زكي: أخطأنا لأننا أعطينا أميركا فرصة 9 شهور للمفاوضات
تلفزيون الفجر الجديد- جهاد قاسم– قال عضو اللجنة المركزية في منظمة التحرير عباس زكي إن ملفات التنسيق الأمني وأوسلو ومحكمة الجنايات الدولية، مطروحة على طاولة القيادة الفلسطينية.
وأكد أن "لا شيء يمكن تأجيله في ظل المذبحة التي تقوم بها إسرائيل".
وأضاف زكي، أن القيادة الفلسطينية "بصدد عمل آليات على كل الأصعدة وليس فقط ميدانيًا بل على الصعيد الدولي أيضا بعد تجاوز إسرائيل الحدود والتطرف".
جاء حديث زكي خلال برنامج "ساعة رمل" الذي ينتجه تلفزيون وطن وتقدمه الإعلامية سائدة حمد.
وردًا على سؤال حمد، عما يدور بين أفراد القيادة الفلسطينية حاليًا لاسيّما بعد استشهاد الفتى محمد أبو خضير والجريمة البشعة التي ارتكبت في حقه، قال زكي إن "القيادة كانت قبل محمد أبو خضير في حالة ارتباك شديد، لأن إسرائيل أعلنت حربًا مفتوحة من جانب واحد، وهيأت نفسها للفوز بسرعة، لكن الأوضاع تدهورت بعد حرق أبو خضير، وهذا العمل لا يقوم به سوى النازيين".
وشدد على أهمية "الذهاب بعيدًا دون إعطاء حكومة نتنياهو المفر من جريمة أبو خضير للتمكن من إعادة إسرائيل إلى دولة الإرهاب والتمييز العنصري حيث تجب المطالبة بإنهاء الاحتلال الذي يعد أكبر أشكال الإرهاب"، مضيفًا أن إسرائيل "تجاوزت الحدود ويجب ألا نبقى أسرى لحظة التعايش مع هذا الاحتلال".
وإلى جانب الارتباك الذي عانته القيادة الفلسطينية، لم تكن مستعدة أساسًا لهذه الحالة، كما أن الرئيس محمود عباس كان خارج الوطن وليس سوى المجموعه التي تقف حول الرئيس، من يعمل في الجانب الأمني، وفق ما قال زكي.
وحول سؤال حمد عن إمكانية اتخاذ القيادة قرارًا بوقف التنسيق الأمني، أقرّ زكي بوجود "رغبة جامحة للتنسيق الأمني وفاء للمجتمع الدولي الضاغط، لكن عمليا ليس هناك تنسيق أمني".
وتابع: التنسيق الأمني على بساط البحث، إما أن ينتهي أو الاتفاق عليه بصورة أخرى، خاصة بعد دخول كل القرى والمدن. كما توجد قيادة حول الرئيس مختصة بالشأن الأمني، وأنا لا أعلم حول هذا الشأن.
واعتبر زكي أن وجود أي تنسيق أمني حاليًا "مسٌ بالكرامة والأخلاق".
وفيما يتعلق بخطاب الرئيس الذي أورد أن "التنسيق الأمني مقدس"، قال زكي إن "نقطة ضعف الرئيس هي تصريحاته حول التنسيق الأمني، والرئيس ليس شخصًا شعبويًا، فهو يستخدم عواطفه بل عقله".
وأشار زكي إلى "اختلاف الأحداث الحالية عن سابقاتها، وهي تثبت أنه لا عودة للمفاوضات. فالاعتداء على الضفة هو مساس بالسلطة وإنقاص من شخص الرئيس محمود عباس، الذي يعلمُ بمثابة ضرب الكفوف على الوجه".
وفيما يخص المادة الثانية من اتفاقية "واي ريفر"، التي تنص على "منع الجرائم والإرهاب ضد الإسرائيليين واعتقال المقاومين والتحقيق معهم"، قال زكي إن الاتفاق "بني لفترة خمس سنوات فقط وأن يفضي بالنهاية إلى إقامة دولتين لكن إسرائيل نسفت كل شيء منذ البداية".
وعن توجه الرئيس إلى المنظمات الدولية، قال زكي إن الأول "سيذهب لكن الأمر ليس بهذه السهولة، فكل الاتفاقيات التي نريد أن نوقعها تأخذ وقتا"، مردفًا: وقعنا في خطأ لأننا لم نذهب عام 2012 وما تبع ذلك من إعطاء الأميركيين فرصة 9 شهور للمفاوضات التي تعد أسوأ فرصة كانت ونحن على ثقة الآن أن الجانب الأميركي لا يتحلى بنوايا صادقة للحل.
وقال زكي، إن الشعب الفلسطيني أصبح "متقدمًا على القيادة ويحتاج إلى قرار فقط لإحباط الأسطورة الإسرائيلية".
واتخذت القيادة الفلسطينية قرارات عدة مؤخرا، ضمن آليات للمواجهة مع إسرائيل منها قرار الانضمام للمنظمات الدولية.
وفي سؤال حمد إذا ما كان الرئيس قرر الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية ووقف التنسيق الأمني، قال زكي إن اجتماع القيادة "أسفر عن قضايا عديدة منها وضع كل الآليات للمواجهة".
وأضاف زكي: عندما أتحدث عن المنظمات الدولية هذا قرار، وعندما أتحدث عن التنسيق الأمني وأوسلو فهو على الطاولة لأن كل ساعة تحمل جديدًا.
وأشار إلى أن من بين القرارات الأخرى التي اتخذتها القيادة أن "المصالحة لا رجعة عنها، لأن إسرائيل تريد ضربها، ووحدتنا مقدمة على كل شيء، وحكومة التوافق الوطني تستمر".
وأعرب زكي عن رفضه مهاجمة أي أحد من حركة حماس، قائلا: أنا ضد أي أحد يتكلم عن حماس لأنها تواجه عدوانًا.
وأضاف: العدو هو إسرائيل، وآن الأوان لتوحيد البيت.
وفي سؤال آخر وجته حمد، "لماذا لا تقوم أجهزة الأمن الفلسطينية بحماية المواطنين من اعتداءات المستوطنين؟ أجاب زكي أن مهمة الأمن "مواجهة الإرهاب، وهؤلاء المستوطنين هم إرهابيون لأنهم يحتلون أرضي وثانيا أنتم حكمتم عليهم بالإرهاب بالتالي هذا مدخل للحديث فيه".
وحول منظمة التحرير الفلسطينية قال زكي ان المنظمة مازالت قوية واستطاع الرئيس الراحل ياسر عرفات ان يثبتها واعاد للشعب الفلسطيني كيانه المعنوي في الداخل والخارج.
وفي اجتماع الرئيس بالقيادة الفلسطينية، الذي جرى مؤخرًا، تم التأكيد على ضرورة إنجاز ملف المصالحة، إضافة إلى استمرار حكومة الوفاق الوطنية، وفق زكي، الذي تابع أن "الرئيس استلم رسالة من القنصل الأميركي يطالب فيها بتهدئة الأوضاع بحيث تتم الأمور فيما بعد كما نريد".
وقال زكي إن "السلطة الوطنية حاجة ضرورية لنا ولإسرائيل، وانهيارها يصيب إسرائيل في مقتل، كونها ستتحمل مسؤولية الوضع كله".
وأكد أن "الظرف الراهن يظهر أن السلطة الوطنية هي احتياج إسرائيلي ودولي، لذلك آن الأوان لنفرض شروطنا".
وتوقع زكي أن تحمل المرحلة القادمة العديد من المفاجآت مثل الذهاب إلى الأمم المتحدة واستكمال الانضمام إلى 48 معاهدة، إضافة للعمل المفتوح مع كل الجهات الدولية والمحلية والعربية لإيذاء إسرائيل".
وأكد لبرنامج "ساعة رمل": آن الأوان لأن تجرع إسرائيل السم قطرة قطرة، ولوقف التراجع الفلسطيني والتقدم الإسرائيلي، من أجل إعطاء الصورة الحقيقية للوضع وإعادة الوهج لمنظمة التحرير، ودور الفصائل وإتمام المصالحة، فنحن أعطينا السلام كل شيء على أمل الخروج باقل الخسائر الممكنة.
كما آن الأوان، وفق زكي، لترتيب البيت الفلسطيني والانتقال النوعي لتجسيد طموح الناس واستجابة القيادة لهم، إضافة إلى إنهاء الاستيطان.



