اليوفي ينهي أسطورة قاهر برشلونة بثلاثية
الفجر الجديد – ضمن مباريات اليوم الأول من مرحلة الذهاب للدور ربع النهائي في بطولة دوري أبطال أوروبا، قهر اليوفنتوس الإيطالي أسطورة مضيفه سلتيك الاسكتلندي الذي لم يسخر أي مباراة أوروبية هذا الموسم على ملعبه سلتيك بارك، وذلك بعد أن استطاع أبطال إيطاليا تحقيق فوزًا منحه أفضلية واضحة في الوصول لربع نهائي البطولة بثلاثية نظيفة على الفريق الذي هزم برشلونة في الملعب ذاته خلال دور المجموعات، خلال مباراة مثيرة شهدت نزاعات بدنية بين لاعبي الفريقين وضغطًا اسكتلنديًا كبيرًا في الشوط الأول قابله ردًا قاسيًا من البيانكونيري في الدقائق الأولى من ذلك الشوط ثم رصاصتي الرحمة في الشوط الثاني
انطلقت "المعركة" بندية كبيرة بين كلا الطرفين وبادر سلتيك منذ البداية بتهديد مرمى بوفون عبر قذيفة صاروخية من النجم الكيني المتألق فيكتور وانياما في الدقيقة الثانية، إلا أن حارس مرمى اليوفنتوس جانلويجي بوفون تألق في التصدي للكرة قبل المرور إلى أقصى الزاوية اليُسرى من مرماه، لتسفر الكرة عن ركلة ركنية لم ينجح أصحاب الدار من استغلالها، بل أتت في الجهة الأخرى بما لم يود فريق المدرب نيل لينون مواجهته مبكرًا.
رد البيانكونيري كان سريعًا وفتاكًا للغاية، ففي الدقيقة التالية نجح أليسَّاندرو ماتري في إحراز هدف المباراة الأول عبر تمريرة أمامية من الجناح الدفاعي الأيسر فيديريكو بيلوزو أساء لاعب سلتيك ومنتخب نيجيريا إيفي أمبروز تقديرها، ليستغل "دروجبا الأبيض" الفرصة وينفرد بفريزر فورستر واضعًا الكرة من أسفل الحارس الاسكتلندي لتعبر خط المرمى، وقد أكَّد زميله كلاوديو ماركيزيو إحراز الهدف بعد أن أخرج دفاع سلتيك الكرة بعد عبورها الخط لتصل إليه ويضع الكرة في الشباك.
بعد هذا الهدف بدأ سلتيك طوفانًا من الهجمات مسيطرًا على الكرة بشكل كامل حتى نهاية الشوط الأول، وعاد وانياما للظهور مجددًا في الدقيقة السادسة بعد عرضية النشيط إيميليو إيزاجويري التي وصلت إلى نجم الفريق المضيف جاري هوبر الذي عانى من الرقابة اللصيقة والعنيفة من الجناح الدفاعي الأيمن لليوفي ستيفان ليختشتاينر، ليعيدها هداف الفريق في الدوري الاسكتلندي إلى خارج منطقة الجزاء حيث وانياما الذي سدد كرة أرضية قوية سيطر عليها بوفون في منتصف المرمى.
في الدقيقة التاسعة استغل مهاجم سلتيك شارلي مالجرو عرضية أخرى من إيزاجويري شتتها دفاع الضيوف ليخترق دفاع اليوفي ويسدد كرة من خارج منطقة الجزاء مرت أرضية بجانب القائم الأيمن، قبل أن يعيد إيزاجويري عرضية أخرى ردها الدفاع مجددًا في الدقيقة التالية لتصل إلى الجناح الأيسر كريس كامونز الذي سدد كرة أرضية من اللمسة الأولى تصدى لها بوفون.
واصل سلتيك استحواذه الطاغي على الكرة لكن في المقابل بدأ اليوفنتوس يمتص حماس الفريق الاسكتلندي، قبل أن يعود الريق ذي الرداء الأبيض والأخضر لتهديد مرمى الضيوف من جديد في الدقيقة 27 عبر عرضية من الجهة اليُمنى أرسلها السويدي ميكايل لوستينج إلى كامونز الذي سدد مقصية خلفية رائعة مرت أرضية مباشرة بمحاذاة القائم الأيمن لفريق "السيدة العجوز".
بعد عشر دقائق، وأمام تماسك دفاع البيانكونيري، احتاج سلتيك لركلة ركنية من أجل تصويب كرة خطيرة من جديد بعد أن أرسل كامونز الكرة من الجهة اليُسرى عرضيته لى داخل منطقة الجزاء وصلت إلى رأس كيلفن ويلسون الذي سدد الكرة قوية لكن فوق مرمى فريق المدرب أنتونيو كونتي بقليل.
رغم محاولاته، لم يتمكن صانع ألعاب اليوفنتوس أندريا بيرلو من الظهور بقوة في المباراة بفضل الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه قائد سلتيك سكوت براون، وفي المقابل كان صانع ألعاب سلتيك كامونز نشيطًا للغاية في جميع أنحاء الملعب، وخاصة من الجهة اليُسرى التي استغلها قبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول لتسديد كرة أرضية أمسك بها بوفون في منتصف المرمى، قبل أن ينهي ليختشتاينر الشوط الأول بمحاولة خجولة تمثلت في تسديدة مقوسة من مسافة بعيدة وصل إليها فورستر بسهولة.
عاد الفريقان إلى أرض الملعب بعد استراحة ما بين الشوطين وعاد سلتيك للضغط بقوة على مناطق اليوفنتوس مع انطلاق الشوط الثاني، لكن بوفون كان متميزًا في اصطياد جميع العرضيات وكذلك كان مدافعو اليوفنتوس الذين عرقلوا وصول عمالقة الدوري الاسكتلندي إلى المرمى، حتى أتت الدقيقة 62 حين نفذ كامونز ركلة ركنية ممررًا الكرة قصيرة إلى زميله مالجرو الذي أرسلها عرضية إلى أمبروز، ليسدد النيجيري كرة برأسه وصلت إلى أحضان بوفون في منتصف المرمى.
إلا أن اليوفنتوس أجهز تمامًا على كل محاولات سلتيك بهدفين، أولهما أتى في الدقيقة السابعة والسبعين عبر لعبة ثلاثية ممتازة من اليسار إثر تمريرة الجناح الأيسر البديل سيموني بادوين إلى أليسَّاندرو ماتري الذي مرر بينية ذكية للغاية للقادم من الخلف ماركيزيو الذي اخترق منطقة الجزاء من الجهة اليُسرى، ليراوغ براون ببراعة بيمناه قبل أن يسدد بها الكرة في مرمى الحارس فورستر.
أما الهدف الثاني، فقد جاء في الدقيقة الثانية والثمانين بعد أن فقد أمبروز الكرة بغرابة شديدة في مناطق سلتيك إثر ضغط بادوين ثم ماركيزيو الذي قطع الكرة ومررها للمونتينيجري ميركو فوشِّينيتش الذي انفرد بفورستر ووضع الكرة مقوسة في الزاوية اليُسرى لمرمى الاسكتلنديين، ليضع أبطال إيطاليا قدمًا في ربع النهائي بفوزهم بثلاثية دون رد بانتظار مباراة الإياب في السادس من شهر مارس المقبل والتي باتت عمليًا مباراة تحصيل حاصل في ظل حاجة سلتيك للفوز بأي نتيجة بفارق أربعة أهداف أو أي نتيجة أكبر من 3-0 بفارق ثلاثة أهداف في ملعب يوفنتوس آرينا.