طولكرم: “الروم الأرثوذكس” ستقرع أجراسها مجددا بعد أعمال التأهيل
تلفزيون الفجر الجديد- همسه التايه: منذ سنوات عدة، افتقد داوود خرعوبة، رئيس الجمعية "الخيرية الأرثوذكسية" وكافة المسيحيين في طولكرم، لصوت الموسيقى التي تصدح إيذانا بموعد الصلاة بكنيسة "الروم الأرثوذكس" وسط المدينة، ليتجدد حماسه وفرحه بعد توقيع اتفاقية ترميم غرفتين بداخل الكنيسة لأنها ستكون بمثابة انطلاق لها لمعاودة قرع أجراسها المحبة للسلام من جديد.
ورغم قلة عدد المسيحيين والذين لايتجاوز عددهم الـ12 فردًا، وعدم فتح الكنيسة أبوابها سوى مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، إلا أن خرعوبة يأمل أن يتم فتح الكنيسة بعد الترميم بشكل دائم وطوال الوقت، من أجل جذب عدد كبير من المسيحيين من مختلف المناطق للصلاة في الكنيسة.
ويضيف: تأهيل الغرفتين داخل الكنيسة سيعمل على استمرارية فتح الكنيسة وعدم إبقائها مغلقة، الأمر الذي سيؤدي إلى تعريف الجيل الجديد بمدينة طولكرم والكنيسة التي لا تختلف عن الكنائس الموجودة في مختلف المناطق.
وعن علاقتهم بالمسلمين، قال خرعوبة: نحن أخوة لا يفرقنا شيء، بيننا صلاة قوية منذ فجر التاريخ، نعتز بوجودنا في مدينة طولكرم، فنحن مسيحيين ومسلمين شعب واحد، مبرقًا رسالة سلام ومحبة لكافة المسيحيين والمسلمين والعالم أجمع، آملا من الجميع مساعدة الشعب الفلسطيني على تجاوز محنته من أجل السلام في الأراضي المقدسة.
إلى ذلك، يؤكد الأب ليوندوبس راعي كنيسة "الروم الأرثوذكس" على أهمية الكنيسة في مدينة طولكرم، مشيرًا إلى أن المسيحيين والمسلمين يعيشون بسلام في طولكرم.
ويبين: تأهيل الكنيسة يهدف لجذب سياح ليس فقط من أجل الكنيسة، وإنما من أجل زيارة طولكرم والتعرف على معالمها وآثارها ومبانيها التراثية. مضيفًا: نريد السلام، والسلام لا يتم إلا بوجود المحبة بين الجميع، فالعلاقة بين المسلمين والمسيحيين تشكل عائلة واحدة وكلنا فلسطينيين.
بدوره، يقول مدير مركز حفظ التراث في بيت لحم، المهندس عصام جحا، عن توقيع الاتفاقية لترميم غرفتين في حرم الكنيسة بطولكرم: الكنيسة مبنى تراثي، والهدف من ترميمها الحفاظ على التراث الثقافي واستخدام الغرفتين كمركز مجتمعي يتم فيه تنفيذ وعقد دورات اللغات والموسيقى ليعود بمنفعته على المجتمع المحلي بشكل عام.
من جهته، يؤكد رئيس بلدية طولكرم، إياد بلدية، الجهود التي تبذلها البلدية للحفاظ على المواقع الثراثية والتاريخية، مشيرًا إلى أن "الهدف من ترميم غرفتين داخل الكنيسة هو تنشيطها كمعلم ديني قائم في مدينة طولكرم، وجذب المواطنين من داخل المدينة وخارجها للتعرف على الكنيسة وأهميتها الدينية".
يذكر أن كنيسة "الروم الأرثوذكس" في طولكرم، تم تشييدها قبل أكثر من مئة عام، وتم ترميمها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية من قبل الجيش اليوناني عام 1914، بالإضافة إلى ترميمها في الأعوام 1952، و1967، 2006، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية قبل عدة أيام من أجل ترميم غرفتين في الكنيسة، وذلك ما بين المنتفع من المشروع الجمعية الخيرية الأرثوذكسية بطولكرم التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس، وما بين مركز حفظ التراث الثقافي في بيت لحم كمنفذ للمشروع، وذلك بلدية طولكرم.