالقرار لكنها لم توضح تفاصيل. أما المتحدث باسم السفارة الإماراتية في أبو ظبي فأشار إلى أنّ المناقشات بشأن مشاركة إسرائيل في المعرض لا تزال جارية. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية أول من أشار إلى القرار. ولم ترد وزارة الخارجية الإماراتية على سؤال عمّا إذا كانت تدرس خفض العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
وفي المقابل، قال المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في أبوظبي إنّ إسرائيل ملتزمة بـ”اتفاقات أبراهام” وستواصل العمل لتعزيز العلاقات مع الإمارات. وكانت لانا نسيبة، المسؤولة في وزارة الخارجية الإماراتية، قد صرحت لـ”رويترز” ووسائل إعلام إسرائيلية في الثالث من أيلول/سبتمبر، بأنّ أي ضم للضفة سيُعرض “اتفاقات أبراهام” للخطر وينهي مساعي الاندماج الإقليمي.
وجاء التحذير الإماراتي قبل أيام من الهجوم العدواني الإسرائيلي على قطر الأسبوع الماضي، والتي استهدفت قادة من حركة حماس. وقد وصف أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، الهجوم بـ”الغادر”.
وعقب الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في قطر، صدر بيان دعا الدول إلى مراجعة علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل.
وأشارت “رويترز” إلى أن نتنياهو كان قد تعهّد عند توقيع “اتفاقات أبراهام” بتجميد ضم الضفة الغربية لمدة أربع سنوات. لكن هذه المهلة انقضت، ويضغط وزراء في حكومته الآن لتنفيذ الضم. وقال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، هذا الشهر، إنّ خرائط تُعدّ لضم معظم الضفة، داعيًا نتنياهو إلى تبني الخطة، فيما أعلن وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، دعمه للخطوة.
ومنذ تطبيع العلاقات، بنت الإمارات وإسرائيل شراكة تركزت على التعاون الاقتصادي والأمني والاستخباراتي، بعد سنوات من الاتصالات السرية.