نانسي عجرم تَغرقُ في الأحمر كأنّها في “أخاصمك آه” تُبهِرُ الرجال بشقائها!
تلفزيون الفجر الجديد- إنّه مثل فيديو كليب البدايات، حين كانت نانسي عجرم تتمايلُ برقّة. "ما تيجي هنا"، اخراج جو بوعيد، يُعيد إحياء الصورة القديمة وهي ترقصُ لتُبهِر الرجال، من دون أنْ تسمح لأحدٍ بلمسها. ذلك كأنه "أخاصمك آه"، اخراج نادين لبكي.
تملكُ عجرم قدرة اقناعك برفاهيتها في "بدك تمشي فيك" (اخراج وليد ناصيف)، وبشعبويتها في "ما تيجي هنا"، مع أرجحية الانطباع الثاني على الأول لارتباطه روحياً بالانطلاق وأرضية الشهرة. عملان قدّمتهما لبكي، كرّسا موهبة عجرم في التعامل مع الشعبوية: "آه ونص"، الى "أخاصمك آه"، فجاء بو عيد يُكمِل حصاد الحقل. سيكون العمل فرحةَ جمهورٍ يرغبُ الفنانة "متواضعةً" بين الناس، أعمالها ليست دائماً زرقة البحر واخضرار الشجر وحبيباً هائماً في الوجد والشغف. البطيخ أكثر لذّة. تَفحّصْه في الكليب أحمر قانياً، وتَهيّأ للاستعداد الى إطفاء حرّ الصيف المُقبل قاسياً هذه السنة.
الأحمر هو الغازي، يلتقطُ من المشهد ما يُصادفه في طريقه. كان الفستان يحضّ على الاندفاع، وأحمر الشفاه مُفترساً، فيما عجرم تستمتعُ بدور المتوحشة البريئة. يفوق بيع البطيخ تأثيراً رمي الملابس في وعاء وغسلها باليدين تحت الشمس. إنّ في ذلك الكثير من الأحمر المُضاف الى فكرةٍ جاذبة. يتخلّص الكليب من أن يكون المطلوبُ إبهار المُشاهد بأناقة الفنانة. هنا يُبهره بسلوكها، بأحمرها وتمايلها، وبدفعها الباب بجسدها فيستجيب ويفتح.
وقْع الأغنية مألوف، فالتعاون قديم مع أيمن بهجت قمر (الكلمات) ووليد سعد (الألحان) وطارق مدكور (التوزيع). إنْ تسمعها ستأتيكَ تغرق في السوق، فتقول ها نانسي الشقيّة عادت. ثم تألفها. لن يطول الوقت وتُرددها: "حبيبي نيّتي صافية/ وإنت حتيجي هنا بالعافية/ تِهْرب وتروح فين مني؟/ دانا دكتورة في الجغرافيا". وقْعها مغناة أحبّ عليكَ. هذا فضلُ الموسيقى على كلماتٍ لا تتحرّك وهي على الورق.
تخطرُ سريعاً نظرة بوعيد الى كليب "أحلام البنات" لباسكال مشعلاني. الرجل صاحب رؤية في صناعة الفيديو كليبات، لا يُقلِّد الكلاسيكي الباعث على ملل. يَفرَغ المحيط، برغم الوجودين البشري والمادي (الفاكهة) من أجل عجرم. كل العاملين في وضعية ترقّب الزبون الأول. تدخل الصادمة بلونها، فتُحدِثُ صخباً. تَدافُع الرجال يبدو عينه، فيما يختلفُ الظرف. بدل المقهى تحلّ السوق، والحيوية مُتشابهة مع بعض نضوج وتسارع تضمنهما تكنولوجيا الصورة. مطلوبٌ البطيخ كأنّه الخبز لأنّ فاتنةً تتولى بيعه. تقبضُ الأوراق النقدية التي لا تُشبه تلك الجديدة القصيرة الحجم. الأخريات بيعهنّ راكد. لم يرتدين الأحمر ويتمايلن كمُتقِنات الإيقاع بالرجال. يكتفين بالنميمة ونظرات الحسد.
القصد استمالة رجلٍ واحد: مُحرِّك الفؤاد وشاغل العقل. ملك جمال لبنان أيمن موسى، شرطيٌّ يتعقّب تجاوزات قد تقترفها صبية نضرة. كان على نظراته أن ترمقها بقسوة. أما وقد يَقبِضُ عليها مُتهوّرةً، تخرجُ عن سيطرتها شاحنةُ البطيخ التي تقودها، فتُرمَى أعدادٌ منه أرضاً، وتغدو فاسدة يؤسَفُ على إهدارها، فإنها ستسلبه سلطته وتُقابله بالحيلة، فيتراخى غير مصدّق سطوتها، لتهرب منه مُنتقمةً بطرق الأولاد: "مدّ اللسان".
العمل "فاني" (مرِح). لطيفٌ، فيه استبدال البطيخ بالتين والصبّار، والإبقاء على عجرم البائعة. عوض قطع البطيخ بالسكين، احذرْ شوك الصبّار. وعوض "عالسكين يا بطيخ"، "سُكّر يا صبّار"! ذلك خفيفٌ مُضحك. مثل سُترة الصبي الممزقة، الذي هو الآخر، يُطلق لسانه كلما أراد أن يُغيظ أحداً.
المصدر: النهار اللبنانية