لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

طوباس: عصام النمر.. شارك في إطلاق أول مركبة فضائية ورحل بصمت



تلفزيون الفجر الجديد- تتبع برنامج"أصوات من طوباس" سيرة عالم الفضاء عصام النمر، الذي ينحدر من طوباس.

وسرد ابن عمه حكم صايل النمر، خلال الحلقة الثالثة من البرنامج الذي تنظمه وزارة الإعلام، شريط ذكريات الدكتور الذي كان متخصصًا في ضغط الوقود بالمركبات الفضائية، وعمل في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" بدءًا من مشروع أبولو (11) إلى أبولو (13)، وكان أحد الخمسة المسؤولين عن إعطاء شارة البدء لإطلاق مركبات الفضاء.

يقول: أعطى ابن عمي شارة البدء لأول مركبة فضائية تهبط على سطح القمر في تموز 1969. وترك طوباس وجنين التي انتقل إليها متجها نحو بيروت للدراسة الهندسة الميكانيكة في جامعتها الأميركية، وعلى ظهر الباخرة التي أقلته للبنان تعرف على عالمة أميركية من أصل سويدي، فسافر إلى الولايات المتحدة لإكمال علمه.

وولد عصام سعيد النمر عام 1926 لأب كان من أوائل الأطباء الذين تخرجوا من جامعة اسطنبول عام 1914 والجامعة اليسوعية  في بيروت. ودرس عصام في كلية النجاح الوطنية بنابلس، ووقف طيلة دائما على قائمة المتفوقين. وعقب التحاقه لسنة واحدة في الجامعة الأمريكية ببيروت عاد إلى جنين، وعمل أستاذاً في مدرستها الوحيدة لسنة.

يضيف حكم: بعدها، غادر عصام أرض الوطن إلى الولايات المتحدة عام 1949، وتخرج بدرجة بكالوريوس في علوم الهندسة من جامعة ولاية يوته عام 1953. فالهندسة بكلية في ولاية نيويورك. وفي عام 1955 عمل مهندس تطوير في شركة "انترناشونال" بشيكاغو.

وحسبما كُتب عن النمر، أثبت خلال عمله مهارات رفيعة في تطوير آلات الاحتراق الداخلي، الأمر الذي ساعده لالتحاق بصناعة الفضاء. وانضم لأكبر شركة صانعة لمحركات الصواريخ في كاليفورنيا عام 1960. وبعد ثمانية أعوام، التحق بمركز القضاء في "هيوستن" بولاية تكساس، وتولى قيادة مجموعة الاختبار للمركبة القمرية ومهمتها "كيفية طيران المركبة في الفضاء وإنزالها على سطح القمر".

يتابع حكم: كان عصام واحدا من العلماء الخمسة الذين يعطون الإشارة النهائية لإطلاق مركبات الفضاء، حيث شارك في إطلاق مركبات (أبولو) ومن ضمنها ( أبولو11)، وهي  أول مركبة تهبط على سطح القمر عام 1969.  كما تولى قيادة مجموعة الاختبار للمركبة القمرية من طراز (لونا).

شاهد حكم المولود عام 1960، ابن عمه مرة وحيدة خلالها كان يكرر مقولات انتقاله من طوباس إلى جنين، ومن جنين إلى الولايات المتحدة، بالقول كما نقلته ابن أخته عنه  "كانت النقلة في حياتي من جنين إلى عالم الفضاء، أصعب من أن أجمع الملح برموش عيني".

ومما وُثّق عن عصام، أن والدته رمزية توفيت وهو بعمر سنة، وفي ذلك قال حكم: تولت عمتي ثريا تربيته، ثم تزوج من سيدة نمساوية، وأنجبا  الابن الأكبر جاري(اليوم يقترب من الستين)، وستيفين ومايك والابنة باتريشيا. ولابن عمي خمسة إخوة، أربعة أطباء ومهندس، و له أربع أخوات. وأسهم الأكبر المرحوم عوني في تأسيس مهنة الطب في دولة الكويت منذ قيامها. أما المهندس المرحوم فتحي فكان أول من أدخل التيار الكهربائي إلى جنين.

مما سمعه حكم عن قريبه، ما أورده حافظ طوقان خلال مقابلة عشية زيارة عصام اليتيمة لطوباس وجنين عام 1972. كيف أنه سلم رواد الفضاء حجرًا صغيرًا كتب عليه "مدينة جنين" ، وأرسله إلى سطح القمر بعد أن انزله الرواد هناك. وقد أجاب على سؤال: لماذا لم تكتب فلسطين أيضًا على الحجر؟ بالقول:حتى نتمكن من إيصاله إلى هناك".

وكان النمر قدّم هدية لبلدية جنين ولأهالي مدينته عام 1972، تمثلت بصورة موقعة من رواد الفضاء الثلاثة: نيل آرمسترونغ، ووبزألدرن، ومايكل كولينز.

يتذكر: خلال زيارته لطوباس، طلب الحاكم العسكري من عصام أن يزوره للتعرّف عليه، فرفض، ورد بالقول: من يريد مقابلتي يأتي إليّ!

ينهي حكم: توفي ابن عمي في مدينة هيوستون، بعمر 79 سنة، في تموز عام 2007، وأتمنى أن نجد في طوباس وجنين وفلسطين أي إشارة تُخلد ذكرى المرحوم عصام؛ لعلمه وإبداعه، ونتمنى أن نجد شارعًا أو مدرسة في طوباس تحمل اسمه، وتعرّف به.

بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس عبد الباسط خلف إلى أن "أصوات من طوباس" يبحث عن توثيق قصص وحكايات يغفلها الجيل الجديد عنها، ولا تحظى بفرصة للظهور في وسائل الإعلام المختلفة، بالرغم من أهميتها ودورها العلمي والإنساني والإبداعي.
 

الرابط المختصر: