مخرجو دراما رمضان يتفوقون بصورة مبهرة
تلفزيون الفجر الجديد- في الوقت الذي يتنافس فيه كبار النجوم أمام الكاميرا سعيا لجذب الانتباه والفوز في السباق، برز المخرجون بعملهم من خلف الكاميرا، بعدما استطاعت الصورة الدرامية التي تقدم في عدد من الأعمال أن تجذب الانتباه، وتدخل المشاهد في قلب الأحداث، ليعيش الرحلة منذ البداية.
وعلى الرغم من كون بعض هؤلاء المخرجين مازالوا في بداية الطريق، إلا أنهم فرضوا أسمائهم على الجمهور بما يقدمونه، فصار شادي الفخراني في عمله الثاني مع والده يحيى الفخراني، من خلال مسلسل "دهشة"، يقدم عملا مميزا على مستوى الصورة ونقل الكاميرا، التي تجذب المشاهد إلى العمل.
وهو الأمر نفسه الذي ظهر واضحا في مسلسل "سرايا عابدين" الذي يخرجه عمرو عرفه، ويشارك في بطولته يسرا وغادة عادل ونيللي كريم، خاصة وأن المسلسل يدور في أثناء فترة حكم الخديوي إسماعيل، ولكن الصورة كانت العنصر الأكثر إبهارا.
وجاءت أعمال مثل "الصياد" للمخرج أحمد مدحت، و "السبع وصايا" للمخرج خالد مرعي، و"السيدة الأولى" لمحمد بكير، دليلا على تفوق المخرجين فيما يقدمونه.
قفزة على مستوى الصورة
الناقد الفني طارق الشناوي أكد في تصريحاته لـ"العربية.نت"، أن قفزة على مستوى الصورة، حدثت في الدراما التلفزيونية منذ عام 2010 ولكنها قد تكون أكثر وضوحا هذا العام.
معتبرا أن السبب فيما جرى يعود إلى دخول عدد من مخرجي السينما إلى الدراما التلفزيونية ولكن بروح السينما، خاصة وأن هناك مخرجين من مدرسة السينما مثل خيري بشارة وحسام الدين مصطفى ونادر جلال، قدموا أعمالا للتلفزيون ولكنها لم تضف أي شئ، خاصة وأنها قدمت وفق قوانين عتيقة.
ولكن ما يقدمه المخرجين في هذه الفترة، يدل على أنهم قاموا بتكسير هذه القوانين العتيقة، ونقلوا روح السينما إلى شاشة التلفزيون.
اللعب على الزمن
وأشار الشناوي إلى أن عددا من الأعمال الدرامية هذا العام، يميل إلى اللعب على عامل الزمن، من خلال ما يعرف بـ "الفلاش باك"، وهي مخاطرة في عالم التلفزيون، خاصة وأن من القواعد المتعارف عليها في التلفزيون هو أن يكون التنقل سهل، لأن المسلسل حلقاته كثيرة، ومن الوارد أن يفوِت المشاهد التلفزيوني جزءا من الحلقات.
ولكن الاعتماد على خاصية اللعب على الزمن، يلزم المشاهد بأن يستحضر تركيزه أثناء مشاهدة الأعمال، حتى لا يفوِت الأحداث المهمة، وهذا من ضمن ما يميز مخرجي الجيل الحالي.
وأشاد الشناوي بتفوق عنصري الصورة والموسيقى في مسلسل "سراي عابدين"، الذي يعرض في الوقت الحالي، معتبرا أن غادة عادل تقدم دورا ناجحا للغاية، كما أن يسرا كسرت قاعدة تفصيل أعمال درامية لها وحدها على مدار العشرين عاما الماضية، من خلال هذا المسلسل.
واختتم الشناوي تصريحاته بالإشارة إلى أن جيل المخرجين الكبار في طريقه للإختفاء، خاصة وأنهم لا يعملون في الوقت الحالي إلا على فترات متباعدة ومن إنتاج الدولة، حيث لا يميل إليهم القطاع الخاص، كما أن منطقهم انتهى، ولغة الإخراج في الوقت الحالي سبقتهم.