لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

عائلة الحاج التي فقدت 8 من أفرادها.. تفاصيل ما قبل الاستشهاد



تلفزيون الفجر الجديد– 200 متر فقط، كانت تفصل ياسر الحاج عن منزل أسرته في جورة العقاد بمدينة خان يونس، الذي تدمر بالكامل في قصف اسرائيلي استهدفه بصاروخين، استشهد جميع أفراد عائلته الثمانية (الأب محمود الحاج والأم باسمه الحاج، والأخوة نجلاء وأسماء وعمر وطارق وسعد وفاطمة) تحت الركام.

أنهى ياسر سهرة مع أصدقائه، بسبب حضور طائرات الاستطلاع الاسرائيلية (الزنانات) وتجوالها في سماء المكان، وقرر العودة إلى منزله خشية من غدر الطائرات الحربية التي يمكنها ان تضرب أي تجمعا هناك. فتفرقوا وعادوا إلى بيوتهم".

يروي ياسر ما حدث معه "كنت في الطريق على بعد 200 متر متوجها للبيت صارت دبة قوية، وقعت علي حجار وغبار . صرت اجري لقيتها بشارعنا، ودارنا , صرت اصرخ "أهلي في الدار كلهم، دقايق وأكون معكم". صرت بدي شوف أهلي، منعتني الناس فوت في الدمار . شفت خالي من الأنقاض يحمل أمي ، ضليتني اجري وراه ، اخدوني الجيران وأنا بصرخ أهلي أهلي، وصلوني المستشفى وأعطوني ابر مهدئة ".

ويشير ياسر إلى أن اتصالا لم يأتِ للتحذير من القيام بقصف البيت أو إخلاءه وهو ذاته لا يدري لماذا قصف بيتهم وقتلت أسرته بهذه الوحشية، وهم مدنيون.

ويروي الساعات الأخيرة مع أهله ، قائلا " كانوا أهلي في زيارة "صلة رحم" برمضان لدار عمي بعد صلاة التراويح ، بقيت في الدار، لما رجعوا قلت لامي: بدي اطلع ساعة زمن شوف صحابي وارجع" تركتهم يتابعون الأخبار، كانوا كلهم مبسوطين، أمي كانت في الفترة الأخيرة وأبوي يزنوا علي بدهم يزوجوني وأنا كنت ارفض وقلهم بدي اخذ من الحور العين. هم سبقوني".

فداء الحاج ابنة العائلة محظوظة أيضا، فهي متزوجة منذ عامين في مدينة رفح التي تبعد عن مدينة خان يونس مسافة  10 كيلو متر، التقيتها وشقيقها ياسر في بيت جدتهما التسعينية عائشة، في معسكر خان يونس، فتقول" كنت أتحدث مع شقيقتي نجلاء على الفيسبوك سألتها على أهلي لأطمئن عليهم، قالت أنهم بخير، وسألتها إذا إخوتي بسهروا برة البيت وعند اصحابهم؟ قالتلي كلهم بالبيت ما عدا ياسر". وتضيف" قطعت الكهرباء عن المنطقة، فتحت راديو جوالي أتابع الأخبار، إلا باسمع خبر استهداف منزل لعائلة الحاج، خفت وصرت قول لزوجي ما في إلا أهلي هدا بيتهم، مستحيل يكون غيرهم، اتصلت على أرقام جوالاتهم كلها لا يمكن الوصول، لما ما لقيت رد من احد عرفت لحالي أنهم هلي استشهدوا قلت لزوجي قلي الحقيقة أنا وكلت أمري لله " إلا بيقولي إلي صار استهدفوا البيت بصاروخين واستشهدوا كلهم ما عدا ياسر كان خارج البيت "

وتحكي عن أهلها قائلة "أهلي متميزون بكل شيء، والدي رجل طيب فوق الوصف، أنظلم كثير في حياته، كان نفسه يتعلم. وهو شاب بس ما قدر يسافر، وما سمحت الظروف، بس كان حريص انو أولاده وبناته يتعلموا و يأخذوا شهادات وإخوتي كلهم كانوا متفوقين" .

ثم تاتي على سيرة أمها باسمة الحاج (75 عامًا): كانت طيبة جدا ولا تحب تزعل حدا ولا تذكر الناس بسوء، تلتزم بالصلاة دوما وبقراءة القران، كانت تتعب كثير في شغل البيت وإحنا مشغولين بتعليمنا.

تتابع: شقيقتي نجلاء مواليد 1985، خريجة قسم الرياضيات جامعة الأقصى تعمل  مدرسة في روضة دائما لما يسألوني عنها أقول احسن مني لأنها بكل مرة بتثبت أنها أحسن مني، إلها نشاطات كثيرة بالفترة الأخيرة. كانت تاخد دورات كثير قبل استشهادها بدقائق كانت تتابع الأخبار على صفحات الفيس كتبت على صفحتها (الله معنا .. يا مرحبا بالشهادة ).

وتقول عن نجلاء "دائما كانت بتتمنى الشهادة وبتقول: يارب نموت شهداء..  أنا وهي زي التوأم قريبة جدا مني".

أما أسماء، وفق ما تروي أختها: عمرها 22 سنة تخرجت بمعدل 95% من قسم تكنولوجيا طبية من جامعة الأقصى، كانت هذا الصيف ستستلم شهادتها من الجامعة، بعد أن تنهي شهرين التدريب الميداني.

وعمر (21 عاما) أنهى سنة ثانية تخصص لغة عربية من جامعة الأقصى، أما طارق (18 عاما)، قدم امتحانات التوجيهي وكان بانتظار نتيجته وقلبه متعلق قلبه بالمساجد. حسبما تقول فداء الحاج.

ومن عائلة الحاج الذين استشهدوا، كان سعد، الذي وصفته فداء بــ"الشيخ الصغير"، وعمره 16 عامًا، أنهى الصف الثاني ثانوي الشرعي بمعدل 98% وكان يحلم بإكمال دراسته الجامعية في علم "الشريعة أو أصول الدين"، مضيفة "هو متفوق جدا وذكي جدا. رغم صغر سنه إلا أنه من ثلاث سنوات يلقي دروسًا في المساجد في أمور كثيرة في الجهاد والدين".

فاطمه أيضًا كانت "متفوقة جدًا، وحصلت على معدل 98% في الصف الثاني الإعدادي، كما كانت ضحوكة"، حسبما تروي فداء.

تكمل الحديث: قبل رمضان زارتني فاطمة ومكثت عندي برفح أربعة أيام كانت من أجمل أيام عمري، سعدنا معًا وخرجنا إلى أماكن عديدة. ومن شدة حبي لها، كنت أقول لو أنجبت بنتًا سأسميها على اسمها.

وفداء حامل بانثى كما اخبرتنا، وستسميها فاطمة.

كان الوضع الأصعب عند الجدة التسعينية عائشة التي أخذت تبكي بحرقة وتحكي عن أيامها الأخيرة مع أبناء ابنتها الشهداء "قلت يا طارق يا جدة لما تنجح في التوجيهي بتيجي دغري عليّ تفرحني … لكنه أخد الشهادة قبل تطلع النتيجة".

وتضيف: كانت بنتي الشهيدة باسمة وعيلتها أقرب واحدة للبيت ودائما يتفقدوني.

وتضيف: قبل بليلة كانت عنا هي وكل عيلتها جابتبلي فواكه وسهرنا وانبسطنا كثير.  قالتلي باجيكي من الصبح، واجت هي واختها وغسلتني وعملتلي كل شغلي وروحت على البدري قلتلها يما إنتي الوحيدة الي قريبة علي من خواتك.

وتواصل الحاجة عائشة: باسمة سماها الشيخ زينب، كنت أجيب أولاد ويموتوا وكان الشيخ هو يسميلي أولادي لكن أخوها نفسه نسميها (باسمه) رجعت سألت الشيخ قلنا سموها (زينب) ونادوها بالاسمين.

تصمت ثم تقول بحرقة "وينك يا أسماء .. ثم تذكر اسم نجلاء. يا نجلاء يا حبيبتي يا جدة ولا مرة بدي يشوفكن الحين".

وتنهي حديثها بالقول: كانوا بيقولولي أولاد بناتي الثانيين"انتي بتحبي ياسر ابن باسمه أكثر منا، انتي بتحبي باسمه وأولادها  عنا" راحوا كلهم. الحمد لله نالوا الشهادة ما في أحسن منها.

لـ ميرفت أبو جامع – نقلًا عن شبكة نوى

الرابط المختصر: