لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

سيناريوهات التصعيد بعد دعوة السلطة لـ"جمعة الميادين"



تلفزيون الفجر الجديد | مع اصرار سلطات الاحتلال الاسرائيلية على مواصلة إجراءاتها بحق الوضع التاريخي القائم للمسجد الاقصى المبارك، تتزايد فرص اشتعال المنطقة، حتى باتت مقومات اندلاع انتفاضة اقصى ثانية قائمة، مع دخول السلطة الفلسطينية الى خط التصعيد.

فمع دخول احداث المسجد الاقصى اسبوعها الثاني، فان الاوضاع تزداد توترا، وموجات الغضب تتفاقم، واعداد المصلين في الشوارع والساحات في تزايد مضطرد، وبالمقابل تعزز سلطات الاحتلال من تواجدها وزيادة وسائلها القمعية،بعد ان استبدلت البوابات الالكترونية بتقنيات جديدة ترفضها المنظمات الشعبية والمستويات الرسمية والمرجعيات الدينية، كلها عوامل تدفع نحو التصعيد، كما يقول محللون.

واللافت بالحراك المتنامي بالقدس، دعم القيادة الفلسطينية ودخولها على خط المواجهة بقرارات داعمة وحاضنة للحراك المقدسي، اضافة الى توجيه دعوة للتظاهر في مختلف مناطق الضفة الغربية يوم الجمعة المقبل.

يقول الناطق باسم حركة فتح، اسامة القواسمة، في حديث مع "القدس" دوت كوم:" ان الخطوات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية-وقف التنسيق الامني، والدعوة الى التظاهر- قرارات مسؤولة وتتحمل تبعاتها الحكومة الاسرائيلية التي تنفذ مخططا معدا مسبقا لتهويد المسجد الاقصى، مستغلة الحادث الامني الذي حصل على مداخل المسجد الاقصى، مضيفا" ان وقف التنسيق الامني خطوة في مواجهة هذه الخطة الاسرائيلية التهويدية فلن يكون هناك اي تراجع من قبل حركة فتح والقيادة،" مشددا "انه لا يوجد الكثير من الحسابات والخطوات الدبلوماسية في هذه المسالة حين يتعلق الامر بالسيادة على القدس، وان الكرة باتت في ملعب اسرائيل وهي من تقرر اي تذهب الامور بالمنطقة سواء نحو التهدئة أو نحو التصعيد".

ورفض القواسمة الحلول الوسط المطروحة، لتهدئة الاوضاع، معربا عن رفض حركة فتح قبول استخدام المجسات الالكترونية لتفتيش المصلين، مشددا على استمرار الحركة بتحركها حتى لو طالت الاحتجاجات اشهر وسنوات، على حد قوله.

ويعلق الصحفي والمحلل السياسي، محمد دراغمة، في حديث مع "القدس" دوت كوم، على خطوات السلطة الاخيرة بدعم الحراك المقدسي، " ان السلطة في البداية تركت الامور تاخذ مجراها، وحين لاحظت ان الحراك المقدسي جدي، وان ما يحدث بالقدس خطير، ويرتقي الى مستوى انتفاضة بوجه الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية، قررت ان تحتوي موقف (تاخرها) وتواكب الشارع باصدار قرارات غير مسبوقة بدعم الحراك من خلال توقيف كافة الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي، والدعوة للنزول الى الشارع".

وبين دراغمة "ان هذه الخطوة ستعيد القوى السياسية الى الشارع بعد تحولها من مشروع وطني الى تحقيق مصالح وامتيازات بعد اتفاقية اوسلو".

ويصف دراغمة :"ما يحدث حيث يخرج المقدسيون الى الشوارع بشكل منظم ومستمر للاعتصام، واصبحت هناك حركة رديفة داعمة لهذا الحراك من قبل السلطة الفلسطينية، لشعورهم بان المسجد الاقصى بات مهددا بالتهويد".

ويعتقد دراغمة ان مقوامات اندلاع "انتفاضة اقصى" ثانية تستمر لفترة طويلة قائمة، قائمة ما دامت الاجراءات الاسرائيلية مستمرة في تهويد الاقصى، وان لم يحدث تراجع بالموقف الاسرائيلي.

وبحسب سيناريو "الانتفاضة" الذي يرسمه دراغمة للمستقبل القريب، في ظل التصعيد الحاصل بالمنطقة، "فان الانتفاضة ستكون مختلفة عن انتفاضة الاقصى الاولى، من حيث تركزها بالقدس ومناطق 48 اضافة الى مستوى اقل بالضفة الغربية واقل في غزة، ومختلفة من حيث الاسلوب بانها ستكون سلمية بالدرجة الاولى، ومختلفة بالمطالب هذه المرة التي ستقتصر بالدرجة الاولى على حرية العبادة، والحفاظ على الهوية العربية الاسلامية للمسجد الاقصى، وبدون الحصول على ضمانات تكفل هذه المطالب لن تهدأ الاوضاع".

ولا يستبعد المحلل السياسي طلال عوكل، التصعيد بالمنطقة، حيث "ان التصعيد الاسرائيلي ضد المسجد الاقصى استدعى التصعيد الفلسطيني من قبل رأس السلطة الفلسطينية باتخاذ خطوات غير مسبوقة بوقف الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي اضافة الى توجيه دعوة لتظاهر واشعال مناطق التماس يوم الجمعة"، واضاف "ان استبدال نتنياهو البوابات باجراءات جديدة ودعوته لتفتيش المصلين واحدا واحدا، هي دعوة اسوأ من وجود البوابات ومن شأنها ان تفتح الصراع بشكل اوسع".

ويرى عوكل :"ان القيادة الفلسطينية اقدمت على هذه الخطوات لادراكها ان القضية اصبحت معركة السيادة على القدس ولا يمكن التهوان فيها، وهي مسالة صراع مفتوح يدركه الجانب الفلسطيني والاسرائيلي، اضافة الى ضعف موقف المجتمع الدولي ومجلس الامن، بالمقابل لن يكون هناك قبول فلسطيني لحلول نصفية، لذلك ستنجر الامور الى انتفاضة واسعة".

وقال "ان كل المؤشرات تشير الى امكانية اندلاع انتفاضة جديدة، في ظل سعي نتنياهو لكسب تاييد الشارع الاسرائيلي الذي ابدى امتعاضه من قضية ازالة البوابات، وبات مستقبله السياسي مهددا، لذلك سيقدم على التصعيد، وهو ما تثمل بدعوة الشرطة والجيش الى تفتيش المصلين واستبدال البوابات بوسائل اخرى، اضافة الى ان هناك اجماع فلسطيني في كل المناطق حول مدينة القدس، واجماع سياسي على ضرورة التصدي، ويتزامن مع ضعف دور المجتمع الدولي، كلها قضايا ستدفع الى انتفاضة".

ويرى عوكل "ان الانتفاضة الجديدة ستكون مختلفة عن سابقاتها، من حيث ان من يقودها اهل القدس، ومرجعياتهم الدينية التي تحيط بها وتدعمها القوى والاحزاب السياسية، لكن نجاح هذه الانتفاضة يتطلب اتفاقا فلسطينيا على اسلوبها وعدم جرها الى اساليب غير مناسبة لضمان استمرارها".

الرابط المختصر: