6 رجال يستمرون في محاكاة المريخ دون السفر اليه!
ستة رجال يحاكون تجربة العيش بالمريخ دون السفر إليه، وذلك بهدف اختبار تأثير العزلة على الأشخاص، فقد دخلوا قبل 60 يوماً حاوية تثبت فيها درجة الحرارة عند 22 درجة مئوية
بينما كانت تبلغ درجة الحرارة في العاصمة الروسية موسكو 40 درجة مئوية، مما يعكس أن العزلة التامة لها فوائدها أحيانا.
غير أن الملل لم يتسلل بعد إلى “المريخيين”، خلال عزلتهم التي تجاوزت 60 يوما حتى الآن. قال رئيس وكالة الفضاء والطيران الألمانية بيتر جريف: “لا يريد أحد منهم الخروج”. ولا يزال الستة متحمسين بشأن اختبار قوة التحمل الذهني، في الوقت الذي صاروا فيه يقومون بأعمال روتينية. وكتب الإيطالي المشارك في الرحلة دييغو أروبينا على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي إنه لا يزال لديه أحلام بشأن الناس الذين يعيشون خارج الكبسولة.
وتشبه هذه “المركبة الفضائية” برنامج “بيج برذر” التلفزيوني، الذي يجبر فيه المتسابقون على الإقامة معا في عدد قليل من الغرف تخضع للمراقبة المستمرة طوال اليوم، حيث أن هذه “المركبة” مزودة بكاميرات تسجل على مدار الساعة ما إذا كان المشاركون في هذه التجربة يعملون على تنفيذ المشروعات البحثية المئة المكلفين بها.
ويقول الباحث الطبي بجامعة ارلنغن نورنبرغ ينس تيتسه لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، “يشارك هؤلاء الفتية بنجاح هائل” في هذه التجربة. وكان تيتسه وفريق التغذية التابع له أعدوا برنامجهم الغذائي مسبقا. وقال تيتسه إنه من المتوقع أن يتناولوا جميعا الوجبات المدرجة على القائمة، بينما لم يغفلوا عن إجراء التحاليل الدقيقة لبولهم. ويتعلق أحد الاختبارات بمعرفة تأثير ملح الطعام على ضغط الدم، فيما تسمح أحدث التقنيات للعلماء بمتابعة مرضاهم بدقة.
وقضى الضابط بالجيش الألماني الكابتن أوليفر تويكل 105 أيام تحت الملاحظة في كبسولة الاختبار بموسكو، حيث يصف مشروع “المريخ 500” الحالي بأنه “أكثر التجارب تعقيدا في تاريخ الرحلات الفضائية”، نظرا للغموض الذي يكتنف مستقبل المشاركين الستة في التجربة خلال الأيام الـ450 المقبلة.
وقال تويكل: “تزداد التجربة نجاحا في الوقت الذي يقل فيه الحماس، نظرا لأنك تؤدي كافة المهام نفسها بالفعل بصفة متكررة”، في وصف لتجربته على مدار الوقت. ففي هذه الأشهر القليلة الأولى، تشغل التجارب النفسية والبدنية وقت الطاقم. وكتب رومين تشارلز الفرنسى في مادة صحافية شخصية نشرها الموقع الإليكتروني لوكالة الفضاء الأوروبية: “بعد الاستيقاظ من النوم، يتعين على كل شخص استكمال أربع أو خمس مهام قبل الإفطار”.
فأوقات الفراغ في هذه التجربة محدودة، غير أن “مسافري” الفضاء يستغلونها أيضا على ما يبدو، حيث بدأ المشارك الصيني في التجربة وانج يوي في تعليم تشارلز فن الخط الصيني المعقد. وكان تشارلز احتفل بعيد ميلاده أخيرا مع زملائه بكعكة دافئة ونبيذ جاف، بل إنه حظي برفاهية تلقي تهنئة عبر الهاتف، باللغة الفرنسية، من أحد أصدقائه الذي يعيش في موسكو.
وأوضح غريف قائلا: “لم يعد هذا ممكنا”. في تجربة المحاكاة، ابتعدت “مركبة الفضاء” للغاية عن الأرض، إلى حد يتعذر معه تلقي رسائل صوتية. كما أن تلقي الردود من المراقبين على الأرض يستغرق وقتا أطول من أي وقت مضى بالنسبة للطاقم، حيث تستغرق الإشارات اللاسلكية 20 دقيقة للوصول من كوكب المريخ إلى كوكب الأرض.



