لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

طلاب النجاح: دفعوا سيارة وزارة الثقافة ليحركوا عجلة الثقافة



تلفزيون الفجر الجديد- عبد القادر عقل- ما إن تربعت الشمس في كبد السماء، حتى أطل وفد وزارة الثقافة الفلسطينية مستقلاً سياراته ودخل الحرم الجديد لجامعة النجاح الوطنية، وتحلقت كوكبة من طلبة الصحافة والاعلام حول السيارات المتوقفة بلا ركاب، وما إن أنهى الوفد زيارته حتى تعطلت سيارة الوفد، فبدأ الطلبة بدفعها لإعادتها للعمل ونجحوا في ذلك، وتخلل ذلك التندر على حال الثقافة في الوطن.

"مش بس سيارة الثقافة بدها دفش، إحنا بنا دفع الثقافة متل ما دفعنا السيارة" أطلق الإعلامي رفيق المصري هذه الكلمات بعد أن أنهى برفقة عدد من الطلبة دفع سيارة وفد وزارة الثقافة، وأعرب المصري عن تفهمه لتراجع دور وزارة الثقافة خلال الفترة الماضية نظراً للأزمة المالية التي مرت بها السلطة الفلسطينية وانعكست سلباً على شتى المناحي الحياتية، لكن المصري جدد سؤاله مستغرباً "اليوم وبعد أن انتهت الأزمة المالية أو انخفضت آثارها السلبية بشكل ملموس، لماذا لا يتم دفع عجلة الثقافة تماماً كهذه السيارة التي دفعناها لتتحرك ؟!"، وناشد المصري وزير الثقافة الفلسطيني بضرورة العمل على غرس قيم الانتماء في كافة المؤسسات الثقافية والمجتمعية وبالتنسيق مع المدارس والجامعات وكافة الأطر الشبابية، لأن الانتماء يشكل اللبنة الأساسية لبناء بيت وطني مخلص، ومجتمع متماسك راق.

الاعلامي عبد الجبار فقها أحد طلبة الاعلام بجامعة النجاح تساءل عن مدى دعم وزارة الثقافة للأجيال الصاعدة، مشيراً إلى وجود عقول تحمل مواهب ثقافية مدفونة وتعاني من عدم الاكتراث بها، ويستشهد فقها بعدد من أصدقائه الذين نجحوا في خط مؤلفات لهم، ولكن يعجزون عن نشرها لعدم توفر الدعم المالي الذاتي، ويضيف فقها "الوزارة التي نقدر جهودها، يمكنها أن تستغني عن معرض ثقافي لإصدار كتاب تعب كاتبه في خط حروفه حرفاً بحرف، ويمكنها أن تحيي بذلك موهبة مدفونة، وهذه إحدى أبجديات الثقافة المعاصرة".

الإعلامي أسيد صبيح أشار إلى الطلاب الذين يدفعون سيارة وفد الوزارة، وضحك ساخراً عندما سألناه "باعتقادك هل تحتاج الثقافة إلى دفع كسيارة وزارتها؟!"، أجاب: ليست الثقافة وحدها في الوطن التي تحتاج إلى دفع عجلتها، بل إن الشباب الذين يدفعون السيارة أنفسهم بحاجة إلى الدفع!

وأشار صبيح إلى الثقافة مرتبطة بكافة السمات والعناصر الحياتية لأي مجتمع يحاول النهوض من بعد الانكسار، فالشاب بلا ثقافة لا فرق بينه وبين الأمّي، ليس هذا فحسب بل إن الأمّي الذي مر بالتجارب فأعطته الثقافة أفضل ألف مرة، من الشاب المتعلم غير المثقف!

عندما ينتقد الإعلاميون حال وطنهم، فإنهم لا يهاجمون أشخاصاً بل يهاجمون أفكاراً وموافقاً يجدون مسارها بحاجة ماسة للتصحيح، ليرتق المجتمع، والثقافة الفلسطينية المجتمعية شأنها شأن بقية المسارات التي ما إن تختفي حتى تعود لتطفو على السطح من جديد.

الرابط المختصر: