بالصور: “باب الساحة” إرثٌ يورث بين الأجيال
تسنيم أحمد- باب الساحة أو ساحة النصر، هي ساحة تقع الى الجنوب من مدينة نابلس وتحديداً وسط البلدة القديمة، سميت بهذا الاسم لوجود ساحة رئيسية فيها تحيط بها بوابات تؤدي إلى أحياء القريون والعقبة والحبلة.
تمشي لها في طريق مستقيم يشعرك بانك في حضرة موقع تملؤه الهيبة والعظمة، فيتوسط الساحة برج عظيم البناء له عدة اسماء منها برج الساعة ساعة المنارة، وسرايا العثمانين لدقة بنائه وعلوه.
شهدت ساحة النصر تشكل مجموعة مختلفة من الديانات والسياسات المختلفة، تحديدا منذ اواسط القرن التاسع عشر الى نهايات القرن العشرين، فعند باب الساحة نجد أحد أهم نماذج التعاقب الديني ما بين الديانات للمكان نفسه؛ فمسجد "النصر" الذي كان معبدًا وثنيًا، ثم صار كنيسة رومانية، ثم مسجدًا إسلاميًا، وبعدها تحوّل لكنيسة صليبة، ثم أعاده صلاح الدين الأيوبي إلى مسجد. وبعد أن هُدم بسبب زلزال عام 1927، أقام المجلس الإسلامي الأعلى مسجدًا فوق المسجد القديم، وأعاد بناءه على الطراز التركيّ العثماني.
باب الساحة هو شاهد على حكايات مدينة نابلس وتعاقب الثقافات فيها، فتغير العديد من الاشخاص سواء من السياسيين أمثال فريد عنبتاوي وولديه فائق ومصطفى، أو المعارضين بزعامة راغب باشا النشاشيبي في القدس، وأمثال مصري وشكعة وعبد الهادي وطوقان، وكذلك التجار مثل عنبتاوي ومحمود الشكعة شقيق الحاج أحمد الشكعة، ورضوان النابلسي ورياض شاهين وعزمي عبد المجيد وعرفان عرفات وغيرهم.
تعتبر ساحة النصر حاليا مكانا يمتلئ بالمحال التجارية للمفروشات ومحلات اعادة صناعة المواد، كما تمثل هذه الساحة مكانا للتجمع في شهر رمضان المبارك، اضافة الى اقامة العديد من الاحتفالات الاجتماعية و الدينية واهمها المولد النبوي الشريف.
ومن الطقوس الجميلة التي اعتاد الناس على القيام بها في ساحة النصر، احضار الكنافة النابلسية اللذيذة والساخنة والجلوس مقابل برج الساعة، والاستمتاع بكل دقيقة ستمضيها امام هذا الانجاز المهيب.
تصوير: ياسمين القاسم