رغم تعليمات نتنياهو.. عطاءات البناء بالمستوطنات مازالت قائمة
تلفزيون الفجر الجديد- ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" انه للمرة الثانية خلال شهر اضطر رئيس الحكومة الاسرائيلية لتهدئة الاميركيين ، وأن يوضح لهم ان اسرائيل لا تعتزم بناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية في المستوطنات، ولإطفاء النيران بين الجانبين التي اشعلها وزير البناء والاسكان "اوري اريئيل" حسب وصف مصادر في المؤسسة السياسية.
وعادت وسائل الإعلام العبرية، مؤخراً، للحديث عن إمكانية تفجر المفاوضات مجددا بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أعقاب اتهامات وجهتها السلطة الفلسطينية إلى إسرائيل بعدم الالتزام بوقف البناء في المستوطنات.
ووفقا للقناة العبرية الثانية، فإن الفلسطينيين اتهموا إسرائيل بعدم الالتزام بتعهداتها بشأن وقف مشروع البناء في المستوطنات، وأنها انتهكت التعهد الذي قدمته لدى الجانب الأميركي لوقف المشروع الذي أعلن عن تجميده فقط "إعلاميا".
وقالت القناة أن الفلسطينيين هددوا بوقف اللقاءات وتفجير المفاوضات، وذلك من خلال رسالة وجهتها القيادة الفلسطينية مجددا للإدارة الأميركية بأنه في حال لم يتم تجميد البناء ونشر مزيد من المناقصات بشكل فعلي فإنها سوف توقف مشاركتها في المحادثات.
وكان وزير الاسكان اريئيل قد اعلن قبل ثلاث اسابيع عن طرح عطاءات لبناء 24 الف وحدة استيطانية خارج الخط الاخضر من بينها 1200 وحدة في منطقة E1 بين القدس ومعاليه ادوميم ، الامر الذي اثار غضب الاميركيين، ودفع بنتنياهو لاستدعاء اريئيل وتوبيخه والاعلان عن تجميد العطاءات.
واضافت الصحيفة ان نتنياهو كان قد اتفق مع تسيبي ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين ان تُعلن وزارة البناء والاسكان عن إلغاء عطاءين وتعديل عطاء ثالث، الا ان هذا الاتفاق لم يتم تنفيذه، حيث كشف الصحفي "ناحوم بارنيع" يوم الجمعة عبر "يديعوت احرونوت" ، انه على الرغم من تعليمات نتنياهو، الا ان وزارة البناء والاسكان لم تقم بتعديل العطاءات، وتم في ليلة الخميس إغلاق هذه العطاءات التي تضمنت بناء عشرات الآلاف من الوحدات الاستيطانية خارج الخط الاخضر.
هذا الامر اثار عاصفة من الغضب في اوساط الفلسطينيين والاميركيين حيث اشتكى الفلسطينيون ذلك للاميركيين وهددوا بالانسحاب من المفاوضات مع اسرائيل ، فيما وجهت الادارة الاميركية إنتقاداً شديداً لنتنياهو مما ارغمه على بث رسائل تهدئة موضحاً: "ان تعليمات رئيس الحكومة هي بعدم تنفيذ إجراءات البناء في الضفة الغربية وفي منطقة E1 وان الاعلان عن ذلك كما نشر في الـ 12 من تشرين ثاني، باق على حاله، وبعد الفحص الذي اجري فإننا نعيد التأكيد – والحديث لنتنياهو – ان شيئاً لم يتغير".
ووجهت اوساط سياسية وحزبية في اسرائيل يوم امس إنتقاداً شديداً للبيت اليهودي واتهموا اريئيل بأنه يسعى لتفجير المفاوضات مع الفلسطينيين عن طريق الاعلان عن طرح عطاءات البناء في الضفة الغربية .
واتهمت وزيرة القضاء "تسيبي ليفني" اريئيل بأنه يعطل العملية السياسية، وقالت في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي "ان الهدف من وراء الاعلان عن طرح العطاءات هو تخريب العملية السلمية، وان العطاءات التي اعلنت عنها وزارة الاسكان تم وقفها بعلم رئيس الحكومة".
واضافت: "من اجل قول الحق، ان البيت اليهودي يخدع العالم وجمهور ناخبيه، وان هدف البيت اليهودي من وراء ذلك هو شراء المؤيدين في اوساط المستوطنين له عن طريق الخداع ، ولتخريب العملية التفاوضية".



